ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية أنه بعد أربع سنوات من رحيله من العراق، يخطط حلف شمال الأطلسي "ناتو" لإعادة التواجد هناك عن طريق تدريب ضباط للمساعدة في مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي. وأوضحت الصحيفة - في تقرير بثته علي نسختها الإلكترونية اليوم /الأربعاء/ - أنه في استجابة لطلب المساعدة في وقت سابق من العام الحالي من قبل الحكومة العراقية، يعمل التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة على عدة مقترحات بجانب التدريب، تأتي على الرغم من فشل محاولة الناتو السابقة لإنشاء قوة من الضباط المختصين في العراق. وبدأ تواجد الناتو في العراق عام 2004، أي بعد مرور عام على بدء الغزو، بهدف معلن وهو تشكيل "قوة فعالة"، وغادر في عام 2011. ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من تدريب خمسة آلاف ضابط عبر ألفي دورة تدريبية وإنفاق ملايين الدولارات على ضباط التدريس على حد سواء في البلد وفي دول حلف شمال الاطلسي، فقد إنهار الجيش العراقي عندما واجه "داعش" في الموصل العام الماضي والرمادي العام الحالي. وأشارت إلى أن حالة من الإحباط تسود في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة حول مدى التأخير المتكرر في شن الهجمات لاستعادة المدينتين، على الرغم من أن القوات العراقية بمساعدة الميليشيات الشيعية والغارات الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وغيرها، قد تمكنت من استعادة السيطرة على مدينة تكريت. وأضافت الصحيفة أنه من المقرر عقد اجتماع بين وزراء دفاع دول الناتو في مقر حلف شمال الاطلسي في بروكسل يومي الأربعاء والخميس لمناقشة مدى التقدم المحرز على يد قوة الرد السريع الجديدة التي يمكن نشرها على الجبهة الشرقية للتحالف ضد روسيا أو في الجنوب والجنوب الشرقي في صراعات مثل ليبيا أو سوريا أو العراق. وفي ما رأت الصحيفة أنه إجراءات لتكثيف الضغط على روسيا.. أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر يوم الثلاثاء نشر 250 من الدبابات الأمريكية والعربات المدرعة والمدفعية قبل نهاية العام الجاري في (بولندا ورومانيا وبلغاريا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، وستبقى المعدات في مكان للاستخدام من قبل القوات التي أرسلت لتمرين هذه الدول على أساس التناوب. ووصف سفير الولاياتالمتحدة لدى حلف شمال الأطلسي دوجلاس لوت الإجراء بأنه يشبه "اتفاق تأجير سيارة لمعدات التدريب"، وقال "إن تحديد المواقع للمعدات الدائمة على الحدود الروسية يمكن أن يكون بمثابة مصدر إزعاج للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، منوها بأنه لم يتخذ قرار بتحديد موقع التدريب سواء داخل أو خارج العراق". وذكرت الصحيفة أنه بينما لا يزال مسئولو حلف شمال الأطلسي يناقشون مع العراق ومع الدول الأعضاء في الحلف ما يمكن تقديمه في مواجهة تنظيم "داعش"، ينشط 62 بلدا، من بينها جميع دول حلف شمال الأطلسي ال28، في الوقت الحاضر في تحالف دولي ضد التنظيم. ورأت الصحيفة أن عودة حلف "الناتو" إلى العراق، وإن كانت بشكل متواضع في هذه المرحلة، ستكون رمزية، ومثالا آخر على توسيع دوره.