إعداد: زياد إبراهيم إشراف سامح قاسم ولد في قرية صراوة التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، في العشرين من سبتمبر عام 1940 من اسرة تتسم بالتدين والورع الشديد، وكان والده أيضا قارئًا للقرآن الكريم. حفظ القرآن الكريم في عمر السابعة ودرس في كلية أصول الدين التابعة لجامعة الأزهر، نشأ في بيت مليء بآيات الله عن أب يحمل كتاب الله ويمتلك صوتًا جميلًا عذبًا، فورث الشيخ شعبان الصياد هذا المسلك حيث كان يتردد بانتظام على كتاب القرية (كتاب الشيخة زينب) وهى التي تخرج من كتابها العديد من المشاهير. كان الشيخ شعبان الصياد رحمة الله عليه متميزًا بين أقرانه في الكتاب حيث كان الأسرع حفظًا والأجمل صوتًا، حتى إن المحفظة التي كانت تحفظه القرآن كانت تثنى عليه دائمًا، وبين الحين والآخر تجعله يتلو بصوته الجميل ما حفظه من آيات أمام زملائه، وغالبًا ما كان يحظى بجوائز بسيطة للتشجيع والتحفيز على التميز باستمرار. أتم حفظ القرآن الكريم في عمر السابعة ودرس في كلية أصول الدين التابعة لجامعة الأزهر، شعبة العقيدة والفلسفة، جمع بين الدراسة التي كان متفوقا فيها أيضًا وبين دعواته إلى المناسبات المختلفة، فذاعت شهرته شرقًا وغربًا وأصبح ضمن مشاهير القراء. أروع تلاوه نادره الشيخ شعبان الصياد- سورة مريم https://www.youtube.com/watch?v=t8Nsf94Hmh8 ويروي الشيخ مصطفى إسماعيل أنه كان يؤم طلبة الأزهر في صلاة الفجر فشاهد الشيخ شعبان يوسف نائمًا وهو ممسك بأحد الكتب التي كان من المقرر حينها أن يمتحن بها صباحًا، فقال للطلبة: "انظروا وتمعنوا في هذا الشباب النائم أمامكم، فإن له مستقبلا عظيما في دنيا تلاوة القرآن الكريم". فرضت موهبة الشيخ شعبان الصياد نفسها على الجميع بما فيهم كبار القراء الذين كان يتقابل معهم في المناسبات المختلفة التي يتم دعوته إليها فكان دائما يثقل موهبته بكثرة الاستماع إلى قراء القرآن في ذلك الوقت وأيضا السابقين، وخاصة الذين كان يعجب بهم جدًا ومنهم الشيخ محمد رفعت والشيخ محمد سلامة والشيخ مصطفى إسماعيل وهو قارئه المفضل. أتم الشيخ شعبان الصياد تعليمه الجامعي وتخرج في كلية أصول الدين شعبة العقيدة والفلسفة وحصل على الليسانس بدرجة جيد جدًا في عام 1966، ورشحه الأساتذة للتدريس الجامعي، ولكنه رفض وقال: "إن الجامعة وعمله بها كمحاضر وأستاذ سيجعل عليه التزامات تجاه الجامعة والطلبة مما يعيقه عن رسالته التي يعشقها ويؤمن بها وهى تلاوة القرآن الكريم". انطلق الشيخ شعبان الصياد بعد تخرجه مباشرة في إحياء المناسبات المختلفة، وذاع صيته شرقًا وغربًا، وكان معظم الناس يتمسكون به في مناسباتهم، حتى إن هناك من كان يؤجل مناسبته في حال انشغال الشيخ شعبان في تاريخ مناسبته. بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حاصرت منزله سيارات الحرس الجمهوري من أجل إحياء ثلاث ليال في بورسعيد حدادًا على رحيل الزعيم. تلاوة نادرة رائعه للشيخ شعبان الصياد https://www.youtube.com/watch?v=PsRlo9LOwak ومن بعدها اتسعت شهرة الشيخ شعبان الصياد بجميع أنحاء الجمهورية، فتقدم للامتحان بالإذاعة والتليفزيون المصري. وكانت تضم فطاحل العلماء أمثال الشيخ عبد الفتاح القاضى والشيخ محمد مرسي والشيخ عفيفى الساكت والشيخ رزق خليل حبة