قرر مؤتمر "الطاقة الاغترابية اللبنانية" تدريس المنهج اللبناني للمهاجرين عبر تأسيس المدرسة اللبنانية في الاغتراب ، كما أصدر المهاجرون اللبنانيون المشاركون في المؤتمر ما أطلقوا عليه "عهد بيروت" كوثيقة تتضمن واجبات المهاجرين تجاه بلادهم. وتضمن العهد التأكيد أن الانسان هو ثروة لبنان الكبرى، وان الحفاظ عليه، بالحفاظ على جنسيته وهويته وثقافته، وبتعزيز مبادىء الحرية والعدالة والحكم الرشيد وحقوق الانسان، كبرى المسؤوليات. وقال المهاجرون اللبنانيون إنهم مقتنعون بأن الوفاء للبنان يعني دعم اقتصاده، وحماية مقدراته وتطويرها واستثمارها، وأنهم حريصون على إبراز وهج لبنان الثقافي في العالم، علما وفنا وحرفة، والمحافظة على نكهته الخاصة بين الأمم. وأعلن وزير التربية والتعليم العالي اللبناني إلياس بوصعب في كلمته عن إنشاء المدرسة اللبنانية في الاغتراب، ومهمتها تعليم المنهج اللبناني كاملا بحيث سيتم تسجيل الطلاب في وزارة التربية على أن يتقدموا في نهاية العام الدراسي الى الامتحانات الرسمية اللبنانية التي تقام في السفارات اللبنانية وترسل إلى لبنان ليتم تصحيحها من قبل الوزارة. كما أعلن عن انشاء مدرسة التوأمة ، وهدفها التعاون لمن يشاء من المدارس اللبنانية في لبنان لفتح فرع لها والتنسيق في ما بينها ، وإنشاء المدرسة الثقافية اللبنانية لتعليم اللغة العربية والقيام بنشاطات ثقافية واجتماعية وتربوية عبر ارسال أساتذة متعاقدين مع وزارة التربية لتحقيق هذا الأمر. ودعا بوصعب وزارة الخارجية اللبنانية والقائمين عليها أن تحل محل وزارة التربية في الخارج للإشراف على تطبيق هذا المشروع عبر تشجيع الجاليات اللبنانية على الالتقاء والاجتماع وفتح مدارس تربطهم بلبنان الأم والوطن". وقال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل " إن لبنان لا يحتمل لا قسمة ولا فرقة على الأمور الأساسية ، إنه لا يحتمل الا التنوع ، ليس هناك من أحادية ولا وحدوية ، لا يمكن لأحد أن يقول أريد أن ألغي الآخر ، ولا يمكن لأحد أن يمنع هذا التنوع ، يجب أن نبقى متميزين بطوائفنا وعاداتنا وتقاليدنا ، إنما محافظين على فكرة لبنان". وأضاف مخاطبا المغتربين اللبنانيين: "إن متابعة اللقاءات التي قمتم بها في هذا المؤتمر هي من مسئوليتكم ، ووعدنا لكم أننا لن نختزل قضيتكم لا بالموضوع الطائفي ولا السياسي ، وآمل أن يعرف لبنان كله قيمتكم ويكرمكم كما كرمناكم نحن اليوم ، ونعطيكم حقكم في جنسيتكم ومواطنيتكم". ومن أستراليا ، تحدث رئيس حكومة ولاية فيكتوريا والأمين العام للبرلمان الأسترالي ستيف براكس الذي قال " لن نستطيع تحقيق الإزدهار والأمن وسلام من دون وحدة ، ويجب التركيز على الأمور التي توحدنا بدلا من الأمور التي تفرقنا". كما ألقى رئيس مجلس النواب في ولاية ساو باولو (أكبر ولايات البرازيل سكانا) اللبناني الأصل فرناندو كابيز كلمة تحدث فيها عن روح العزم التي دفعته هو وأشقاءه الى تبوء المناصب الرفيعة في البرازيل والتي اكتشف اليوم أنها ميزة اللبنانيين الذين يجدون دائما القوة التي يستمدونها من داخلهم ، ليتابعوا النضال ويظلوا واقفين ويتخطوا