سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دراسة حديثة: "مصر أم الدنيا وأصل الأوروبيين".. الكسباني: الهجرة نشطت في مصر القديمة.. الجميعي: ليس هناك نصوص تؤكد ذلك.. باحث أنثربولوجي: التركيب الجيني لا يؤكد أننا الأصل والأوروبيين "الفرع"
مصر أم الدنيا" مقولة توارثتها الأجيال باعتبار أنها مهد الحضارة والتقدم على مر التاريخ ولكن يبدو أن الأمر يتجاوز تلك المقولة بعدما قام ثلاثة مختصين بعلم الجينات والوراثة بتحليل "للجينات" الوراثية من 225 شخصًا في مصر وإثيوبيا، حيث أثبت نتائج بحث نشر على موقع العربية دوت نت أن جينات أقدم المجموعات البشرية تميل للجينات المصرية أكثر من الإثيوبية، وهو ما يؤكد أن مصر أم الدنيا وأصل الأوروبيين على حد وصفهم، مؤكدين أن أولى مجموعات الإنسان الحديث وصلت إلى أوروبا وآسيا من مصر التي جاءتها عبر هجرات من إثيوبيا نحو الشمال. وفي ذلك الإطار طرحت " البوابة نيوز" السؤال على الخبراء. في البداية أكد الدكتور مختار الكسباني، خبير الآثار وأمين عام المجلس الأعلي للآثار سابقا، أنه لا توجد مستندات تاريخية تؤكد ذلك ولكن مصر هي أول دولة عرفها التاريخ مما جعلها منطقة جذب للشعوب التي تعرفت على الدولة المصرية من خلال تاريخها القديم فنجد أنه نشطت الهجرة واتجه البعض للإقامة بها والبعض انتقل لمناطق أخرى. وأضاف أنه لذلك فإن كثيرًا من علماء الأنثربولوجي الذين يدرسون التكوين البشري والعناصر المكونة للجنس البشري والجينات الوراثية اعتبروا المصريين الأكثر نضجا في الخلايا البشرية ومنهم انتقل النضج البشري والجين الحضاري إلى باقي العالم ولكن ذلك الكلام لا يعدو كونه مجرد احتمالات. فبسبب قدم الحضارة المصرية تظهر نظريات علمية تبين أن النموذج المصري الذي بني أول حضارة هو أصل العالم ولكنه كلام غير مؤكد. وأشار الكسباني إلى أن تلك الدراسات ليست جديدة حيث بدأت منذ القرن العشرين حينما خرجت نظرية داروين "أصل الأنواع " وهناك البعض الذين حاولوا إدعاء أنهم أصل الحضارة مثل اليهود الذين وصل بهم الأمر أيضا لإدعاء كونهم من بناة الأهرامات رغم أن الهرم بني قبل ظهور اليهود مضيفا أن أخرين يرون أن أصل ملوك مصر من السنغال وهكذا فالكل يتمسح بالحضارة المصرية. من جانبه أضاف محمد البدري، باحث الأنثربولوجيا، أن كلمة "أم الدنيا" تداولت بمرور الزمن لتوحي ببناء الدولة والحضارة فمصر أول دولة على مر التاريخ تقوم بعمل نظام اجتماعي ومنظومة حضارية يقوم عليها المعارف والعلم ولكن حينما يكون الحديث حول أن مصر أصل حضارة الأجناس فذلك كلام مشكوك فيه مؤكدا أن هجرة المصري القديم لا تبرر تلك الدراسة لأن الهجرة طوال الوقت كانت بحثا عن الغذاء والموارد الحياتية المختلفة ولا يعني ذلك أن المصريين ذهبوا لأوروبا وعاشوا وتكاثروا هناك. مشيرا إلى أنه قد يكون هناك شبهة تشابه جيني ولكن ذلك لا يجعلنا نحكم على أننا الأصل والأوروبيين الفرع فالتركيب الجيني لا تؤكد حقيقة سلالة بعينها عن أخرى وخصوصا مع تقارب وتشابه جينات الإنسان في التركيب الجيني بنسبة 99% مع القرد وهو ما يجعل هناك شكوك في صحة الدراسة العلمية ولكنه يجب الإشارة إلى أن البناء الثقافي والحضاري صدرته مصر للعالم بالفعل وهي أم الدنيا في ذلك فنجد أن التوراة منقولة من أناشيد اخناتون وحكمة القدماء المصريين القدماء وغيرها من المظاهر التي نقلت والتي ثبت أنها منقولة عن المصريين. من جانبه أضاف الدكتور عبد المنعم الجميعي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بآداب الفيوم، وأمين عام الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، أن أي حضارة على مر الوقت تتكون من خلال الامتزاج مع الحضارات الأخري فلا توجد حضارة إلا وهناك ارتباط بينها وبين حضارات أخرى وهو ما برز في مصر خلال العصور القديمة فنجد أن التعاملات والهجرات المصرية القديمة وصلت إلى أفريقيا والصومال إبان حكم الملكة حتشبسوت بل وهناك أيضا ما يثبت وجود أدلة لمظاهر وجود الحضارة المصرية بأمريكا الجنوبية. وأكد أنه في ظل تلك المعطيات وتأكيد علماء الجينات على أن المصريين أصل أوروبا فإن ذلك أمرا لا يستبعد إلا أنه لا توجد دلائل تارخية تشير إلى ذلك وخاصة أنه لم يكن هناك قد نشأت أوروبا بعد إلا إن حضارة المصريين القدماء لا يجب إغفال تقدمها ووصول علومهم وحضارتهم وإنجازاتهم إلى العالم وتصديرها إليه في تلك الحقبة وإلي وقتنا الحاضر.