الإذاعة آخر ما تبقى للإعلام من رصانة(2).. برامج خالدة وأصوات لا تنسى.. أبلة فضيلة.. قال الفيلسوف.. قطرات الندي.. غواص في بحر النغم.. أغرب القضايا.. على الناصية.. كلمتين وبس

ولأن للإذاعة مذاقا خاصا ونكهة ميزتها الأصوات الرخيمة الحالمة، فقد علقت برامجها الخالدة في الأذهان حتى الآن، تلك البرامج التي خاطبت بكل حضارة وتمدن وحضور، كل أطياف وشرائح المجتمع، فشكلت وجدان وشخصية الكثيرين، اصوات وحناجر لها وقع على الآذان، لا ينسى، فمن منا لم ينصت لحواديت وحكايات "أبلة فضيلة" ومن من آبائنا لم يجيب على سؤال "من الجاني" ومن لم تستوقفه آمال فهمي على "الناصية" بأسلوبها المتحضر،ومن لم يستمع لدندنة الشريعي في "غواص في بحر النغم" ومن يجهل دور "المهندس" الساخر وعصير القول في برنامج "كلمتين وبس"، ومن لم تجذبه أشعار فاروق شوشة بصوت سلوان قدري في "قطرات الندي" ومن لم يصفق لنصائح سعد الغزاوي في "وقال الفيلسوف".
كلها برامج تركت بصمة في تاريخ الإذاعة المصرية فاستحقت أن تحفر في الوجدان.
ياولاد يا ولاد ايه ايه تعالوا تعالوا.. ليه ليه.. علشان نسمع ابله فضيلة رح تحكيلنا حكاية جميلة وتهنينا وتسلينا وتسمعنا كمان أسامينا أبله أبله فضيلة" من منا لم يسمع أو يستمع لبرنامج "أبلة فضيلة" الذي كانت تقدمة الإذاعية القديرة والذي تربي على يديه وعلي حكاياته البناءة المرتجلة، اجيالا واجيال.
"كلمتين وبس" برنامج اجتماعي ساخر لم يكن يكن يستغرق أكثر من بضع دقائق ويلقي الضوء على العادات الخاطئة والسلبية التي يمارسها كتير من المصريين في حياتهم اليومية دون انتباه لخطورتها واضرارها على الغير، برنامج كان يقدمه الكوميديان الرائع،الراحل فؤاد المهندس.
قال الفيلسوف:
"كان لي صديق فيلسوف بأقوال الحكماء شغوف، قولت له يوما: فيلسوف" كلمات رقراقة كانت تفتتح بها صاحبة السعادة الفنانة سميرة عبد العزيز، سؤالها الموجة للإذاعي الجليل سعد الغزاوي، الذي كان يقوم بدور الفيلسوف، ويأخذ الرجل في سرد نصائحه ثم يقول "في قصتى اجابتي فاسمعيها يا بنيتي "وتأتي قصة درامية لا تستغرق ثوان معدودة، ثم تنتهي الحلقة التي لا تستغرق أكثر من 5 دقائق.
قطرات الندى
سلوان محمود، اذاعية قديرة صاحبة حنجرة ماسية، كانت تبدأ حلقاتها بتلك الجملة الرنانة "قطرات الندي،لمحة شاعر كل صباح" تعزفها بصوتها المهدج الصداح ثم تلقى على آذان المستمعين أروع ما خطه قلم الرائع لشاعر فاروق شوشة من قصائد، عبر خلفية موسيقية حالمة هادئة، تجعلك في حالة من الاسترخاء والسكينة.
قطرات الندى هو برنامج إذاعي كان يبث على إذاعة جمهورية مصر العربية.
على الناصية
اما هذا الصوت الشجي فكان لحنجرة القديرة امال فهمي التي كانت تلقط على "الناصية" كل طبقات المجتمع وتدعوهم للحوار والنقاش حول أهم القضايا والمشكلات الحياتية، مثقفون وعمال وربات منزل وطلبة وحتى عمال، كلهم كانوا في حضرتها على الناصية وما زالوا حتى الآن.
أغرب القضايا
اما هذه الموسيقي المثيرة المنذرة بحدث جلل وتبدأ بالجملة الشهيرة "من أرشيف المحاكم" فكانت مقدمة للبرنامج المميز "اغرب القضايا" وهو كان بمثابة عمل درامي يقدم أبرز الجرائم التي حدثت بالفعل في المجتمع، كانت تقدم عبر حلقات منفصلة، تعرض كل يوم جريمة يمثل تفاصيلها مجموعة من الفنانين إلى أن تنتهي الحلقة بالسؤال الاشهر "من الجاني"؟
البرنامج إخراج فيفيان محمود وتأليف هانى عادل
غواص في بحر النغم
ومن الجريمة والعنف المجتمعي للسلام النفسي والهدوء مرة أخرى حيث يأخذك "غواص في بحر النغم"، للموسيقار العملاق عمار الشريعي رحمه الله، ورحلة لنقد وتحليل الألحان الخالدة لعظماء الفن ويظل الرجل يسبح ونسبح معه إلى أن يصل بنا لشط النهاية بابتسامته التي كانت تتجلي من خلف الاسوار عبر الاثير.
حفلة الست
يأتي المساء وقد عانيت ما عانيت من مشكلات وزحام وشجار وانفعالات فيأتي برنامج حفلة "الست" ليصالحك على الدنيا ويهدئ من روعك عبر وصلة فنية لسيدة الغناء العربي ام كلثوم.
فقرة "مرتلة"
يجن الليل ويسرع المساء بحالة من السكون والهدوء فيغلبك النوم وهنا وقبل أن تستلقي على ظهرك تقف مع نفسك لتهدأ وتراجع ربك وتخلد إلى نفسك فتدير مؤشرك إلى إذاعة القرآن الكريم لتنعم بحديث عن الله ورسوله ومن ثم تغرق في نوم هادئ بعناية وحفظ ايات الله بأصوات من الجنة لعمالقة المقرئين وفقرة مرتلة بصوت محمد رفعت أو الشيخ عبد الباسط.