سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"نداء الكنانة".. الإرهابية تلجأ للسعودية لتحقيق المصالحة بين الدولة والإخوان.. أبو السعد: الإخوان يركعون بكبرياء ويضعون ملفهم في يد الرياض.. المليجي: نوع من الدراية بالدور التاريخي للمملكة في مصر
لم يعد من المهم أن تسأل من يقف وراء "نداء الكنانة"، أو لماذا يلجأ إلى استخدام كل هذا الكم من التحريض ضد دولة عربية مسلمة بنظامها، فحين يأتي الإصدار الثاني منه بنبرة أخف تحريضًا، وأقل تكفيرًا، يكون السؤال:"لماذا هذا التراجع والتحول في القناعات؟!"، فالبيان الصادر عن علماء محسوبين على جماعة الإخوان الإرهابية، والذين حرضوا في بيانهم الأول على الدولة المصرية، معتبرين مواجهة نظامها واجبا شرعيا، ليستمروا في بيان ثاني على نبرة العداء مع تخفيف نسبي في حدتها، مطالبين المملكة العربية السعودية بالتوسط بينهم من جهة والدولة المصرية من جهة أخرى، لتحقيق المصالحة، وإعادة دمجهم في الحياة السياسية مرة أخرى. وقال طارق أبوالسعد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن البيان إعلان صريح من الإخوان بوضع ملفهم في يد المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن الجماعة تريد توسيط كل من يمكنه التوسط، من باب إحراج الدولة المصرية، ووضعها في موقع الرافض للمصالحة. وأوضح أن الإخوان في صفوفهم الداخلية مختلفين على الخط الذي اتخذه البيان، مشيرًا إلى أن بعض قيادات الجماعة مازالوا متمسكين بالرهان على الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وأن البيان يأخذ خط أخرى، يؤكد أن الحل يكمن في يد السعودية. ولفت إلى أن المملكة موقفها واضح من 30 يونيو، ودعمها للنظام المصري، موضحًا أن توسطها بين الدولة والإخوان سيكون في صالح الدولة. وأضاف أنه بعد البيان المذكور، من المرجح أن نلمس تحركات رسمية للسعودية لحل الأزمة في مصر، مشيرًا إلى أن القاهرة لن تقبل بأي وضع يسمح بعودة الإخوان مجددًا إلى المشهد بالصورة التي استفحلوا فيها سابقًا. من جانبه رحب الدكتور عبد الستار المليجي، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان السابق، ببيان "نداء الكنانة 2"، معتبرًا أن فيه نوعا من التراجع في نبرة العداء مع الدولة. ولفت إلى أن دعوة السعودية للوساطة، فيه نوع من الدراية بالدور التاريخي السعودية في هذا السياق، حيث سبق وتدخلت الرياض في وساطة بين القاهرة والإخوان خلال حقبة الستينات. وأشار إلى أن الهدف من البيان هو إنقاذ قيادات الإخوان من الإعدام، مستبعدًا أن تتم مصالحة كاملة بين الدولة والإخوان. واتفق معه مصطفى زهران، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، الذي قال إن الدور السعودي ليس بالجديد، بل هو قائم، ولكن مطالبته بشكل صريح من قبل الإخوان يعتبر هو الجديد. وأكد أن السعودية متواجدة في الأزمة المصرية منذ 30 يونيو، وربما من قبلها، مشيرًا إلى أن زيارة بعض الشخصيات ذات الثقل في العمل الإسلامي، مثل راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية، للرياض، يشير إلى ثمة تحركات ومباحثات كانت تجرى للبحث عن مخرج في الشأن المصري. ورجح أن نلمس تغيرات جديدة حال تحرك السعودية بشكل رسمي، مشيرًا إلى أن الحلول الواردة ليست كاملة في ظل موقف شباب الجماعة المتمسك بالصدام مع الدولة.