صناعة التحف والنقش عليها، تلك الصنعة التي تعود إلى عصر الدولة الفاطمية، ثم أبدع فيها المماليك، وصنعوا أشكالا تصعب على أي صنايعي أن يشكلها، ثم تطورت هذه الصنعة في عهد العثمانيين. ورصدت كاميرا "البوابة نيوز" إحدى الورش التي تصنع التحف في شارع المعز، وهي ورشة عادل جمعة، وقال أنه يعمل في صناعة التحف منذ صغره وعائلته تعمل فيها منذ 250 عاما، مضيفا أن هذه الصنعة كان لها زبائنها في الأوقات الماضية إلا إنه بسبب تدهور السياحة قل الاهتمام بها. وأكد أن الابداع في هذه الصنعة يعود إلى عهد الدولة المملوكية، قائلا: "في حاجات المماليك عملوها بنعجز احنا اننا نعملها، المماليك هما المدرسة بتاعتنا"، ثم تلاهم العثمانيون في تطوير الصنعة. وأشار إلى أنهم يعملون في شهر رمضان كباقي الأيام العادية مع الأخذ في الاعتبار توفير الفطار للعاملين، لافتا إلى أنه يجب أن يتم تسليم التحف قبل العيد بيومين، مؤكدا أنهم كانوا مسبقا ينتظرون قدوم شهر رمضان والأعياد حتى تنشط عملية البيع والشراء إلا إن الحالة اصبحت مزرية، متابعا "كان بنستني شهر رمضان ونشتغل فيه عشان السياحة الخارجية لكن بقالنا دلوقتي تالت رمضان مفيهوش شغل". وأضاف أن الصنعة تبدأ بطرق قطعة النحاس وتحديد الشكل المطلوب إن كان فازة أو صينية أو محبرة ثم برده، وبعدها يتم نقشه، ثم يتم تطعيمه بالفضة، وأخيرا تغيير لونه حسب طلب المشتري، مشيرا إلى أن أغلبية الزبائن هم التجار ممن يسافرون تركيا أو لبنان أو دبي، لافتا إلى أنه يضع هامش ربح بسيط ويقوم ببيع القطع حتى لا تتبقي عنده قائلا "بنحط هامش ربح بسيط عشان منقفلش والناس تاكل عيش".