لدغ العقارب يهدد أهالي سوهاج.. ارتفاع درجات الحرارة يدفعها للمساكن.. واختفاء الأمصال من الوحدات الصحية يثير غضب الأهالي

تعد أمصال لدغة العقارب في الوحدات الصحية الكائنة بقرى محافظة سوهاج، أهم ما يمكن أن يحتاجه الأهالي، بالأخص في القرى القريبة من المناطق الجبلية نظرًا لانتشار العقارب هناك، ودخولها إلى البيئة المحيطة بالجبل التي يقطنها الأهالي.
ولا تتحمل العقارب درجة الحرارة المرتفعة مما يضطرها للخروج من جحورها إلى بيئة رطبة أخرى وهنا تبدأ المشكلة باحتكاكها مع الإنسان نظرًا لكونها لا تبصر، وتجد العقارب مساكن لها داخل شقوق المنازل المشيدة من الطين، وتخرج لتأكل أو في حالة تعرض هذه الشقوق لمياه، ويكون الأطفال الأكثر عرضة للدغة العقرب في القرى والنجوع لعدم إدراكهم خطورتها، أما كبار السن فيملكون الخبرة لقتلها بالطرق المتعارف عليها في حال رؤيتها.
ونتيجة انتشار العقارب في فصل الصيف في القرى والنجوع القريبة من المناطق الجبلية فنجد الإصابات كثيرة وباستمرار، ولوجود وحدة صحية في كل قرية فيكون الحل الأنسب للمواطنين الذهاب إليها والاستنجاد بها لجلب الأمصال لسرعة إنقاذ المصاب قبل انتشار السم في جسده، وفي أغلب الأحيان تكون إجابة الطبيب المسئول عن الوحدة بأنه لا يوجد نظرًا للإقبال على الأمصال.
عدم توافر أمصال لدغة العقرب أكثر ما يزعج أهالي القرى في محافظة سوهاج من الوحدة الصحية، حيث يعتبرون المسئول عن الوحدة لا يقوم بدوره لمجرد عدم وجود مصل العقرب في الوحدة المسئول عنها، ودائمًا ما تحدث مشادات ومناوشات بين الأهالي والأطباء بسبب عدم توافرها، ومعاناة الوحدات بشكل مستمر من نقص في الأمصال مما يثير غضب واستياء الأهالي، حتى أنه في زيارة الدكتور عادل العدوي وزير الصحة إلى محافظة سوهاج الشهر الماضي اشتكى له المواطنون خلال تفقده الوحدة الصحية في كوم بدار بمركز المنشأة من عدم توافر أمصال العقرب، مؤكدين له مدى احتياج الأهالي لها، ولا تعد الوحدة الصحية ذات قيمة لهم دون الأمصال، التي يحتاجها كل بيت في القرية لانتشار العقارب.
يقول الدكتور رامي حشمت، مدير الوحدة الصحية في قرية الأحايوة بمركز أخميم: "إن مشكلة الأمصال تواجه الوحدات الصحية قبل أن تواجه المرضى أنفسهم، حيث تقوم الإدارة الصحية بتوزيع الأمصال شهريًا على حسب اقتراب القرية من المناطق الجبلية المعروف عنها انتشار العقارب، وتحصل كل وحدة على ما يقارب من مصلين إلى ثلاثة أمصال شهريًا مع وجود نقص دائم بالمقارنة باحتياجات المواطنين للأمصال"، مؤكدًا أن عدم توافر الأمصال يثير غضب الأهالي باستمرار رغم أن ذلك ليس من مسئولية الوحدة بل من مسئولية الإدارة الصحية للمركز ومديرية الصحة في محافظة سوهاج، التي يجب أن توفر الأمصال للوحدات على حسب احتياجات الأهالي.