أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز استمرار وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعب اليمني ليستعيد موقعه الطبيعي في محيطه العربي. جاء ذلك في كلمة خادم الحرمين الشريفين إلى مؤتمر الرياض "من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية" في ختام أعماله والتي ألقاها الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني. وأكد خادم الحرمين الشريفين الحرص الكبير والاهتمام البالغ الذي توليه المملكة العربية السعودية ودول التحالف بالشأن اليمني انطلاقا من العلاقات التاريخية والأخوية التي تربطهم، وعلى الأهمية البالغة التي اكتسبها مؤتمر الرياض كونه يضم مختلف مكونات وأطياف الشعب اليمني الذين التقوا حاملين معهم آمال الشعب اليمني في التوافق والتصالح لبناء الدولة الحديثة وتدعيم أسس السلام والحوار وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن. وقال إن المملكة العربية السعودية ودول التحالف قد شرعت بالاستجابة الفورية لطلب الحكومة اليمنية الشرعية الممثلة في الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بإنقاذ اليمن وحماية شعبه وشرعيته وفقا لمبدأ الدفاع عن النفس لحماية مكتسبات الشعب اليمني وانجازاته التي تضمنتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل المدعومة بقرار مجلس الأمن رقم (2216)، متطلعا بأن تسهم عملية إعادة الأمل بتكاتف الأشقاء والأصدقاء في تحقيق الاستقرار تمهيدا لبدء المشروع التنموي في اليمن. كما أكد حرص المملكة العربية السعودية على تحسين أوضاع المقيمين في السعودية بصورة غير نظامية من أبناء اليمن، متمثلة بإصدار أوامر للجهات المختصة بتصحيح أوضاعهم والسماح لهم بالعمل لتخفيف الأعباء عليهم ولتمكينهم من العيش بكرامة بين أهلهم وإخوانهم، مؤكدا على استمرار المملكة العربية السعودية في تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية وتسهيل وصولها للشعب اليمني، وتخصيص المبالغ اللازمة لتسهيل عودة اليمنيين العالقين إلى ديارهم. وقد صدر عن المؤتمر إعلان الرياض الذي تضمن مبادئ تعبر عن رأي القوى والمكونات المشاركة في المؤتمر، وتعكس ما يتطلع إليه الشعب اليمني من آمال وطموحات لبناء دولة حديثة تنعم بالأمن والاستقرار والسلام. وأكدت بنوده على تبني رؤية وطنية عملية جادة لاستعادة الدولة وإعادة ترتيب علاقتها الإقليمية والدولية على النحو الذي يلبي طموح أبناء الشعب اليمني في بناء دولة اتحادية ديمقراطية حديثة تنشد العدالة وتقوم على المواطنة المتساوية بكل أبنائه، وتعزز من دور اليمن في محيطه الخليجي والعربي، وتحقيق الأمن الإقليمي وتفاعله الإيجابي مع بقية أعضاء الأسرة الدولية. ويهدف الإعلان إلى المحافظة على أمن واستقرار اليمن في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب وإنهاء ما ترتب عليه واستعادة الأسلحة والمعدات المنهوبة وتسليمها إلى الدولة، كما يهدف إلى بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اليمنية، وإيقاف عدوان قوى التمرد حقنا للدماء والوصول لليمن إلى بر الأمان.. إضافة إلى استئناف العملية السياسية وبناء الدولة الاتحادية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وتجنيب اليمن أن تكون مقرا لجماعات العنف والتنظيمات الإرهابية ومرتعا لها وضمان ألا يكون اليمن مصدرا لتهديد أمن الدول المجاورة واستقرارها واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لتحقيق ذلك. وشارك في المؤتمر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ونائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد بحاح، ووفود رسمية من دول مجلس التعاون، وسفراء دول مجموعة الأربعة عشر، وممثلون عن كافة الأطراف والقوى السياسية وأطياف الشعب اليمني والمقاومة الشعبية.