استمرت الاشتباكات في مدينة درنة شمال شرق ليبيا بين تنظيم داعش فرع ليبيا وكتائب أبوسليم الموالية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي لليوم الثالث على التوالي، وذلك بعد إعلان كتائب أبوسليم الحرب رسميا على تنظيم داعش إثر مقتل ثلاثة من قياداتها هم: سالم الدربي آمر كتيبة أبوسليم واثنين من مرافقيه. وأعلنت كتائب أبوسليم والمدعومة من المؤتمر الوطني المنتهية شرعيته الحرب على تنظيم" داعش" في درنة ولا زالت الاشتباكات مستمرة حتى الآن وتستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وخرجت مظاهرات شعبية عقب صلاة الجمعة أمس، شارك فيها الأهالي للتنديد بالجماعات الإرهابية التي تسيطر على المدينة المختطفة ما أدى إلى مقتل 7 أفراد من المتظاهرين على يد الجماعات الإرهابية. ويتهم تنظيم داعش مليشيا "فجر ليبيا" وكتائب أبوسليم بالكفر والردة وقد تصاعدت حرب الفتاوى التكفيرية بين الطرفين على غرار الخلاف بين داعش وجبهة النصرة في سوريا. ونعى القائد الميداني لمليشيا فجر ليبيا بطرابلس مقتل سالم الدربي القيادي بتنظيم القاعدة وقال في بيان رسمي باسم حكومة طرابلس: إن "الدربي" ورفاقة قتلوا دفاعا عن الوطن وفي مواجهة الإرهاب". ودعا عضو المؤتمر الوطني العام منصور الحصادي، كل أبناء الشعب الليبي للوقوف مع مدينة درنة في ثورتها الثانية ضد ما يعرف بتنظيم الدولة الإرهابي". وطالب الحصادي من المؤتمر الوطني منتهي الشرعية وحكومة الإنقاذ الوطني غير الشرعية أن يتحمّلا مسؤولياتهما من أجل دعم الثورة الثانية في درنة ضد التنظيم الإرهابي. وأهاب الحصادي بالأعيان والحكماء ومؤسّسات المجتمع المدني والمدن المحيطة في مدينة درنة أن يقفوا مع أهالي مدينة درنة بعيدًا عن الجيش الليبي من أجل دعم المدينة في ثورتها ضد ما يعرف بتنظيم داعش. وعرض "داعش" الإرهابي في درنة على عناصر ما يعرف بمجلس شورى مجاهدي درنة المتطرف وكتيبة شهداء أبو سليم الاستتابة وتسليم السلاح، ووجه التنظيم في بيان صوتي دعوة إلى عناصر التنظيمين بتسليم سلاحهم، مشيرا إلى أن تطبيق ذلك يوفر لهم الأمن والأمان ويرفع عنه حد السيف. جذور الخلاف وتشهد مدينة درنة والتي اعلنتها الجماعات الإرهابية امارة إسلامية خلافات واسعة بين كتائب أبوسليم الموالية لتنظيم القاعدة والتي لاتزال على علاقة بأمير القاعدة أيمن الظواهري الذي زارها منذ عام ونصف ومجلس شورى شباب الإسلام الذي بايع خليفة "داعش" أبو بكر البغدادي وقد هدأت هذه الخلافات إلى وقت معلوم بعد وساطة قامت بها قيادات تنتمي لجماعة الإخوان بالصلح بينهم. ويرى هشام الطيب الخبير الليبي بالشئون الإستراتيجية، أن إعلان كتائب أبو سليم الحرب على داعش رغم أن كليهما من أبناء القاعدة يعود إلى الخلاف في وجهات النظر بين الموالين لايمن الظاهري الذي يعمل على ترسيخ وجود أنصاره في درنة القريبة من مصر بالتنسيق مع جماعة الإخوان وبين الفريق الذي بايع داعش ويسعى لبسط سيطرته على درنة من أجل اتمام مشروع دولته في ليبيا ومن بعد ذلك دول شمال أفريقيا. وأضاف الطيب: أن الخلافات ظهرت بعد حماية كتائب أبو سليم للقيادي الإخواني مصطفى عبد الجليل والموجود بتركيا الآن خلال زيارته لدرنة وهو ما اعتبره الموالين لداعش حماية لطاغوت يعمل على تحكيم شريعة الغرب لا شرع الله في ليبيا. وكان صراع مسلح اندلع بين إرهابي درنة في مايو الماضي اثر قيام داعش بتفجير سيارة المنظر الشرعي لكتائب أبو سليم محمد بلال ما ادى إلى مقتلة وردت كتائب أبو سليم باغتيال معتز مرعاش أحد عناصر داعش والعائد من سوريا وردت داعش بتفجير أربعة منازل تابعة لأبوسليم واستدعت داعش كتيبة البتار التي كانت تقاتل في سوريا لتعود إلى درنة للانتفام من كتائب أبوسليم. انقسام الجماعات الإرهابية من المتوقع اتساع دائرة الصراع في درنة لتشمل ليبيا كلها في محاولة من كل فصيل لبسط سيطرته وسلطانه على الطرف الاخر. كما مليشيات فجر ليبيا وكتائب أبو سليم ترى في المسودة الرابعة للاتفاق بين اطراف الحوار الليبي بالصخيرات فرصة لكسب غطاء سياسي يضفي عليها الشرعية خاصة في ظل وجود ضغوط دولية على البرلمان الشرعي للقبول بمخرجات حوار الضخيرات الذي يمكن وبشكل سافر لجماعة القاعدة في ليبيا. وترى كتائب أبو سليم والجماعة الليبية المقاتلة وفجر ليبيا والتي هي خليط من جماعات عديدة قتالها لتنظيم داعش يبعد عنها شبهة التنصيف الإرهابي من قبل المجتمع الدولي الذي يبدي تعاطفا غير مبرر مع هذه الجماعات وينحاز لها في كثير من الأحيان ويساندها ضد الشرعية في ليبيا.