الصعاب. وأشار إلى أن اللبنانيين في البرازيل هم من أبرز الوجوه في كل القطاعات ، لا بل من أهمهم، في الطب والتعليم والتمريض والسياسة. وقال " إن ظاهرة النجاح هي ظاهرة ملتصقة باللبنانيين ، انهم القوة الكبرى والثروة الحقيقية ، ونحن كمغتربين يمكننا المساهمة في بناء لبنان لدي واجب يقع على عاتقي وهو أن أساهم مع كل أصدقائي اللبنانيين في البرازيل ، في إعادة لبنان ووضعه على الطريق الصحيح ، وهذا أقل ما أقدمه مقابل تضحيات أهلي وأجدادي". وأصدر المؤتمر في ختام أعماله عددا من التوصيات أهمها مسح وإحصاء وتشكيل قاعدة معلومات لكل قطاع من قطاعات التنمية ، وتشكيل أهل القطاع بين بعضهم في الداخل والخارج من خلال إنشاء هيئات عالمية قطاعية لبنانية أو من خلال برامج إلكترونية متخصصة. وأوصى المؤتمر بقيام السفارات بأعمال الديبلوماسية الاقتصادية كافة كتوفير المعلومات المطلوبة والقيام بالنشاطات القطاعية أو المساعدة على القيام بها ومتابعة المشاريع القطاعية ودعوة الشركات اللبنانية للمشاركة بها. واقترح المؤتمر تأسيس شبكة على مستوى القطاعات والمناطق الجغرافية للبنانيين النواب والسياسيين من أنحاء العالم ، وإنشاء موقع الكتروني لنشر الأبحاث الاكاديمية المتعلقة بمواضيع الإغتراب ، كما طالب المؤتمر بإجراء مشاورات لإنشاء المجلس الوطني الاغترابي. وفيما يتعلق بالنفط والغاز ، أوصى المؤتمر بإنشاء قاعدة بيانات تضم المغتربين اللبنانيين من ذوي الخبرة في مجال النفط والغاز لاستشارتهم عندما يلزم وإنشاء قاعدة الكترونية للنفط والغاز لإشراك المغتربين في قطاع النفط، و إعطاء الاولوية للشركات اللبنانية التي يمكنها المنافسة في قطاع النفط والغاز اللبناني. وفي قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، أوصى المؤتمر بدراسة فكرة إنشاء معهد تعليم لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تموله الشركات الاجنبية، وتشجيع الشركات الأجنبية على استخدام لبنان كمنصة اقليمية لخدماتها في المنطقة، وإمكانية دعم المؤسسات الناشئة على الخروج باختراعات وتصاميم تكنولوجية ، وترويج النجاحات اللبنانية ومساعدة أصحاب الأفكار الناجحة. وفي قطاع الصحة ، أوصى المؤتمر بتأسيس جمعية طبية لبنانية عالمية تضم القطاعات الطبية كلها وإنشاء شبكة من الأطباء في المستشفيات الجامعية في أوروبا وأمريكا واستراليا لتأمين منح للطلاب اللبنانيين ، والعمل على تأمين فرص عمل لعدد من الأطباء اللبنانيين في عدد من الدول النامية وإنشاء لجنة لمتابعة موضوع السياحة الطبية. وفي قطاع السياحة ، أوصى المؤتمر بخفض أسعار تذاكر السفر الى لبنان، وإنشاء خطوط طيران جديدة. بالنسبة بقطاع السينما ، أعلن المؤتمر عن السعي للإنتاج السينمائي المشترك وتشجيع وتسويق الإنتاج اللبناني في الخارج. وفيما يتعلق قطاعات الزراعة والصناعة والمصارف والعقارات ، أوصى المؤتمر بدعم المشاريع الصناعية الصغيرة الحجم وإنشاء جمعية للمغتربين في قطاع الهندسة والعقارات، والعمل على إنشاء لجنة وطنية بالتحويلات اللبنانية من الخارج، وتصنيف البضائع حسب الحجم والجودة وإنشاء صندوق تمويل في مجال الغذاء.