في مكان بعيد عن الناس داخل قاعات المحكمة، وجدنا رجلا في العقد السادس من العمر يجلس بجوار سيدة جميلة يتحاور معها ويواسيها، وعندما تحدثنا معه، قال «الحاج محمد»: «هذه ابنتى وقد عانت كثيرا في حياتها، وسوف أتركها تحكى قصتها بنفسها». وبدأت «ح.ع» 30 عاما في سرد قصتها قائلة: «تزوجت منذ 8 سنوات ولم أشعر بالفرحة. وتبدأ حكايتى عندما تقدم لى «ع.ع»، الذي بلغ عمره الآن 41 عاما، الذي كان يعمل سائقا ببنك، وقال لى إنه كان متزوجا من قبلي، ورغم معارضة أهلي وافقت على الزواج منه، ولم أعرف ما تخفيه لى الأيام بعد ذلك، فلم تستمر الخطبة إلا عدة أشهر، ويوم الزواج الذي لم أنساه عندما جاء المأذون لكتب الكتاب واختلف مع والدى في كتابة قائمة المنقولات، وحدثت مشاجرة وتدخل الأهل انتهى الأمر وتزوجنا، وبعد الزواج قال لى إنه سيعطينى 300 جنيه فقط لمصروف البيت، وعلمت من الطبيب بحملى وفرحت مع الخوف من المجهول، وعندما وجدت زوجى يعاملنى معاملة سيئة وشقيقته تتدخل باستمرار في حياتنا». وأضافت: «كان زوجى يرفض زيارتى لأهلي لأنه كان يكره أبي، وعندما عارضته طلقنى وأنا حامل، وكانت الطلقة الأولى، مع العلم أنه ذو شخصية ضعيفة جدا، وتدخل أولاد الحلال وتزوجنا مرة أخرى بسبب حملي، وظننت أنه سوف ينصلح حاله ولكن الأمور ازدادت سوءًا، وعندما كان ينتهى مصروف البيت، كان يقول لى «عقابا لكى سوف تأكلين عيش حاف لآخر الشهر»، وكنت أتحمل من أجل أولادى حتى أنجبت آية وتوأم ياسين وحسين، واستمر الحال كما هو مشاكل ومشادات، وكانت والدتى تعانى من شلل، وأخى الأكبر كفيفا منذ صغره حيث يعانى من ضمور بالعصب البصري، وعلمت بالصدفة أن زوجى قد طلق زوجته الأولى لأنها خانته مع شخص آخر، فلم أرَ معه يوما حلو، وكنت أنتظر أنا وأولادى بواقى الثلاجات من إخوته، وبقايا الملابس، وكنت أتحمل، وعرفت أنه كان يعرف نساء وأقام معهن علاقات غير شرعية، إلى جانب تعاطيه كل أنواع المُخدرات مع أصدقائه الذي كان يدعوهم إلى بيتنا لشرب المخدرات، لقد تحملت ما لا يتحمله بشر، وعندما تحدثت في ذلك قام بسبى وضربى وكل مشاجرة كانت تدور بيننا كان يفتح الشبابيك ويصيح ويفضحنا بين الجيران، وكنت أخشى من الفضائح، وفى يوم تحدثت معى أخته بطريقة غير لطيفة، ووصل الأمر إلى أن ضربتنى بالحذاء، وجاء اليوم الذي لم أنساه عندما أيقظنى من النوم، وسألنى عن ملابسه «فانلة داخلية»، وقال لها لماذا لم تغسليها فردت عليه عندك في واحدة تانية، فقال لها انتى هنا خدامة وبس وتعملى كل اللى اقوله، ورزع دماغها في الحائط وطردنى من الشقة، وعدت إلى منزل أهلي ولم أعرف أنه طلقنى غيابى إلا من المأذون الذي يعرف والدي، فقمت برفع قضية نفقة لى ولأولادي، تحمل رقم 335 لسنة 2015 روض الفرج، ومر عام ولم أحصل منه على أي أموال، لكنى أحمد الله على نجاتى من هذا الشخص». النسخة الورقية