«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم يحتفل غدا باليوم العالمي للتنوع البيولوجي
نشر في البوابة يوم 21 - 05 - 2015

يحتفل العالم غدا باليوم العالمي للتنوع البيولوجي 2015 تحت شعار "التنوع البيولوجي من أجل التنمية المستدامة" حيث يبرز موضوع هذا العام أهمية الجهود المبذولة على كل الصعد لوضع أهداف إنمائية مستدامة تكون جزءا لا يتجزأ من جدول الأمم المتحدة لأعمال التنمية للفترة 2015 - 2030 وما يعنية التنوع البيولوجي للتنمية المستدامة.
ويرتبط مصير الإنسانية ارتباطا وثيقا بالتنوع البيولوجي من حيث تنوع الحياة على الأرض، والتنوع البيولوجي هو بذلك أمر أساسي للتنمية المستدامة ورخاء الإنسان، من حيث أنه عامل حاسم نظرا للسلع الأساسية والخدمات الإيكولوجية التي يقدمها في الحد من الفقر .
ويعتمد 3 مليارات نسمة على التنوع البحري والساحلي، في حين يعتمد 1.6 مليار نسمة لكسب معايشهم على الغابات والمنتجات الحرجية غير الخشبية، وبالتالي فإن تدهور الموئل وخسارة التنوع البيولوجي يهددان معايش ما يزيد عن مليار إنسان ممن يعيشون في الأراضي الجافة وشبه الرطبة، ولذا يلزم تطوير خطط شاملة لحماية التنوع البيولوجي بما يحقق التنمية المستدامة وخفض الفقر.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت بموجب قرارها 55/201 في 20 ديسمبر عام 2000، يوم 22 مايو يوما دوليا للتنوع البيولوجي لزيادة الفهم والوعي بقضايا التنوع البيولوجي، وخصص هذا التاريخ تحديدا لإحياء ذكرى اعتماد نص اتفاقية التنوع البيولوجي في 22 مايو عام 1992 بحسب الوثيقة الختامية لمؤتمر نيروبي لإقرار النص المتفق عليه لاتفاقية التنوع البيولوجي.
والتنوع البيولوجي هو مصطلح يطلق على مجموعة متنوعة من الحياة على كوكب الأرض والأنماط الطبيعية التي تكونها، والتنوع البيولوجي كما نرى اليوم هو ثمرة مليارات السنين من التطور شكلته العمليات الطبيعية وبصورة متزايدة التأثير البشري كذلك، ويكون التنوع البيولوجي بذلك شبكة الحياة التي نحن جزء لا يتجزأ منها كما أننا نعتمد عليها اعتمادا كليا.. وغالبا ما يفهم هذا التنوع في إطار التنوع النباتي والحيواني والكائنات الدقيقة، وحتى الآن تم تحديد ما يقرب من 1.75 مليون نوع معظمها مخلوقات صغيرة كالحشرات.
ويقدر العلماء أن هناك ما يقرب من 13 مليون نوع، على الرغم من أن التقديرات تتراوح ما بين 3 إلى 100 مليون نوع، ويشمل التنوع البيولوجي أيضا الاختلافات الوراثية في كل نوع على سبيل المثال، الاختلافات بين الأنواع الجديدة من المحاصيل والسلالات الحيوانية، وتحدد الكروموسومات والجينات والحمض النووي## DNA ## وهي اللبنات الأساسية للحياة ما يفرد كل شخص وكل نوع.
إن حاجتنا إلى أجزاء من الطبيعة التي غالبا ما نتجاهلها هي غالبا حاجة ذات أهمية قد لا تدرك مسبقا، فقد هرعنا عائدين إلى خزانة الطبيعة بحثا عن العلاج للأمراض أو للحصول على جينات قوية من النباتات البرية لإنقاذ محاصيلنا من تفشي الآفات، وأكثر من ذلك، فما يجعل هذا الكوكب صالحا لحياة كل الأنواع بما فيها البشر، هي التفاعلات بين مجموعة متنوعة من المكونات المختلفة للتنوع البيولوجي، فالصحة الشخصية وصحتا الاقتصاد والمجتمع البشري، تعتمد على الإمداد المستمر للخدمات الإيكولوجية المتنوعة التي كان من الممكن أن تكون مكلفة جدا أو أن يكون من غير المحتمل إيجاد بدائل لها، وتتنوع هذه الخدمات الطبيعية تنوعا لا يمكن حصره، فعلى سبيل المثال، لن يكون عمليا إلى حد كبير استبدال ماتقوم به المخلوقات التي تتغذى على بعضها بعضا من مكافحة الآفات أو التلقيح الذي تقوم به الحشرات والطيور في إطار حياتها اليومية.
