يعاني صيادو مطروح من سوء أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية، والمخاطر التي يواجهونها خلال رحلاتهم لكسب قوت يومهم، ويناشدون الدولة بتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية لهم ولأسرهم، والعمل على حل الأزمات والمشكلات التي تعترض مصدر رزقهم الوحيد . ويتردد على ميناء مطروح الشرقي ما بين 30 و40 مركبا، ويعمل على متنها عشرات الصيادين من كفر الشيخوالإسكندرية وعدد محدود من أبناء مطروح، ويشكون من ضعف الدعم المقدم لهم وعدم مراعاة الجهات الحكومية لاحتياجاتهم الفعلية، فضلا عن تعرضهم للموت بسبب ضعف الإمكانيات وعدم توافر وسائل الإنقاذ . “,” “,” وتعد مشكلة توافر القوى المحركة لمراكب الصيد وارتفاع أسعار الأدوات المستخدمة في الصيد، من أبرز المشكلات التي تواجههم، حيث يصل سعر البرميل الواحد من السولار إلى 230 جنيه، وتحتاج المركب في الرحلة الواحدة بما لا يقل عن 5 براميل في اليوم الواحد . وطالب الصيادون بضرورة توفير محطة تزود بالوقود للمراكب بجوار الميناء تعمل بشكل مستمر، وإنشاء مركز لصيانة الأعطال الفنية التي تتعرض لها المراكب، لأنهم يضطرون إلى استدعاء فني صيانة متخصص من الإسكندرية أو كفر الشيخ مما يزيد من أعبائهم . وناشد الصيادون من أبناء مطروح الحكومة بضرورة رعايتهم صحيا، ويجب أن تشملهم مظلة التأمين الصحي، لأنهم يضطرون إلى اللجوء للعيادات والمستشفيات الخاصة، وشراء الأدوية على نفقاتهم الخاصة . وطالبوا الجهاز التنفيذي بالمحافظة بإنشاء منفذ لبيع أدوات ووسائل الصيد للصيادين بأسعار الجملة، والعمل على إنشاء مصنع لتجفيف وتعليب الأسماك بمطروح، لرفع قيمة الأسماك بعد تصنيعها، لأنهم يعانون من الديون المتراكمة عليهم لجمعية الصيادين . “,” “,” وتواجههم أيضا القيود المفروضة عليهم من قبل الأجهزة الأمنية ومخابرات حرس الحدود ، فهم لا يستطيعون دخول البوغاز والميناء بعد الساعة السابعة مساءً، مما يعرضهم للخطر والموت عند مواجهة النو َّ ات أو التقلبات الجوية، فلا يمكنهم الخروج من الميناء قبل الثامنة صباحا، فضلا عن التفتيش الذاتي للصيادين والمراكب قبل وبعد رحلة الصيد، وإذا أنهت المركب رحلتها دون صيد يتم إيقافها لمدة 6 أشهر كعقاب لها . وأكد الحاج عبد الله مجيد، رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية لصائدي الأسماك بمطروح، أن الجمعية تسعى بقدر إمكانياتها مساعدة الصيادين والعمل على النهوض بأحوالهم المعيشية، ولكن الدعم المالي يعد أكبر العقبات التي تواجه الجمعية في دعم الصيادين . وقال مستور عبد الله ضيف الله ، نائب رئيس الجمعية، وصاحب مركب مجداف درجة ثالثة، أنه وزملاؤه يشكون من عدم موافقة الجهات المعنية على تركيب محرك دفع للمراكب، وعدم اهتمام الحكومة بتطهير البوغاز مما أدى إلى إغلاقه وتصلب التربة وقلة الإنتاج السمكي . وأشار إلى منع قوات حرس الحدود بالصيد ليلا مما زاد من أعباء الصيادين وزيادة مديونياتهم المتراكمة لصالح الجمعية، وطالب العديد من أبناء مطروح فتح باب التراخيص لهم بالميناء الشرقي ، وقصر التصاريح والتراخيص لصيادي الإسكندريةوكفر الشيخ وحرمان صيادي مطروح منها . “,” “,” وأوضح يونس حميدة عبد الغني ، سكرتير الجمعية ، أن الأسماك المعروضة بالمحال 72% منها من أسماك المزارع والبحيرات ، والأسماك البحرية التي يتم اصطيادها أقل من 23% من الإنتاج المحلي للأسماك ، والنسبة الباقية يتم استيرادها من الخارج . كما أوضح أن علماء علوم البحار والمهتمين بالمصايد البحرية، في حديثهم وبحوثهم عن الأسماك يشيرون أن المخزون السمكي بالبحار والمحيطات يتناقص، ومن ثم لا يوجد بديل عن المزارع السمكية التي تمد مصر بحوالي 40% من الإنتاج السمكي . “,” “,” وبالرغم من شدة معاناة الصيادين وتعرضهم للموت المحقق في كل رحلة صيد ، إلا أن المحافظة والحكومة يتجاهلون مطالبهم في الدعم المناسب ماديا واجتماعيا وصحيا، وتستمر معاناتهم في البحث عن أبسط الحقوق التي تمكنهم من مواجهة تحديات المعيشة .