توقعت تقارير استخباراتية في تقرير لمجلة "بيزنس إنسايدر" الأميركية، أن يكون" شمال أفريقيا منطقة حرب تنظيم داعش الجديدة، وأن ليبيا قد تكون رأس الحربة لتوسيع نطاق الحرب إلى هذه المنطقة، خاصة أن دعوة عبد الله البغدادي قد تزامنت مع إعلان مسؤول في جماعة "المرابطون" التكفيرية المسلحة بزعامة الجزائري "مختار بلمختار" مبايعة البغدادي خليفة للمسلمين، رغم أن بلمختار قد نفى أن يكون قد بايع البغدادي إلا أن "عدنان أبو الوليد الصحراوي" قال في تسجيل صوتي "تعلن جماعة المرابطون بيعتها لأمير المؤمنين وخليفة المسلمين أبو بكر البغدادي، لزوم الجماعة ونبذ الفرقة والاختلاف، وندعو كل الجماعات الجهادية إلى مبايعة الخليفة لتوحيد كلمة المسلمين ورص صفوفهم أمام أعداء الدين، كما ندعو كافة المسلمين إلى الالتفاف حول دولة الإسلام والدفاع عن الخلافة". وكان البغدادي قد أعلن في تسجيل خلال الأيام الماضية قائلا "أيها المسلمون، لا يظن أحد أن الحرب التي نخوضها هي حرب الدولة الإسلامية وحدها، وإنما هي حرب المسلمين جميعا، حرب كل مسلم في كل مكان، وما الدولة الإسلامية إلا رأس الحربة فيها، فانفروا إلى حربكم أيها المسلمون في كل مكان، فهي واجبة على كل مسلم مكلف ومن يتخلف أو يفر يغضب الله عليه ويعذبه عذابا أليما". ونقل التقرير عن مصادر استخباراتية ليبية مقربة من الحكومة الشرعية إن "البغدادي عيّن مؤخرا عراقيا على رأس التنظيم في ليبيا وكلف قادة ليبيين بقيادة الأفواج القتالية بمركز الإمارة في درنة"، وهو الأمر الذي تفسره المصادر بالخطوة الاستباقية للتنظيم لاحتمال انهياره في العراق، وتحسبا لاستقبال قادة الدولة الإسلامية من الصف الأول في ليبيا. وتوضح المصادر أن "مختلف التنظيمات الإرهابية التابعة لداعش في منطقة شمال أفريقيا في عدد من دول الساحل والصحراء، تحشد جميع قواها لتحقيق مزيد من الانتصارات في ليبيا قد تسهّل لها التحرك نحو تونس، وأن استراتيجية داعش هي البقاء والتوسع، إذ أنه مرن وسهل التكيّف ومن الصعب هزيمته في وقت قصير". ونقل التقرير عن الباحثة الأميركية بمعهد دراسات الحرب "جيسيكا لويس مكفيت" وهي برتبة ضابط مخابرات سابق قولها إن داعش يهدف إلى إقامة "خلافة عالمية"، وفقا لما يروّج له خاصة في العدد الخامس من مجلة "دابق"الناطقة باسم التنظيم، ونقلت عن المجلة قولها "إن علم الخلافة سيرفع في مدينتي مكة والمدينة المنورة حتى وإن استخف المرتدون بذلك"، كما ادعى التنظيم في العدد نفسه أيضا أن "علم الخلافة سيرفع في القدس وروما رغما عن اليهود والصليبيين". واستنتجت الباحثة الأميركية أن تحريض داعش على حرب عالمية واسعة النطاق يعكس طريقة تصوره لأهدافه خلال ما تبقى من العام 2015 في سورياوالعراق، موضحة أن التنظيم يبدو اليوم بحاجة إلى "الحفاظ على تواجده المادي في سورياوالعراق، في نفس الوقت الذي يحاول فيه الاقتراب من هدفه الثاني وهو التوسع في الدول المضطربة الأخرى"، مشيرة الى أن عدد "دابق والذي جاء تحت عنوان "البقاء والتوسع" يعبّر عن شيء استراتيجي له هدفان، الأول أنه يصر على مواصلة العمليات القتالية في سورياوالعراق، والثاني أنه يسعى إلى التوسيع الفعلي لجغرافية الخلافة. وقالت إن تنظيم "بوكو حرام" أرسل العشرات من المقاتلين المتمرسين في الحروب إلى سرت الليبية لمساعدة مقاتلي الدولة الاسلامية ضد الجيش الليبي، وتفيد أرقام ليبية بأن التنظيم الإرهابي قد نجح في تجنيد 13 ألف مرتزق أفريقي لتدريبهم على القتال في مختلف التنظيمات الإرهابية الناشطة على الأراضي الليبية.