وتشير تقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الخاصة بالتنوع البيولوجي البحري، حيث تقدم الأسماك 20% من البروتين الحيواني لنحو 3 مليارات إنسان، وتقدم 10 أنواع فقط نحو 30 % من كميات الصيد البحري الطبيعي، كما تقدم 10 أنواع زهاء 50% من إنتاج قطاع تربية الأحياء المائية.
وقد تكلف شبكة من المناطق البحرية المحمية، يهدف منها الحفاظ على 20 إلى 30 % من البحار والمحيطات، ما بين 5 مليارات إلى 19 مليار دولار، إلا أن ذلك يساعد على حماية ما قيمة 70 إلى 80 مليار دولار من المصيد السمكي، بالإضافة إلى توفير خدمات النظم الإيكولوجية البحرية التي تبلغ قيمتها من 4.5 إلى 6.7 تريليون دولار سنويا، كما قدرت القيمة الاقتصادية الوسطية السنوية لمصايد الأسماك، مدعومة بموائل المانغروف في خليج كاليفورنيا، بحوالي 500 37 دولار لكل هكتار من أغصان غابات المانجروف.
وتبلغ قيمة غابات المانجروف كمحمية ساحلية 300 ألف دولار لكل كيلومتر من الساحل.. وتسند المناطق البحرية والساحلية والداخلية تشكيلة واسعة ثرية من التنوع البيولوجي المائي تساهم في تحسين حياة السكان من النواحي الاقتصادية والثقافية والتغذوية والاجتماعية والترفيهية والروحية.
وتقدر مساهمة الحاجز المرجاني العظيم في الاقتصاد الأسترالي ب 6 مليارات دولار أسترالي، بحساب قيمة السياحة وغيرها من أنشطة الاستجمام والصيد التجاري فقط.. كما توفر السياحة المعتمدة على الطبيعة في أفريقيا نفس مبلغ الإيرادات التي توفرها الزراعة والغابات ومصايد الأسماك مجتمعة.
أما التنوع البيولوجي للنباتات، إن التفاوت الموجود بين الكائنات الحية التي تتراوح من الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفطور والكائنات وحيدة الخلية إلى الحيوانات المتوسطة الأكبر حجماً كالقراد والحشرات نابضية الذيل أمر أساسي وضروري للزراعة.
ومن بين 80 ألف نوع شجري، تمت دراسة ما يقل عن 1% لمعرفة إمكانات استخدامه، وتقدم النباتات أكثر من 80% من الوجبة الغذائية البشرية، وتقدم 5 محاصيل حبوب فحسب نحو 60% من الطاقة المتحصل عليها. وقد تمت زراعة نحو 7000 نوع من النباتات عبر التاريخ البشري من أجل الاستهلاك.
وتقدم الغابات، بوصفها أحد أهم مستودعات التنوع البيولوجي اليابسي، سواء منها الغابات الإستوائية والمعتدلة والشمالية ، موائل طبيعية متنوعة جداً للنباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة، وتخزن المنتزهات الوطنية لكندا 4.43 جيجا طن (مليار طن متري) من الكربون، وهي خدمة تقدر قيمتها ما بين 11 مليار دولار إلى 2.2 ترليون دولار اعتمادا على الأسعار السوقية للكربون. وتخزن المناطق المحمية في المكسيك 2.45 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهي أكثر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المكسيك لخمس سنوات، وتقدر قيمتها ب 12.2 مليار دولار. في حين قدر أن القيمة الإجمالية لفوائد المملكة المتحدة السنوية من غاباتها هي في حدود مليار جنيه أسترليني. ويشمل ذلك على الاستجمام (393 مليون جنيه أسترليني)، والتنوع البيولوجي (386 مليون جنيه أسترليني)، والمناظر الطبيعية (150 مليون جنيه أسترليني)، وتنحية الكربون (94 مليون جنيه أسترليني). ولم تشمل التقديرات، التي قامت بها لجنة الغابات البريطانية، قيما مثل مساهمة الغابات في العرض ونوعية المياه العذبة، وتنقية الهواء، والحد من انجراف التربة.
