ظهرت ندى سلامة من جديد بعد انتشار شائعات وفاتها عن طريق شقيقتها، سحر وكتبت على حسابها الشخصى ب«فيس بوك»: «أنا لسه عايشة.. وقمت ب5 محاولات انتحار فى 3 أيام». مراجع الطب النفسى تقف «عاجزة» أمام ما يفعله الشباب الآن الموت الغامض لعازفة الناى، ندى سلامة وهيب، ثم «العودة إلى الحياة» مرة أخرى يدفعك إلى البحث عن الحقيقة من زاويتين. الزاوية الأولى.. لماذا تنتحر فتاة موهوبة تُلقَّب ب«صانعة البهجة» وما زالت فى بداية عمرها؟ السؤال يقودك إلى سؤال آخر يفتح الزاوية الثانية.. وهو.. لماذا الضجيج على وسائل التواصل الاجتماعى، واتهام الدولة بأنها سبب انتحار الشباب؟! هل كانت «ندى» تعانى من الاكتئاب أو اضطراب الشخصية الذى يجعل شخصا يحاول الانتحار؟ فيديو تتحدث فيه «عازفة الناي» فى مؤتمر «تيد إكس» يكشف جزءا من شخصيتها التى لا تختلف كثيرًا مع أخر ما كتبت على فيسبوك، كانت تقول إنها لم تمت، وما زالت على قيد الحياة، لكن حاولت الانتحار 5 مرات فى 3 أيام، وفشلت. كانت تروى تجربتها الشخصية فى «تيد إكس»، تقول: «أنا طفلة أنابيب ولست طبيعية مثل بقية الناس» فى محاولة للتميّز ليست مطلوبة، وتضيف: انتقلت من بلد إلى بلد، كان معى العزف والموسيقى والناى منذ الولادة، عائلتى تعزف، أكره الأطفال، درست فى معهد الدراسات الإسلامية، وجذبنى لتعلم عزف الناى كلمة صوفية تقول: «إن الناى هو صوت حنين الجزع». الفيديو ملىء بتفاصيل تضعك أمام شخصية حادة تعانى «شخصية حدية»، ومضطربة أيضًا حتى إنهم اكتفوا أن اسمى الحقيقى «هند» الشخصية الحدية حين تجلس على الشيزلونج تكشف.. إنه مرض عقلى خطير، ليس على أصحابها فقط، وإنما على أصدقائها، والمقربين منها، تتسم بالاندفاع، والتقلبات المزاجية، وفترات الاكتئاب الطويلة، واهتزاز الصورة الذاتية، وعلاقاتها الشخصية بالآخرين، غير أن العلاج والأبحاث طويلة الأجل تعطى أملًا فى نتائج جيدة بالنسبة لمعظم الأفراد، لكن أعراضه تطغى على «العلاج». الأسوأ من ذلك أن صاحب «الشخصية الحدية» لا يمكن السيطرة عليه عند الغضب، سلوكه المتهور يضعه أمام خطر قادم بلا شك، إنفاق إلى حد الإفلاس، أو لقاءات جنسية زائدة عن الحدود الطبيعية، وتعاطى المخدرات، والسرقة، والقيادة المتهورة، أو الشراهة فى تناول الطعام، والتهديدات المتكررة بالانتحار، ولديه- دائمًا- عاطفة مفرطة فى علاقاته الشخصية بين الحب والإعجاب الشديد، والنفور والكراهية «الزائدة».. كل ذلك ينطبق على ما قاله أصدقاء «ندى» عنها بعد إعلانها أنها ما زالت على قيد الحياة، وأن الأمر كله «لعبة». محمد عزت قال: «هل تعرف حضرتك إن احنا نعرف واحد بيسدد لحد دلوقتى ديون عليه فى شغله بسبب إنه سلف هند الشهيرة ب(ندى المنتحرة) مبلغا ضخما استلفه من شغله لأنها أقنعته إنها داخلة تعمل عملية قلب، وطبعا أخدت الفلوس منه ومن غيره وراحت تفتح مشروع خاص بيها؟.. تعرف بقى حضرتك إن ده وكل الفضايح والبلاوى اللى هترجع لو سمعتها عنها دى ما يهمونيش فى حاجة؟». «ندى» هددت بالانتحار، واتهمت الواقع بالوقاحة، وأغقت حسابها على «فيسبوك»، ورحلت عن العالم الافتراضى فى ضجيج لا تقدر له قدره.. تركت الكراهية، ورحلت. النسخة الورقية