تتنوع العديد من طرق الاستغلال التي تُمارسها دور النشر الصغيرة على المبدعين الشباب، وما بين التلاعب بأحلامهم أو استغلال مجهودهم أو حتى النصب عليهم، يظل الكاتب الشاب هو الضحية، الذي يظل يسعى خلف أحلامه طارقًا جميع الأبواب، وينتظر اليوم الذي يتحدث فيه الجميع عن كلماته. «البوابة» التقت مجموعة من الكتاب الذين حملوا أفكارهم وأحلامهم، واتجهوا بها إلى دور النشر، قبلوا أن يدفعوا مالًا مقابل أن يصل إبداعهم إلى الناس، وانتظروا شهورًا، وهم يتخيلون دوامة التنفيذ والتصميم والبروفات، وكل تلك الأمور الفنية التي تخرج بها الأوراق في شكلها السحري إلى الوجود، بعضهم رأى غلافا وهميا، والآخر اضطر إلى تنفيذ وتصحيح كتابه بنفسه، وآخر واجهه البعض بقوله إن الشعر لا يبيع. وعادة ما ينتهى الأمر بالكاتب الشاب، وهو يبحث عن الناشر الذي أخذ منه أمواله واختفى، أو آخر أعطاه بضع نُسخ، وألقى الباقي في مخزن دون أن يتم توزيعه، ويُعتبر الأكثر حظًا من استطاع أن يصل إلى الناشر واستعاد نقوده.