وغيرهم من العلماء، كما استمع إليه أعضاء لجنة الموسيقى وكانت تضم كبار الموسيقيين مثل الأستاذ محمود الشريف الذي أثنى عليه ثناء غير عادى، فاجتاز الاختبار بنجاح باهر واعتمد كقارئ للقرآن الكريم بالبرنامج العام مباشرة دون المرور على إذاعات البرامج القصيرة. تلاوه نادره جدًا من روائع القارئ: شعبان الصياد https://www.youtube.com/watch?v=3_l0QkxL-ZE وكان في ذلك الوقت أي قارئ جديد بالإذاعة لا يجب أن يذيع أي إذاعات بالبرنامج العام مباشرة، بل عليه أن يذيع بضع آيات عبارة عن عشرة دقائق فقط في البرامج القصيرة فقط، ولكن الشيخ شعبان الصياد لجمال وعذوبة صوته وتمكنه من التلاوة جعل لجان الإذاعة والتليفزيون يجيزون دخوله مباشرة للإذاعة في البرنامج العام وجميع الإذاعات المحلية، وكذلك لجنة امتحانات التليفزيون أجازته مباشرة حتى إنه في أول شهر من التحاقه بالإذاعة والتليفزيون أسند إليه تلاوة القرآن الكريم يوم الجمعة من الإذاعة في صلاة الجمعة، وأيضًا أسند إليه تلاوة القرآن الكريم يوم الجمعة التالية مباشرة في التليفزيون. كان الشيخ شعبان الصياد يقرأ قرآن الفجر كل ثلاثة أسابيع في مساجد مصر مثل مسجد الإمام الحسين والسيدة زينب. وكان دائمًا ما ينتظر محبوه تلاوة قرآن الفجر، فكان منهم من ينتظره بالمسجد نفسه، وكان البعض الآخر يسمع قراءته من الإذاعة مباشرة ثم يقومون بالاتصال تليفونيًا ليثنوا على أدائه وجمال وعذوبة صوته. حفله نادره جدا للشيخ شعبان الصياد سوره يوسف حفله https://www.youtube.com/watch?v=b9USPsAa7nk كان الشيخ الصياد دائمًا ما يدعى في شهر رمضان المبارك للسفر إلى معظم الدول العربية والإسلامية والأجنبية لإحياء شهر رمضان هناك، وأول دعوة له في شهر رمضان بعد دخوله الإذاعة مباشرة كانت إلى دولة الكويت، وكان معه في هذا الوقت الشيخ محمد محمود الطبلاوي، والشيخ راغب مصطفى غلوش، وهما من مشاهير قراء القرآن الكريم بجمهورية مصر العربية. فقضوا معًا شهر رمضان المبارك في دولة الكويت وقاموا بالتسجيل في الإذاعة والتليفزيون الكويتى، ودعي في العام التالى إلى دبى وكانت وقتها تقام مسابقة القرآن الكريم في وزارة الداخلية بدبى، وكان الشيخ شعبان الصياد هو رئيس لجنة التحكيم واختبار القراء هناك، وتتابعت الدعوات عامًا تلو الآخر من معظم الدول العربية والإسلامية والأجنبية. تلاوه نادره للقارئ الشيخ شعبان الصياد من مسجد السيده نفيسه سجلت عام 1980 https://www.youtube.com/watch?v=7VynuxyY8aQ حصل على العديد من الجوائز والأوسمة والشهادات التقديرية من معظم الدول التي دعى إليها لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك وكان آخرها سلطنة بروناى. ظل الشيخ شعبان الصياد في عطائه المستمر في تلاوة القرآن الكريم في كل انحاء المعمورة إلى أن فاجأه مرض الفشل الكلوى عام 1994، فاستمر في تلاواته ولكن في أضيق الحدود حتى أقعده المرض تمامًا. وقد أحسن المولى عز وجل ختامه ولبى نداء ربه وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها في صباح فجر يوم من أعظم الأيام في الإسلام في الثامن عشر من يناير عام 1998. الموافق الأول من شهر شوال عام 1419 هجرية. وكان رحمة الله عليه من أمهر قراء القرآن الكريم الذين ذاع صيتهم في حقبة الستينات والسبعينات.