انشغلت غالبية مراكز الأبحاث ودوائر صنع القرار في الغرب بحالة انهيار تنظيم الإخوان الإرهابى وتفككه إلى كيانات وجماعات مُنفصلة ومُنعزلة عن بعضها البعض، وربما تصارع بعضها أيضًا، خاصة بعد بوادر الانقسام التي ظهرت مؤخرا بين عناصر قيادية في التنظيم والقواعد والقيادات الهاربة خارج مصر. ووفقًا لموقع ومركز «ميدل إيست بريفينج» الأمريكى، فإن التنظيم يمر حاليًا بأسوأ وأخطر المراحل في تاريخه، خاصة أن الضغوط والضربات يتلقاها حاليًا من داخله، نظرا للصراع الدائر حاليا بين عناصره وقياداته والشباب، بعكس المراحل السابقة التي كان يتعرض فيها لضغوط من الخارج والأنظمة في البلدان التي كان يتواجد بها، مما كان يكسبه قوة وتلاحمًا. وأشار التقرير إلى أن الانهيار الداخلى والتفتت سيبدآن بصورة أساسية من مصر، والتي نشأ فيها منذ 90 عامًا، وتمدد ليصبح تنظيما إقليميًا قويًا ومؤثرا، ثم انتشر في الغرب أيضًا. وأوضح أن التنظيم يُعانى من تصدعات وتشققات داخلية كبيرة، جعلت الكثير من المراقبين في العالم يدركون أن العد التنازلى بدأ والتهاوى السريع سيحدث قريبا، وننتظر لنرى المنظمات الجديدة التي سوف تنشأ من المرحلة الحالية. وبلغت الجماعة أوج تقدمها وارتقائها بعد ثورة 25 يناير وسيطرتها على الحكم في مصر، إبان المعزول محمد مرسي، لكن لم يكن أحد يتوقع هذا الانحدار السريع والهائل، حتى إنه خلال عامين فقط منذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن حدث كل هذا الانهيار والتدهور. وما يجرى الآن، وفق التقرير، هو نتيجة فشل حكم الجماعة، بسبب طبيعتها وما نتج عن أيديولوجيتها وأسلوب إدارتها من أزمة عميقة أفقدتها الكثير من الدعم الشعبى لها، وفى هذه الحالة الجديدة من ضعف جماعة الإخوان، كان من الطبيعى بالنسبة للأعضاء المحبطين أن ينظروا إلى الوراء للعام الذي كان فيه مرسي في القصر الرئاسى ويتساءلوا: أين كان الخلل؟ فقد انتهت تلك السنة باحتجاجات شعبية كبيرة، ثم التدخل العسكري والقبض على آلاف الأعضاء ومصادرة ممتلكات الجماعة. وقد أدت الانتقادات الداخلية إلى إطلاق العنان لتمرد داخلى غير مسبوق في منظمة مبنية على مبدأ الطاعة المطلقة والانضباط الصارم، وكانت هذه إشارة على تغير المرحلة. ولم يحدث من قبل أن واجه قادة التنظيم مثل هذه المُعارضة الداخلية من الأعضاء العاديين، وكان الانقسام الذي حدث في عام 1954 بين القادة البارزين في المستويات العليا للتنظيم وليس من قبل أعضاء القاعدة العاديين، ولكن كان هذا دليلًا واضحًا على التغير في طبيعة العضوية ووزن حضور الطبقة الوسطى المدنية داخل التنظيم. وقد وصل الصراع الداخلي، إلى ذروته في الفترة الأخيرة، حين قرر محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، ومن معه من الحرس القديم، إجراء انتخابات لهياكل للقيادة الجديدة، وكانت القضية الرئيسة التي أثارها الحرس القديم هي أنه من غير المناسب أن تكون هناك قيادة مزدوجة، وقد جاءت الانتخابات الأخيرة ببعض الوجوه الجديدة في المستويات التنظيمية المختلفة. والقضية الرئيسية لا تكمن فقط في طريقة الحرس القديم التي اتبعها في الماضي، ولكن أيضًا في التكتيكات التي ينبغى للجماعة أن تتبعها للخروج من الأزمة الحالية، حيث لا يريد الحرس القديم أن يحدث أي تغيرات كبيرة في طريقة عمله التي اتبعها على مدى العقود الماضية، بينما يريد الشباب التخلى عما يوصف بالأوهام واللجوء إلى خط أكثر تشددًا لا يستبعد العنف، شريطة أن يستهدف المسئولين والمؤسسات الحكومية، وخاصة الأجهزة الأمنية والقضائية.