«لا تدخلها لأنك لن تخرج منها».. واحد من أشهر الأقوال المشهورة عن غابة «هويا باكيو» الواقعة في مدينة «كلوج» الرومانية، والتي سميت ب«مثلث برمودا ترانسلفانيا». الغابة اكتسبت سمعة سيئة بالفعل منذ أواخر عام 1960، تزامنًا مع تعرض بعض الفلاحين والسكان المحليين إلى قصص غريبة ومرعبة عند محاولتهم جمع الحطب من الغابة أو التقاط بعض الفاكهة. يروى الأهالي القاطنون بجوار الغابة أن من يدخلها يسمع أصواتًا تبدو وكأنها تأتى من عالم آخر، وتسبب هلاوس وشعورا غريبا بالخوف وغثيانا وتقيؤا، وتظهر على أجسادهم خدوش أو طفح جلدي. الغابة دائمًا ما تصدر أصواتا، وسجل البعض مشاهدات غريبة فيما يعرف بالدائرة، وهى مساحة في الغابة لا توجد بها أشجار، وتم أخذ عينات من التربة لتحليلها، وأثبتت أنه ليس هناك أسباب تمنع نمو النباتات بها. كل من زار الغابة، أكد أنه لم يشعر بالوقت داخلها وكيف مر الوقت بها، والتقط بعضهم صورًا لأجسام طائرة فوقها على شكل أقراص ولا تظهر إلا وأنت داخل الغابة، المكان كان وما زال محرمًا بالنسبة للسكان المحليين لاعتقادهم أن الشيطان يسكن هناك، فجميعهم يرفضون الدخول للغابة نهائيًا. الغابة حيرت العلماء بسبب الأعطال الغريبة التي تصيب الأجهزة الإلكترونية داخلها بدون سبب مفهوم، وذهب ألكسندر فرزت، أحد المهتمين بدراسة الظواهر الغامضة، ليرصد بكاميراته ما يحدث وبالفعل قام بتصوير ظلال غريبة تعدو بين الأشجار هناك، وبعض البقع المضيئة بدون مصدر معروف للإضاءة إلى جانب ضباب غريب يحيط بها بغض النظر عن الطقس المحيط بها، وتم العثور عليه في نهاية رحلته، فاقدا الوعى ولا يتذكر ما حدث. ويروى السكان المحليون أن فتاة في الخامسة دخلت الغابة وضاعت لمدة 5 سنوات وخرجت بعدها، والغريب أن ملابسها التي كانت ترتديها في ذلك اليوم الذي ضاعت فيه بقيت على حالها بعد خروجها ولم يظهر عليها آثار الأوساخ وهى لا تتذكر أين كانت. وفى أغسطس 1968، قام إميل فلورين - عسكري سابق - بالذهاب للغابة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع برفقة أحد أصدقائه متجاهلًا تحذيرات السكان المحليين، وصل إميل الساعة 1 ظهرًا وبدأ البحث عن الأخشاب لإشعال النار، عندها شاهد «طبقا طائرا» يحلق بارتفاع قليل فوق الغابة دون صوت إطلاقًا، وفجأة بدأ الجسم الطائر الغريب يرتفع بشكل عمودى إلى الأعلى، وبسرعة كبيرة انحرف ولم يعد يراه، ولكن من حسن الظن أنه كان يضع كاميرته على وضع الاستعداد وتمكن من أخذ 3 لقطات، وذهب إميل إلى مدينة كلوج ليتم النظر في تلك الصور من قبل أخصائيين دوليين في دراسة الظواهر الغريبة. واتصل إميل ب«إيوان هابانا»، أحد أشهر علماء رومانيا المتخصصين بتلك الظواهر، والذي أثبت صحة الصور، وبعد انتشارها ذهبت فرق كاملة من المستكشفين من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وهنغاريا لزيارتها حتى أثناء رومانيا الشيوعية، وتمكنت من تسجيل بعض الظواهر التي لا يمكن تفسيرها. واستمرت المحاولات، وبالفعل غادر فريق من لوس أنجلوس لتقصى الحقائق بقيادة جوش جيتس، ومعه مرافقان ليتم التحقيق ومعرفة أسباب كل تلك الأحداث التي تجرى في الغابة، حيث حكى لهم السكان المحليون أنهم رأوا أضواء بيضاء مشرقة في الغابة، وأشكالا لظلال في الظلام وأصواتا تصدر وتتحرك من خلال الأشجار حتى أن بعض السكان المحليين قال لجوش: «لا تذهب فمن يدخلها لا يخرج». صمم الفريق على الذهاب ونصب خيمة بالقرب من حدود الغابة، ثم بدءوا رحلة الاستكشاف سيرًا على الأقدام بعد حلول الظلام، وحين وصلوا أشعلوا النار وقرروا إقامة معسكر لبدء التحقيق، ونصبوا أربع كاميرات تصور بالأشعة ما تحت الحمراء داخل دائرة نصف قطرها 300 سنتيمتر وأقاموا 4 كاميرات ثابتة وهذه الكاميرات مزودة بنظام لالتقاط الصور تلقائيا إذا اقترب أي شيء من العدسات، مع جهاز لتحديد المواقع GPS، ومكثوا مدة يترقبون ما الذي يمكن أن يصدر من أصوات أو مشاهدات لظلال أو غير ذلك من القصص التي رواها لهم السكان المحليون، وفجأة رأوا أضواء بعيده فذهبوا باتجاهها ومتابعتها ولكنها اختفت قبل أن يتمكنوا من الوصول إليها. في الوقت نفسه جوش ورفاقه اندهشوا وهم يحصلون على قراءات عالية على مؤشر جهاز EMF الذي كان معهم، وهو جهاز كهربائى لقراءة الإشعاعات الكهرومغناطيسية، وبدأت بعدها تلك الأضواء تظهر لتحلق في الغابة على ارتفاع أقل بقليل من رءوس الأشجار، ثم انعزل جوش عن رفاقه وذهب لمكان آخر في الغابة وبدأ يسمع شيئًا خلف شجرة كانت وراءه، رغم أنه لم يظهر له شيء على كاميرات الأشعة تحت الحمراء، فقط ظهرت له بقع صغيرة على الكاميرا، وأخذ عدة لقطات عشوائية من الكاميرا الرقمية وظهر له الكثير من بقع الضوء التي ظهرت في الصور. أحد أصدقاء جوش، ذهب بمفرده وسط الغابة باتجاه المنطقة الأكثر غموضًا في الغابة والمعروفة باسم «الدائرة»، وأثناء سيره بدأ يسمع أصوات نساء تصدر من خلفه يتحدثن بكلام غير مفهوم، ثم ظهرت ومضة ضوء أمامه ولكنها اختفت فجأة، وتأخر إيفان عن رفيقيه مما جعلهما يقلقان عليه فذهبا لتفقده والاطمئنان عليه فوجداه ملقيا على الأرض وعليه آثار جروح وكدمات، فأخذاه إلى الخيمة وعندما بدأ يتعافى ويستفيق ويرجع إلى وعيه قال لهما: «شعرت بشيء مثل الريح الشديدة على وجهى دفعتنى فجأة، وأحسست كأن النار تشتعل في جسدى وتلقيت ضربة قوية من شيء مجهول»، فقرروا عدم المواصلة حتى لا تتفاقم الأمور وتصبح أكثر سوءًا. الغابة تبقى لغزًا محيرًا مع عدم وجود تفسيرات منطقية لما يجرى بداخلها من أحداث ومشاهدات وأغلبها أمور موثقة عن هذه الغابة المرعبة. النسخة الورقية