إبراهيم عبد المجيد.. صيّاد اليمام

"قليل جدًا من الكتاب من قدم لنا شيئًا في هذا الموضوع، ربما لأن ذلك من الأسرار التي يصعب الكشف عنها لما تحمله من معان صوفية أو سحرية، وربما لأن الكُتّاب بعد أن يكتبوا أعمالهم تنقطع صلتهم بها تمامًا، وقد تصل المسألة بالكاتب إلى أنه لا يريد أن يعود إلى عمل انتهى منه"..
تصّدرت العبارة الكتاب الأخير "ما وراء الكتابة.. تجربتي مع الإبداع" للكاتب والروائي المصري إبراهيم عبد المجيد، والذي فازت أحدث رواياته "أداجيو" اليوم بجائزة كتارا للرواية العربية.
ولد إبراهيم عبد القوى عبد المجيد خليل في الثاني من ديسمبر عام 1946 في مدينة الإسكندرية، وهي المدينة التي ارتبط بها بقية حياته حتى الآن، وخلّدها في ثلاثيته الشهيرة، وحصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1973، وفي العام نفسه انتقل إلى القاهرة ليعمل في وزارة الثقافة.
مثّلت رواية عبد المجيد الأولى "في الصيف السابع والستين" انطلاقه في عالم الأدب، وأعقب ذلك روايات أخرى منها "ليلة العشق والدم، البلدة الأخرى، صياد اليمام، في كل أسبوع يوم جمعة"، وثلاثيته الشهيرة عن مدينته "لا أحد ينام في الإسكندرية، طيور العنبر، والإسكندرية في غيمه"، و"هُنا القاهرة" التي تم ترشيحها هذا العام لجائزة الشيخ زايد الأدبية، وكذلك"بيت الياسمين" التي مثّلت له قيمة خاصة جعلته يُطلق اسمها على دار النشر التي أنشأها بالقاهرة عام 2010.
ترجمت روايته "البلدة الأخرى" إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، كما ترجمت روايته "لا أحد ينام في الإسكندرية" إلى الإنجليزية والفرنسية، و"بيت الياسمين" إلى الفرنسية؛ وتعرّضت رواية "برج العذراء" والتي أصدرها عام 2003 عن دار الآداب اللبنانية إلى المنع من النشر في القاهرة بسبب محتواها السيريالي الذي احتوى على مشاهد جنسية - حسب قرار المنع - وظلّت خارج مصر إلى أن أُعيد نشرها بالقاهرة في دورة معرض الكتاب هذا العام؛ كذلك نُشرت له خمس مجموعات قصصية هم "الشجر والعصافير، إغلاق النوافذ، فضاءات، سفن قديمة، وليلة انجينا".
تولى عبد المجيد الكثير من المناصب الثقافية منها اختصاصي ثقافي بالثقافة الجماهيرية، مستشار بإدارة المسرح بالثقافة الجماهيرية، مستشار بهيئة الكتاب، مدير عام إدارة الثقافة العامة بالثقافة الجماهيرية، رئيس تحرير سلسلة كتابات جديدة بالهيئة المصرية العامة للكتاب، ومدير عام مشروع أطلس الفولكلور بالثقافة الجماهيرية؛ إلى أن قرر التقاعد من المناصب الحكومية والاكتفاء بالكتابة.
حصل عبد المجيد على عدد من الجوائز المهمة منها جائزة نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن "البلدة الأخرى" عام 1996، جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب لأحسن رواية عن "لا أحد ينام في الإسكندرية" في العام نفسه، جائزة الدولة للتفوق في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2004، جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2007، إضافة إلى جائزة كتارا للرواية العربية التي حصل عليها اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة.