رأت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أنه من المحتمل أن تكون اللحظة الحالية من أكثر اللحظات الحرجة في الحملة الرئاسية لسناتور ولاية كنتاكي راند بول، فهي من الممكن أن تكون عونا له مستقبلا، ولكن بتكلفة سياسية عالية، كما يمكن أن تنهي آماله الرئاسية. وأوضحت المجلة - في تقرير نشرته في نسختها الالكترونية اليوم الاثنين - أن أفعال السناتور قوبلت بغضب من جانب زملائه الجمهوريين، حيث قام بمنع التصويت على "قانون الحرية" في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو مشروع القانون الذي من شأنه أن يقلص دور البرنامج المثير للجدل لجمع الجزء الأكبر من بيانات الهواتف، عبر وكالة الأمن القومي ومعاودة إصدار ثلاثة برامج مراقبة أخرى التي انتهى العمل بها، حيث توقفت وكالة الأمن القومي الأمريكية، عن جمع البيانات الوصفية للهاتف بعد ظهر أمس الأحد. وقال بول - وهو في طريقه للخروج في مجلس الشيوخ أمس الأحد - "سينتهي الأمر هذه الليلة، وبهذا انتهى سريان مفعول قانون باتريوت.. مضيفا أن "النقطة التي يريد أن يشير إليها تكمن في أننا ما زلنا قادرين على القبض على الإرهابيين طبقا للدستور". ونوهت المجلة الأمريكية إلى أن السيناتور الجمهورى الأمريكي راند بول يخطط لإلغاء برنامج وكالة الأمن القومى القائم على جمع بيانات الهواتف. وذكرت أن "بول" قال في رسالة بعثها للمجلة السبت الماضي "غدا سوف أعمل على إنهاء برنامج التجسس غير القانوني التابع لوكالة الأمن القومى"، وأضاف "أنا على اتم الاستعداد لبدء النقاش حول كيف يمكننا مكافحة الإرهاب من دون التخلي عن حريتنا". وكان راند بول قد أطلق خطابا طويلا استمر10 ساعات في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي احتجاجا على برنامج المراقبة التابع لوكالة الأمن. يذكر أن لجنة العدل في مجلس النواب الأمريكي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، أقرت بغالبية 25 صوتا مقابل صوتين، مشروع إصلاح يعرف في الولاياتالمتحدة باسم "قانون الحرية" والذي يجب أن يوافق عليه الكونجرس بمجلسيه. ويعد هذا القرار نصا اساسيا من "قانون باتريوت" الذي اعتمد بعد أحداث 11سبتمبر 2001، وذلك لمنع وكالة الأمن القومي من جمع كم هائل من البيانات الشخصية في الولاياتالمتحدة، وإذا تم تمرير التعديل من قبل الكونجرس، لن يصبح بامكان وكالة الأمن القومي جمع الجزء الأكبر من جميع المكالمات الهاتفية في الولاياتالمتحدة. وكانت الرئاسة الأمريكية قد شجبت أمس الأحد، التصرف "غير المسؤول" لمجلس الشيوخ، الذي فشل في تمديد العمل بقانون يجيز ل "وكالة الأمن القومي" الاستمرار في جمع البيانات الهاتفية، مطالبا البرلمانيين بالتعالي على حساباتهم الحزبية، والعمل سريعا على تدارك هذا الخطأ. من جانبه، قال الناطق باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، في بيان "ندعو مجلس الشيوخ إلى ضمان أن هذا الفشل غير المسؤول في إقرار تمديد العمل ببرنامج جمع بيانات الاتصالات الهاتفية، سيدوم أقل وقت ممكن".. مضيفا "في مسألة على هذا القدر من الأهمية تتعلق بأمننا القومي، يجب على أعضاء مجلس الشيوخ أن يضعوا جانبا اعتباراتهم الفئوية، وأن يتصرفوا بسرعة". يذكر أن الوثائق السرية التي سربها ادوارد سنودن عام 2013، قد لعبت دورا هاما في كشف الأمر، وشكلت فضيحة في الولاياتالمتحدة. واختتمت المجلة بالقول يبدو أن راند بول يدرك جدا المخاطر، ويبدو انه مصمم، وان لم يكن يفكر في مستقبله السياسي حول الحد من التجسس الحكومي، فانه سيخسر كل شئ، على عكس المنافسين الآخرين للرئاسة من الحزب الجمهوري.