حذر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، صباح اليوم الجمعة من أن محادثاته مع القادة الأوروبيين اليوم حول شروط عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوربي ستكون طويلة وصعبة. وفي تصريحاته للصحفيين صباح اليوم قبل حضوره اجتماع القادة الأوروبيين في لاتفيا، قال زعيم المحافظين إنه سيبدأ إعادة التفاوض على شروط عضوية البلاد في الاتحاد الأوربي "بشكل جدي" على هامش القمة الأوربية اليوم، مضيفا " أن هذه المحادثات لن تكون سهلة، ولن تكون سريعة، وسوف يكون هناك وجهات نظر مختلفة وخلافات على طول الطريق". وتابع "من خلال العمل معا، أعتقد أننا يمكن أن نجد الحلول التي من شأنها معالجة هموم الشعب البريطاني وتحسين الاتحاد الأوربي ككل"، وقال "سيكون هناك صعودا وهبوطا في المفاوضات، ستسمع في يوم أن هذا أمر ممكن، اليوم الآخر ستسمع أنه مستحيل"، وأضاف "أن الشيء الوحيد الذي سوف يكون ثابتا هو عزمه على تحقيق الفائدة للشعب البريطاني وإصلاح الاتحاد الأوربي حتى يحصل البريطانيون على خيار مناسب في الاستفتاء". وقال رئيس وزراء بريطانيا "بعد كل شيء لسنا وحدنا الذين نرغب في جعل الاتحاد الأوربي يعمل بشكل أفضل للناس في جميع أنحاء أوربا. وهذا هو ما أنا عازم على القيام به." ويلتقي كاميرون بنظرائه في الاتحاد الأوربي للمرة الأولى منذ الانتخابات في اجتماع يضم قادة في الاتحاد الأوربي وشركائها الشرقيين. وقال وزير الخارجية فيليب هاموند إن "كاميرون يبحث عملية الانخراط مع شركائه في جميع أنحاء الاتحاد الأوربي والبدء في التحدث معهم بشأن برنامج الإصلاح الذي طرحته بريطانيا على الطاولة والذي أيده الناخبون البريطانيون". ويجتمع ديفيد كاميرون بالقادة الأوروبيين للمرة الأولى منذ اكتساحه للانتخابات العامة بداية الشهر الحالي، والذي وصفها بأنها كانت تفويضا من الشعب البريطاني على اعادة تفاوضه مع الاتحاد الأوربي حول شروط عضوية البلاد، قبل الاستفتاء المزمع اجراؤه في نهاية عام 2017. ويسعى كاميرون إلى استعادة بعض السلطات من بروكسل، وعلى رأسها استرداد قدرتها على الحد من هجرة الأوروبيين إلى بريطانيا، وتشديد شروط الاستفادة من المساعدات الاجتماعية على المهاجرين في الاتحاد الأوربي ولا سيما الوافدين من دول الشرق، وهو ما يثير حفيظة دول بولندا ورومانيا والمجر، كما أنه من المنتظر أن يلقى معارضة قوية من دول مثل فرنسا وألمانيا. وواجه كاميرون أمس انتقادات من زعماء الأحزاب بعد أن كشفت احصائيات رسمية وصول عدد المهاجرين الذين دخلوا البلاد في عام 2014 إلى 318 ألف مهاجر، وهو ما يقترب من الرقم القياسي المسجل في عام 2005، والذي بلغ 320 ألف مهاجر. ويخوض كاميرون معركتين لمواجهة تزايد أعداد المهاجرين في البلاد: الأولى بادخال تشريعات جديدة تقلل جاذبية بريطانيا للمهاجرين وتزيد من صعوبة العمل بها بشكل شرعي، إضافة إلى التفاوض مع قادة الاتحاد الأوروبي حول مبدأ حرية الحركة وتقليل أعداد الوافدين من دول أوروبا الشرقية.