دعت صحيفة “,”ذا ناشيونال إنتريست“,” الدول المجتمعة في قمة العشرين إلى الحذر من سياسة عصرية جديدة بدأت تطل برأسها في ظل الأوضاع الجارية، في التعامل مع روسيا باعتبار بوتين ستالين آخر. “,”بوتين ليس ستالين“,” جاءت هذه الكلمة عنوانا للتقرير الذي نشرته مجلة “,”ذا ناشيونال إنتريست“,” المهتمة بالأمن القومي الأمريكي، فمنذ أن أدى فلاديمير بوتين اليمين لفترة ثالثة كرئيس لروسيا، ويراه أكاديميون وصحفيون وسياسيون تجسيد ثاني للاتحاد السوفييتي تحت حكم جوزيف ستالين، ويضغطون على صناع السياسة الأمريكية في ذلك، وترى المجلة أنه “,”اتجاه خطر يحتم المقاومة“,”. صحيفة “,”واشنطن بوست“,” كتبت في مقالة افتتاحية مشبهة ما وقع على دعاة المثلية الجنسية في روسيا بأنهم “,”ضحايا القمع الستاليني“,”، وفي أوائل يونيو أدان الناشط الروسي بوريس نيمستوف بوتين باعتباره “,”تركيبة عصرية من ستالين وأبراموفيتش“,” ولكنه أشار إلى أن ستالين كان قاتلا ولكنه ليس بفاسد. وتقول المجلة الأمريكية أنه رغم سجل بوتين في الفساد والحريات المدنية إلا أنه لا يؤدي بنا في نهاية المطاف أن تكون روسيا المعاصرة عائدة إلى الاتحاد السوفيتي، وهذا ليس تفسيرا خاطئا فقط ولكنه يفسد قدرة الولاياتالمتحدة في تحقيق مصالحها القومية في التعامل مع روسيا، عندما تشوه سمعة شخص، يصبح من الصعب التعامل معه في قضايا المصالح العامة. وتجري المجلة مقارنة بسيطة بين بوتين وستالين، في الأوضاع الداخلية عدد من قتل على يد نظام ستالين يقدر بالملايين، ويقدر البعض أنهم 60 مليون، ولكن بوتين لم يعمل شيئا مماثلا، ولم يتهمه أحد بذلك، تحت قيادة ستالين منعت كل أشكال المعارضة السياسية، وأعدم المنشقون، وأرسلوا في أغلب الأحوال إلى سيبريا. ولكن في عصر بوتين يوجد أحزاب معارضة رغم تأثيرهم السياسي المحدود، وكذلك في التوسعات الخارجية، فقد غزا ستالين بولندا 1939 وفنلندا وأوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية، على النقيض من بوتين فمنذ 1990 اشتركت روسيا في نزاع مسلح واحد مع دولة ذات سيادة وهي جورجيا 2008. ويقول معد التقرير أنه زار روسيا في يوليو، وزار عدة مكتبات، وفي كل واحدة منها رأى قسم مكرس للأدب المعادي للحكومة، وأبدى مالكو المكتبات بكل حرية استياءهم من السياسة الحالية لبوتين، مما يعني أنهم بعيدين عن طريقة حكم ستالين الذي لم يجرؤ أحد على “,”النكتة السياسية“,” إلا ونفي في معسكر بسيبيريا. ويرى التقرير المنشور في “,”ذا انترناشيونال انتريست“,” أن مستوى الحرية والنقاش المفتوح، حتى في وسائل الإعلام الروسية، أفضل بكثير من دول حليفة لأمريكا مثل قطر والسعودية، ناهيك عن روسيا ستالين.