ويشكل التنوع البيولوجي لنحو 35 نوعاً حيوانياً تم تدجينها للاستخدام في الزراعة وإنتاج الأغذية رأس المال البيولوجي الأساسي لتنمية وتطوير الثروة الحيوانية، وهو كذلك حيوي لكل من الأمن الغذائي والتنمية الريفية المستدامة.. وتشير التقارير إلى أن من بين 8300 سلالة حيوانية معروفة، إنقرض 8 %، و 22% يتهددها خطر الإنقراض.. وإن استهلاك صنف ما فوق صنف آخر يمكن أن يصنع الفارق بين الكفاية التغذوية وبين عدم الكفاية.. وتعد الكائنات الدقيقة والفقاريات عاملاً رئيسياً في خدمات النظم الإيكولوجية ، غير أن مساهماتها ما زالت تعاني من قلة المعرفة والتقدير من جانب بني الانسان.
وتشير التقارير إلى أن فقدان التنوع البيولوجي يقلل إنتاجية النظم الإيكولوجية كثيرا، ويقلل بالتالي سلة الطبيعة من السلع والخدمات التي نستخدمها دائما.. كما أنه يزعزع استقرار النظم الإيكولوجية، ويضعف قدرتها على التعامل مع الكوارث الطبيعية مثل الفياضانات والجفاف والأعاصير، فضلا عن تلك التي يتسبب فيها الإنسان مثل التلوث وتغير المناخ. ونحن ننفق بالفعل مبالغ طائلة في التصدي للكوارث التي تفاقمها إزالة الغابات مثل الفيضانات والأضرار الناجمة عن العواصف، ومن المتوقع تزايد هذه الأضرار بسبب الإحترار العالمي، ونتعرض للضرر بصور كثيرة بسبب فقدان التنوع البيولوجي، فالهوية الثقافية متجذرة في البيئة البيولوجية والنباتات والحيوانات هي رموز لعالمنا، يحافظ عليها في الأعلام والتماثيل وغيرها من الصور التي تحدد هويتنا ومجتمعاتنا.. كما أننا نستلهم الجمال والقوة بمجرد النظر في الطبيعة.
وفي حين أن فقدان الأنواع كان دائما ظاهرة طبيعية، إلا أن وتيرة الانقراض تسارعت بشكل كبير نتيجة للنشاط البشري.. فالنظم الإيكولوجية تجزأ أو يقضى عليها، وهناك أنواع لا حصر لها آخذة في الإنقراض أو أنها قد أنقرضت بالفعل.. ونحن نتسبب في أكبر أزمة انقراض منذ الكارثة الطبيعية التي قضت على الديناصورات قبل 65 مليون سنة.. وهذه الإنقراضات لا يمكن عكس مسارها، وتمثل تهديدا لرفاهنا بسبب اعتمادنا على محاصيل الغذاء والأدوية وغيرها من الموارد البيولوجية.. ومن غير الأخلاقي أن ندفع أشكال الحياة الأخرى إلى الإنقراض، وبالتالي حرمان أجيال الحاضر والمستقبل من خيارات البقاء والتنمية.
وتشكل الأخطار التي تتهدد التنوع البيولوجي، حيث لا يزال فقدان الموئل، من خلال التغيرات في استخدام الأراضي وبخاصة تحويل الأنظمة الإيكولوجية الطبيعية إلى أراض زراعية، هو أكبر سبب مباشر لفقدان التنوع البيولوجي، فقد حول 20 إلى 50 % من مجموع مساحة الأحياء البرية 14الموجوة على كوكب الأرض إلى أراض زراعية.. ولا يزال الاستخدام غير المستدام للنظم الإيكولوجية والاستغلال المفرط للتنوع البيولوجي تمثل تهديدات رئيسية، ويستخدم البشر الكثير من الأنواع لتلبية الاحتياجات الأساسية، وتعاني الكثير من الأنواع من التدهور نظرا لاستخدامها على مستويات غير مستدامة أو لحصادها بصور تهدد النظم الإيكولوجية التي تعتمد عليها، وينتشر هذا التدهور على نطاق واسع.
