«متشددون» أشعلوا النيران في عشش بأراض قبطية.. وجلسة عرفية أقرت مغادرتهم لفترة قصيرة «عم الشاب»: راعى الكنيسة صاحب اقتراح رحيل والده بشكل مؤقت والمسلمون يحمون منازلنا وأراضينا الأهالي: تعهدنا بإعادتهم مرة أخرى بعد عودة الهدوء و«أيمن» اعتذر عن «الإساءات» وأغلق صفحته «عمدة القرية»: جلسة عرفية قريبًا بحضور المحافظ و«الأمن» يفرض كردونًا أمنيًا لمنع تجدد الاشتباكات كشف عدد من أهالي قرية «كفر درويش»، إحدى قرى مركز «الفشن» بمحافظة بنى سويف، تفاصيل ما تردد عن «تهجير» 5 أسر قبطية مكونة من 18 فردًا، وإجبارهم على مغادرة القرية، بسبب عرض صور مسيئة للرسول على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك». وأوضح الأهالي أن الأزمة بدأت في القرية التي تبعد عن مدينة «الفشن»، مسافة لا تزيد عن 8 كيلو مترات، ويقطن بها أكثر من 10 آلاف نسمة، بعد نشر شاب قبطى يعمل بالمملكة الأردنية الهاشمية، رسومًا مسيئة للرسول، على صفحته بموقع التواصل «فيس بوك». وأشار الأهالي إلى أن أعدادًا من الشباب المسلمين بالقرية توجهوا إلى منزل الشاب، وحاولوا إشعال النيران به لولا تدخل العقلاء من أهالي القرية، والأجهزة الأمنية الذين نجحوا في السيطرة على الموقف، ونشروا تعزيزات أمنية لمنع تجدد الاشتباكات. من جانبه قال يحيى توفيق، ( 60 عامًا فلاح)، وعم أيمن يوسف، الشاب القبطى سبب اندلاع الأحداث: «كنا نعيش في القرية في هدوء تام كنسيج واحد لا فرق بين مسلم ومسيحى، نتعاون سويا في جميع الأعمال ونشارك بعض في جميع المناسبات ونقف سويا يد واحدة حتى حدوث هذه الواقعة». وأوضح عم الشاب القبطى إن نجل شقيقه «أيمن» البالغ 26 عامًا، لا يجيد القراءة والكتابة، ويعمل بدولة الاردن، اتهم من قبل بعض شباب وأهالي القرية، بنشر رسوم مسيئة للرسول على الإنترنت، فتوجهوا إلى منزله الذي يقطن فيه والده واشقاؤه «عماد» 35 عامًا، متزوج ولديه 4 أبناء، و«عاطف» 45 عامًا متزوج، و«نور» 40 عامًا متزوج ولديه بنت واحدة، وحاولوا إشعال النيران به، فتدخل أهالي القرية من مسيحيين ومسلمين، وتواصلوا مع الأجهزة الأمنية بقيادة العقيد عمرو العدل مأمور القسم، للسيطرة على الوضع. وأضاف عم الشاب: «عقدنا جلسة عرفية حضرها القمص هاتور راعى الكنيسة بالقرية، انتهت إلى ضرورة رحيل والد الشاب وأسرته بعيدا عن القرية لفترة زمنية حتى تستقر الأمور ويعود الهدوء مرة ثانية، ثم يرجع إلى منزله مرة أخرى، مع اشتراط عدم تعرض أحد من القرية لمنازلهم وأراضيهم التي تبلغ مساحتها فدانين بأى سوء، ورعاية جار مسلم لها لحين عودتهم مرة أخرى». وتابع: «فوجئنا بعدها بمجهولين يضرمون النيران في بعض العشش الكائنة في الأراضى الزراعية الخاصة ببعض الاقباط في القرية، في محاولة منهم لإشعال الفتنة مرة أخرى »، مطالبًا بسرعة التدخل لإعادة الهدوء مرة أخرى للقرية والسيطرة على الأوضاع فيها، مضيفًا: «أقباط القرية يمارسون حياتهم الطبيعية دون أي عوائق». وأشار نجاتى مصطفى حسين، أحد أبناء القرية إلى أن أحد مواطنيها طبع ما نشره «أيمن» على «فيس بوك»، ثم اجرى اتصالًا هاتفيًا بالشاب القبطى، طالبه خلاله بالاعتذار عما بدر منه، وقال: «بالفعل كتب ايمن اعتذارًا على صفحته ثم اغلق تلك الصفحة، لكن جاء ذلك بعد فوات الاوان، خاصة وأن المتشددين تدخلوا وحرضوا بعض الشباب على عدم السكوت، ليتوجهوا بعدها إلى منزل أسرته وحاولوا الاشتباك مع أهله لولا السيطرة الأمنية بالقرية». وأضاف سعيد على أحمد، ليسانس شريعة وقانون، أنه رأى الإساءات والصورة المسيئة للرسول على صفحة «أيمن»، وهو ما أثر في نفوس الجميع، ليذهبوا بعدها إلى أسرته و«القمص هاتور» لحل المسألة وديًا، فطلب منهم «القمص» رفع قضية «ازدراء أديان» ضد الشاب المتهم بمديرية الأمن، ما أثار غضب بعض الشباب، وأضاف: «لم يحدث أي تهجير لأى من أبناء القرية ولا أسرة الشاب، وكل ممتلكاتهم وبيوتهم مصانة وفى أمان». فيما قال مؤمن فايق، أحد أبناء القرية، إن «أيمن» قدم الاعتذارات اللازمة على صفحته، ولم يكن يعلم أن هذه الرسوم تسيئ للإسلام وللرسول، فبادر بعدها بإغلاق صفحته التي كان يستخدمها في التواصل مع زوجته واسرته.. وأضاف أحمد ماهر، عمدة القرية: «وصلتنى الواقعة عن طريق فيس بوك، فطلبت من الشاب كتابة اعتذار ومسح تلك الإساءات فاستجاب على الفور». وأشار عمدة القرية إلى أنه تم الاتفاق مع «القمص هاتور» راعى «كنيسة العذراء مريم» بالقرية، على أن يغادر والد الشاب المتورط بالإساءة لمدة قصيرة لحين عودة الأمور إلى هدوئها، لافتًا إلى أن أهالي القرية اتفقوا مع «القمص هاتور» للذهاب بسياراتهم لإرجاع «يوسف» إلى بيته، بعد عودة الهدوء. هذا ونجحت قوات الشرطة، بقيادة اللواء محمد أبو طالب، مدير أمن بنى سويف، والعقيد عمرو العدل مأمور المركز ونائبه المقدم مدحت قرنى، وضباط الأمن الوطنى، في السيطرة على الأوضاع وإعادة الهدوء للقرية مرة أخرى، بفرض كردون امنى حولها منعا من تجدد الاشتباكات مرة أخرى.. وقال مصدر امنى إنه جار بالتنسيق مع «بيت العائلة» بالمحافظة وكبار العائلات من مسلمين ومسيحيين بالقرية لعقد جلسة عرفية للصلح بحضور المستشار محمد سليم محافظ بنى سويف والأجهزة التنفيذية بالمحافظة. النسخة الورقية