لاتزال مشكلة الإهمال الطبى في العمليات الجراحية تفاجئنا يوما بعد يوم، فقد اعتدنا على سماع العديد من الحوادث المتكررة من نسيان مناشف العمليات والمقصات في جوف المرضى بعد إجراء العمليات الجراحية، أو تلوث الجروح نتيجة عدم تعقيم الأدوات أو غيرها من الحوادث التي راح ضحيتها الكثير من المرضى أو أصيب البعض منهم بالعاهات المستديمة. السطور القادم تتناول واحدة من هذه القصص المؤلمة حيث أصيبت بثينة. م. ربة المنزل التي لم تبلغ من العمر 25 عاما بشلل جعلها تجد صعوبة في النطق أو ممارسة حياتها بطريقة طبيعية. البداية يرويها لنا «غريب. م» زوج المجنى عليها قائلا «مراتى كانت شعلة نشاط بس دلوقتى ما بقتش قادرة على عمل أي شيء من بعد العملية، ربنا يسامح اللى كان السبب»، منذ 4 سنوات تقدمت لخطبة بثينة ولم نستمر كثيرا وتم عقد القران، بعدها انتقلت زوجتى للعيش معى بشقتنا الكائنة بمنطقة ميت عقبة دائرة العجوزة، واستمرت الحياة ورزقنا الله بطفل، ومنذ ذلك الوقت وأنا أسعى جاهدا في العمل حتى أتمكن من توفير حياة كريمة له ولزوجتى ولكن الحياة لا تعطى الإنسان كل ما يريد، مرت الشهور والسنون ونحن نعيش حياة هادئة مستقرة حتى جاءت اللحظة التي غيرت كل شيء، فمنذ شهرين بدأت زوجتى تشتكى من وجود «كيس دهنى» تحت الإبط الأيمن لذلك قررت أن أذهب معها للطبيب حتى يتمكن من إيجاد حل لهذه المشكلة خاصة بعد أن تعددت شكوى زوجتى منها، وبالفعل أخبرنا أحد أطباء المنطقة أنها بحاجة إلى جراحة لإزالته، وقد قام بكتابة جواب تحويل إلى مستشفى إمبابة العام وبالفعل اصطحبتها إلى هناك وتم توقيع الكشف عليها بإحدى العيادات الخارجية بالمستشفى.. طلب منا عمل بعض الفحوصات الطبية اللازمة تمهيدا لإجراء الجراحة والتي تحدد لها يوم 16/3/2015، وبعد أن تم عرضها على أخصائى التخدير قبل هذا الموعد صرح بأنها لائقة للجراحة وطلب عمل موجات صوتية على القلب لبيان مدى كفاءة عمله، خاصة بعد أن تبين أن المريضة كانت تعانى من حمى روماتيزمية مزمنة وأنها أوقفت تعاطى البنسلين منذ عام، حيث تم تأجيل العملية لمدة أسبوع. وفى يوم 23 من نفس الشهر قام الطبيب «م. س» بإجراء العملية بعد أن قام الطبيب «ف. إ» بتخدير المريضة بمخدر كامل وبعد مرور عدة دقائق توقف قلب المريضة لمدة دقائق وحدث تغير في لون الجلد وانتفاخ في الجسم وتم عمل تدليك للقلب حتى استعادت النبض مرة أخرى وتم نقلها لغرفة العناية المركزة خاصة بعد إصابتها بحالة من التشنجات قام على إثرها الأطباء بإعطائها أمبول «نيوريل» ولكن التشنجات لم تتوقف الأمر الذي استدعى إعطاءها مخدر «ديبرفان» وتم تركيب أنبوبة حنجرية لها ووضعها على جهاز التنفس الصناعى واستمرت على هذا الوضع لعدة أيام. ورغم توقف التشنجات إلا أن المريضة أصيبت بضعف في عضلات البلع مع ضعف في عضلات الأطراف الأربعة وخرجت المريضة من المستشفى وقام أهلها بعرضها على طبيب مخ وأعصاب أكد أنها تعانى من نقص في الأوكسجين مما أدى إلى حدوث هذه الإصابات. وعلى الفور قام والد المريضة بتقديم بلاغ حمل رقم 5789 لسنة 2015 جنح العجوزة اتهم فيه كلا من رئيس المستشفى وطبيب التخدير واستشارى الجراحة بالتسبب في إصابته ابنته بهذه الحالة، مشيرا إلى أنها مكثت في غرفة العناية لمدة 7 أيام بعد تعرضها لتوقف القلب وانتفاخ الجسد وتحويله للون الأزرق مما نتج عنه إصابتها بشلل في الجانب الأيمن. وقد أمر المستشار خالد التليت وكيل نيابة العجوزة باستدعاء الأطباء لسؤالهم عن الواقعة وسرعة إجراء التحريات اللازمة لمعرفة ملابسات الحادث. النسخة الورقية