ومن المتوقع أن يغدو تغير المناخ بصورة تدريجية تهديدا كبيرا للتنوع البيولوجي في العقود المقبلة.. فقد لوحظت التغيرات في توقيت الإزهار وأنماط الهجرة، فضلا عن توزع الأنوع بالفعل في أنحاء العالم، وفي أوروبا على مدى40 سنة الماضية، تقدمت بداية موسم النمو بنسبة 10 أيام في المتوسط، ويمكن لهذه النوعية من التغيرات أن تغير في سلاسل الغذاء وخلق تباين في إطار النظم الإيكولوجية التي طورت فيها الأنواع المتعددة فيما بينها اعتمادا متبادلا ومتزامنا، مثل الاعتماد المتبادل القائم بين التعشيش وتوافر الغذاء.. ومن الممكن أن يتسبب نقل النباتات والحيوانات والكائنات الدقية بقصد أو بدون قصد إلى منطقة خارج نطاقاتها الجغرافية الطبيعية في حدوث أضرار كبيرة للأنواع الأصلية التي تتنافس معها على الغذاء أن تتغذى عليها، وبالتالي نشر الأمراض والتسبب في حدوث تغيرات جينية من خلال التناسل مع الأنواع الأصلية، وهو ما سيؤدي بالتالي إلى تعطيل جوانب عدة من شبكة الغذاء والبيئة المادية.
وقد عثر على 530 نوعا غريبا تحمل دليلا ثابتا بالأثر الواقع على التنوع البيولوجي في 57 بلدا جمعت بياناتها، وبمتوسط 50 نوعا لكل بلد في نطاق من 9 إلى 200 نوع غريب.
ويسبب تراكم تلوث الفوسفور والنيتروجين الذي يسببه بشكل كبير فائض الأسمدة الزراعية المتسربة من الأراضي الزراعية ومن المجارير والنفايات السائلة الأخرى، في تراكم طحالب قادرة على الاستفادة من العناصر الغذائية المضافة.. ويمكن أن تكون الطحالب نفسها سامة وتسبب خطرا على الصحة، إلا أن ضررها الأكبر على التنوع البيولوجي هو الذي يسببه عندما تحليلها للأوكسجين أو استخدامه بكميات كبيرة في المياه، مسببة بذلك مناطق موت لا يمكن لاي شكل من أشكال الحياة من البقاء فيها. وقد ارتفع عدد مناطق الموت هذه من 149 منطقة في عام 2003 إلى ما يزيد عن 200 منطقة في عام 2006.. وقد يؤدي استمرار إطلاق الملوثات من المصادر الحضرية والزراعية مجتمعة مع النمو المتوقع في التنمية الساحلية والتكثيف الزراعي، إلى تكاثر عدد مناطق الموت في العقود القادمة، إلا إذا نفذت تغييرات كبيرة في السياسات.
وتعتبر البحار والمحيطات التي تضم ثاني أكبر تنوع بيولوجي في العالم، لا بل يمكن القول إن التنوع البيولوجي البحري يضارع التنوع الموجود في الغابات الأولية والمدارية، ولكن حالة المحيطات في أقطاب العالم الأربعة تتراجع بسبب نشاطات الإنسان، فارتفاع درجات الحرارة ، وارتفاع مستوى البحر (بين 7 و70 مترا في ظل السياسات المتهاونة المعتمدة على الصعيد الدولي حالياً)، والأضرار غير المسبوقة الملحقة بالشعاب المرجانية، واختفاء مستنقعات المياه المالحة وأشجار المانجروف، والتناقص المتسارع للأسماك، والإرتفاع الخطير لمعدلات التلوث، هي بعض المخاطر البالغة التي تحدق بالتنوع البيولوجي البحري وبصحة المحيطات.
ويعتبر أحد أبرز عوارض أزمة التنوع البيولوجي البحري هو حالة صيد الأسماك المقلقة في العالم، حيث تعاني 70% من الأرصدة السمكية في 12 منطقة صيد من أصل 16 منطقة أحصتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من الإستغلال الكامل أو الإستغلال المفرط.. وقد تسرع تربية الأحياء المائية التي تفضل الأسماك آكلة اللحم، انهيار الأرصدة السمكية.. بالإضافة إلى ذلك تعزز زيادة التلوث بأشكاله كافة وتحمض المحيطات بسبب التغير المناخي وامتصاص المحيط لثاني أوكسيد الكاربون، خسارة التنوع البيولوجي البحري ونفوق المرجان المبرمج إن جاز التعبير، ففي آسيا مثلا 80 % من الشعب المرجانية معرضة للخطر وقد تختفي بحلول العقدين القادمين.
ويشكل زوال أشجار المانجروف، خصوصاً بسبب الإضفاء المتنامي للطابع الإصطناعي على الشواطئ، والتنمية الحضرية والسياحية، والإستغلال المفرط، مأساة أخرى من مآسي التنوع البيولوجي لأنها كانت البيئة البحرية الأغنى بهذا التنوع.
وتجدر الإشارة إلى أن 70% من أشجار المانجروف الآسيوية سبق أن اختفَت، فيما يمكن أن يلقى ما تبقى منها المصير نفسه بحلول العام 2030.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.