اعلن تنظيم "داعش" الإرهابى في ليبيا الحرب على جماعة "فجر ليبيا" والمشكلة من الإخوان والليبية المقاتلة احد فروع تنظيم القاعدة بالمغرب العربي. وتعيش فجر ليبيا انقسامات وصراعات داخلية من اجل السيطرة على العاصمة طرابلس نتيجة رفض مبايعة جماعة الإخوان الارهابية مبايعة "داعش" ورهانه السياسي على الغرب وبرناردينو ليون، وبضغوط من الليبية المقاتلة التي تتصدر المشهد في طرابلس أصدر رئيس الحكومة الموازية خليفة الغويل قرار بعزل الاخواني أبوبكر محمد الفورتية من منصبة كرئيس لشركة الخطوط الجوية الافريقية ورفض الفورتية تنفيذ القرار واستعان بمليشيات من مصراته موالية لجماعة الاخوان قامت بحصار الشركة بالأسلحة الثقيلة وقامت بطرد اللجنة المكلفة بعزل فورتية وتسليم مهامه الى عبد اللطيف علي كبلان . وقال حميد بن نايل، الناشط السياسي الليبي، في تصريح ل"البوابة نيوز"، اليوم الأحد: إن العاصمة الليبية طرابلس ستشهد صراعا بين الإخوان والليبية المقاتلة من اجل السيطرة على العاصمة . واوضح بن نايل، أن تفجيرات الدفنية التي وقعت في مدينة مصراته اليوم هدفها اجبار مليشيات مصراتة الموالية لجماعة الاخوان من العاصمة الليبية طرابلس حتى تنفرد الليبية المقاتلة بقيادة عبد الحكيم بالحاج بالسيطرة على طرابلس. وأشار بن نايل إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية من مصراتة وأن قوتهم لا تقارن بقوة الجماعات الإرهابية الأخرى التي تنسجم مع داعش في الفكر والأيديولوجية إلى حد كبير، وكان الفرع الليبي لتنظيم "داعش" قد استهدف صباح اليوم بوابة الدفنية الأمنية غرب مدينة مصراتة التي تبعد 200 كلم شرق العاصمة طرابلس. وقد نتج عن التفجير الانتحاري الذي قام به الارهابي أبووهيب التونسي بسيارة مفخخة فجر اليوم مقتل 5 عناصر من فجر ليبيا وإصابة 7 اخرين. وحذر التنظيم الذي سبق وأن تبنى هجمات مماثلة على مدى الاشهر الماضية، قوات تحالف "فجر ليبيا" من انه اطلق حربا على هذه القوات هدفها ان تطهر الارض من رجسهم"، داعيا عناصرها الى ان يتوبوا من كفرهم ويعودوا لدينهم. وتعتمد داعش استراتيجية لتوسع في ليبيا وفق خطة محكمة الدقة فهي تراوغ وتعتمد استراتيجية هجين تجمع بين حرب الشوارع والحرب النظامية وهوما مكنها من السيطرة على مدينة سرت الليبية فقد نجح تنظيم داعش في استزاف قوة مليشيا فجر ليبيا التي كانت ترابط على محاور المدينة فقام باستهدافها بالعمليات الانتحارية وحرب الشوارع على مدى 3 اشهر ثم اقدم على حرب منظمة استخدم فيها كافة انواع الاسلحة الثقيلة و تمكن من هزيمة فجر ليبيا ودحرها في اتجاه الغرب الى مصراته معقل جماعة الاخوان، كما نجح التنظيم ايضا في اجتذاب العديد من عناصر الاخوان ناهيك عن ان القسم الاكبر من عناصر فجر ليبيا ينتمون لليبية المقاتلة والتي توالي داعش وتسعى الآن إلى الاستحواذ على طرابلس وطرد مليشيات مصراته منها فولايات داعش التي اعلن عنها خليفتهم أبوبكر البغدادي في أكتوبر الماضي ( طرابلس – برقة – فزان) تقترب من الحقيقية وستكون الخطوة القادمة هو التحرك باتجاه دول الجوار الليبي خاصة تونس ومصر. وكانت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا حذرت امس السبت من أن المؤسسات والمنشآت النفطية القريبة من سرت باتت تواجه خطر التعرض لهجمات يشنها تنظيم الدولة الاسلامية بعد سيطرة هذا التنظيم المتطرف على مطار المدينة وقاعدة القرضابية التي تقع على بعد حوالى 20 كلم جنوب سرت وتضم المطار، تبعد حوالى 150 كلم فقط عن المنطقة الهلال النفطي التي تشمل مؤسسات وحقولا وموانئ نفطية رئيسية . والى جانب سرت والمناطق المحيطة بها، يتواجد تنظيم الدولة الاسلامية كذلك في مدينة درنة الواقعة على بعد حوالى 1300 كلم شرق طرابلس والخاضعة لسيطرة مجموعات اسلامية مسلحة متشددة . ويرى هشام الطيب الخبير الليبي بالشئون الاستراتيجية: ان أمريكا نجحت من خلال دعمها للجماعات الارهابية في جعل ليبيا بؤرة خطر تهدد دول المنطقة و اوربا جنوب المتوسط على السواء. وأكد الطيب في تصريح للبوابة نيوز : ان لتنظيم الدولة فرع ليبيا خلايا نائمة في كل دول الجوار خاصة مصر وتونس وأن هناك مخاوف حقيقية من استهداف داعش للقاهرة اذا ما قويت شوكتها في ليبيا وأن تسللها الى مصر وارد لا سيما في ظل وجود طرق برية عديدة تربط مصر بليبيا تبدء من اجدابيا و الكفرة و تنتهي في جنوب مصر . واشار الطيب الى ان اعتماد الدول العربية على امريكا لكي تخلصهم من داعش سراب يحسبه الظمان ماء فالتنظيمات الإرهابية إحدى أدوات امريكا لتفتيت المنطقة وحماية الامن الاسرائيلي، وأضاف: أعتقد أنه من الأهمية بمكان بحث اليات حقيقة لمواجهة خطر الارهاب الذي يهدد كل دول المنطقة بلا استثناء. وتشهد الدولة الليبية فوضى امنية عارمة منذ سقوط نظام القذافي عام 2011 بفعل حرب الناتو التي دمرت مؤسسات الدولة الليبية . واستغلت الجماعات المتطرفة الفراغ الامني لبسط سيطرتها على الدولة الليبية و طرح نفسها بديلا للمؤسسات الامنية وهو ما أتاح لها فرصا كبيرة للتدريب والحصول على المال والسلاح واجتذاب الكثيرين من داخل وخارج ليبيا .