سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مركز أبحاث أمريكي يكشف: "البقاء والتوسع" إستراتيجية داعش لإقامة دولته.. التنظيم يسعى لحرب عالمية وليست محلية.. كون 20 ولاية بسوريا والعراق.. ويناور في قتال المدن والصحراء.. واجتثاثه يحتاج لحرب شاملة
نشر معهد "دراسات الحرب" الأمريكي، دراسة عن إستراتيجية تنظيم "داعش" العسكرية ونقاط القوة والضعف في التنظيم وآلية التصدي له. وأوضحت الدراسة أن إستراتيجية داعش، قائمة على ما سمته ب"البقاء والتوسع"، مبينة أن التنظيم يسعى من خلالها لتحقيق هدفين مهمان هما: "أنها تدعم دفاعها داخل العراق وسوريا، والثاني أنها تسعى للتوسع الحرفي للخلافة". وترى الدراسة أن الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة لإسقاط داعش في العراق شهدت نجاحًا مبكرًا، ومع ذلك، فإن "داعش" هو نوع من العدو المرن الذي يتكيف مع مختلف الظروف، لذلك فمن الصعب هزيمته بشكل نهائي. وأكدت الدراسة أن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة سوف يُعرض نفسه للخطر إذا أخطأ في التفكير بأن تكتيكات داعش البسيطة هي خسائر حقيقية في قدرات التنظيم العسكرية بشكل عام، لأن هدف داعش هو البقاء والتوسع. وتقول الدراسة: إن التنظيم يسعى إلى خلافة عالمية، وفقًا لدعايته ورؤيته العالمية، التي أعلنها في مرات عديدة، مشيرة لما نشره التنظيم في العدد الخامس من مجلة "دابق"، وقال: "سيُرفع علم الخلافة في مكة والمدينة المنورة، حتى لو كره الكافرون والمنافقون، وسيُرفع في بيت المقدس وروما، حتى لو كره اليهود والصليبيون، وسيمتد ظل العلم المبارك حتى يغطي الأرض كلها من الشرق إلى الغرب، ويملأ العالم بحقيقة وعدالة الإسلام، وينهي باطل وطغيان الجاهلية، حتى لو كرهت أمريكا وحلفها". وأوضحت الدراسة أن هدف داعش هو حرب عالمية، وليست حربًا محدودة من أجل السيطرة المحلية داخل العراق وسوريا، موضحة أن رؤية "داعش" تتطلب، لتحقيق خلافة مزدهرة التحريض على حرب أوسع لكشف الدول المتنافسة مع التنظيم على الشرعية. وعن إستراتيجية، "البقاء والتوسع"، تقول الدراسة، أعلن تنظيم داعش عمليات التوسع في ليبيا وسيناء، وأماكن أخرى من العالم العربي في أواخر عام 2014، في الوقت الذي كان فيه تحت الضغط، في لحظة ضعف أُثيرت خلالها شائعات عن وفاة أبي بكر البغدادي، قائد التنظيم. توقيت هذا التوسع المعلن زاد من زخم داعش أثناء مواجهة التنظيم لهجمات مضادة داخل العراق وسوريا. وترى الدراسة أن التوسع العالمي هو الحافز الذي يرغب في نشره تنظيم داعش في بعض الأحيان عندما يعاني من خسائر تكتيكية؛ وبالتالي، فإن التوسع في مناطق جديدة هو عملية دعم دفاعية، وخطة تنفيذية ملموسة لزيادة حجم الخلافة. كما ترى أن "داعش" تؤطر استراتيجيتها عبر ثلاث حلقات جغرافية: الحلقة الداخلية في بلاد الشام، والخارج القريب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والخارج البعيد في أوربا وآسيا والولاياتالمتحدة، ويتوافق الإطار الإستراتيجي لداعش مع حملة شاملة ثلاثية الأهداف: للدفاع داخل العراق وسوريا، ولتوسيع عملياته إقليميًا، والعرقلة والتجنيد على نطاق عالمي. وأكدت الدراسة أن العراق دولة مركزية لأصل الخلافة في داعش، ومن المرجح أن تكون مركزية أيضًا لكثير من الكوادر القيادية في التنظيم. ومن المحتمل أن تظل العراق بؤرة لحملة داعش في ظل القيادة الحالية. ولا تزال الخلافة المادية في العراق وسوريا هي مصدر قوة داعش؛ إلا إذا حققت عمليات داعش في الخارج القريب أو البعيد بعض الزخم المستقل من خلال نجاح معركة داعش في العراق وسوريا. وأوضحت الدراسة أن العراق، على وجه الخصوص، لها أهمية خاصة عند داعش لدرجة أنه لا يمكنه تكرار تجربته بسهولة في أي مكان آخر. وللتعبير عن مدى أهمية العراق، يقتبس التنظيم المقولة التالية لمؤسس تنظيم القاعدة في العراق، "أبو مصعب الزرقاوي"، وينشرها في بداية كل عدد من مجلة دابق من أبريل عام 2015: "إن الشرارة انقدحت هنا بالعراق وسيتعاظم أوارها حتى تحرق جيوش الصليب في دابق". وتقول الدراسة أن "داعش" يسيطر على غالبية المدن، وسوف تسمح حرية المناورة خارج المدن بإعادة سيطرة داعش في المناطق القريبة خارجها دون تغيير نظامها بشكل عام. ويجري التنظيم الداخلي في داعش من خلال وحدات إدارية وعسكرية تسمى ولايات تُقسم سيطرتها الإقليمية. ويدير داعش حاليًا 20 ولاية معروفة في مختلف أنحاء العراق وسوريا منذ أبريل 2015، وجميع هذه الولايات، ماعدا ولايتين، نُشرت صور علميات الاستيلاء عليها على الإنترنت في أوائل عام 2015. وتؤكد على أن حملة داعش في العراق وسوريا هي عملية حضرية واضحة، ولكن داعش كان قوة صحراوية منذ نشأته، وعقلية الاهتمام بالمناطق والقدرة على المناورة في الصحاري هي سبب آخر لعدم حصر إستراتيجيات مكافحة داعش في خروجه من المدن الفردية فقط. تقول الدراسة: إن إخراج داعش من المدن لا يعني هزيمة كل ولاية منها، ولا القضاء على وجوده العسكري في منطقة معينة؛ بل إن الضغط على داعش في مدينة واحدة في وقت واحد سيجعله يتحول إلى مدينة أخرى، بدلًا من تكبده خسائر دائمة، وإذا لم تتم إزالة شاملة لداعش مثلما حدث مع تنظيم القاعدة في الفترة من 2006 إلى 2008، فإن السيطرة العسكرية لداعش في جميع أنحاء العراق وسوريا ستستمر؛ بل وسيزداد توسعه، مما يسمح له بإعادة تجميع وتجديد حملته لاستعادة السيطرة على المدن بشكل مستمر. وأوصت الدراسة بأنه يجب أن تراعي إستراتيجيات مكافحة داعش، كيف يؤطر التنظيم الأراضي داخل العراق وسوريا، وكيف سيكون وضعه في الدفاع واستئناف حملة هجومه للسيطرة على المدن بشكل دائم في نهاية المطاف. ويمكن أن تستخدم إستراتيجيات مكافحة داعش نفس هذه الأطر لتقييد خيارات تنظيم داعش وإجباره على الدخول في معارك حاسمة.