بمناسبة مرور إثني عشر عاما على أحداث السادس عشر من مايو 2003 بمدينة الدار البيضاء .. كبرى مدن المغرب ، والعاصمة الاقتصادية للبلاد .. أحيا أبناء المدينة أمام النصب التذكاري للضحايا بساحة محمد الخامس .. الذكرى المؤلمة ..حيث رفع الأطفال والنساء والشباب شعارات تندد بالإرهاب وتدعو إلى المحبة والسلام. وقد ألقت ذكرى هذه الأحداث الدامية بظلالها على الشراع المغربي.. حيث قالت سعاد الحمال، رئيسة اللجنة المغربية لضحايا الإرهاب والتي فقدت في هذه الأحداث زوجها ونجلها.. وهى باكية العين ..إن هناك أشياء كثيرة تغيرت الآن على مستوى اسر الضحايا، وعلى مستوى الدولة المغربية. وأضافت في اتصال هاتفي مع القناة الثانية للتليفزيون المغربي اليوم إن الإجراءات والتدابير الأمنية التي اتخذتها السلطات المغربية ، أدت إلى تقليص الهجمات الإرهابية وتراجعها بشكل كبير ..لافتة إلى انه لايزال هناك أوكار غير مرئية تعمل على تسميم أفكار الشباب واستقطابهم . وطالبت الأجهزة المعنية في الدولة من رجال دين وإعلام ومؤسسات تعليمية وتربوية إلى ضرورة التصدي للأفكار المتطرفة وتحصين الشباب منها والتصدي للأفكار المتطرفة والدعوة إلى السلم وقبول الآخر. ويقول علماء النفس إن 80 % ممن تم تجنيدهم جاءت عبر شبكات التواصل الاجتماعي والشبكة العنكوبتية " الانترنت " . وكشفت تفجيرات السادس عشر من مايو 2003 الوجه القبيح للإرهاب الذي استهدف الآمنين ..وعقب وقوع هذه الهجمات تم تأسيس قناة محمد السادس للقرآن الكريم ، وإنتاج العديد من البرامج الدينية إلى تدعو إلى السلوك القويم ..والتصدي للتطرف والأفكار المتطرفة ونشر أفكار التسامح والتعايش وتقبل الآخر ومحاربة التعصب والغلو والتطرف الفكر ، ويرى علماء النفس ضرورة إجراء مراجعات داخل السجون والمعتقلات ..حيث يرون أن العنف لايولد إلا العنف ، وذلك من خلال اللجنة الوطنية للمراجعة داخل السجون باعتبار هذه الخطوة مهمة للمصالحة ن واعتماد مراقبة تصالحية مع المعتقلين وداخل المعتقلات .. حسبما يرى نائب الامين العام لحزب النهضة والفضيلة في المغرب - محمد عبد الوهاب - والمعتقل السابق. وأكد على ضرورة تقوية وتعزيز الهوية الوطنية مما يجعل البنية الفكرية للتطرف هشة ..معتبرا أن الهوية الإسلامية تقدم بشكل متضخم مما يقلل من الهوية الوطنية . وعزا العامل الثاني للتطرف إلى "التهميش " ..تهميش الشباب ..حيث يجد الشاب نفسه من خلال الخطاب المتطرف زعيما وأميرا ...مما يجعل الشباب لقمة سائغة للتطرف . وأفادت تقارير بأن حوالي ألف ومائتي مغربي انضموا لتظيم داعش الإرهابي المسلح توجهوا للحرب في سوريا والعراق . وغالبيتهم من شمال المغرب من طنجة وتطوان ..منهم من لقي حتفه في المعارك ، ومنهم من عاد ليوضع في غياهب السجون. وتفيد آخر التقارير بأن هناك تراجعا كبيرا اعتبارا من العام الجاري في صفوف الشباب الملتحقين ب "داعش " حيث هنالك إجراءات أمنية مشددة بالتعاون مع إسبانيا على مراقبة نقاط الحدود المشتركة على السواحل المغربية .حيث تم تفكيك مجموعة من الخلايا . ويرى نور الدين الزاهي ، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس ان ما أسماها ب" ثقافة الأمل المفقود " أحد العوامل المغذية للتطرف ، خاصة وان الشباب الذين ينضمون للجماعات الإرهابية في العشرينيات من عمرهم . يذكر أن تفجيرات الدار البيضاء التي شهدتها تلك المدينة في مثل هذا اليوم السادس عشر من مايو منذ اثنى عشر عاما ، تعد أسوأ هجمات دموية في تاريخ المغرب. وأتى منفذو الهجوم من منطقة " سيدي مؤمن " إحدى الضواحي الفقيرة بالدار البيضاء . وأشارت أصابع الاتهام إلى جماعة " السلفية الجهادية " بالوقوف وراء الهجمات ..حيث اعتقل أكثر من ألفى شخص ..فيما لم تتبنى أى جهة مسئوليتها عن التفجيرات حتى الآن. ومنفذو التفجيرات بلغ عددهم 14 شخصا استهدفوا عدة أماكن في تلك الليلة ، حيث هاجموا مطعما اسبانيا وقتلوا حارسه ..ثم اندفعوا داخل المطعم وفجر عدد منهم نفسه داخل المطعم مما أودى بحياة عشرين شخصا من النزلاء.. ثم انطلق عدد منهم إلى الهدف الثانى وهو فندق " فرح " فندق خمس نجوم بالمدينة " وأسفر الهجوم عن مقتل البواب وحامل الحقائب . وفي تفجير آخر استهدف مقبرة يهودية قيتل ثلاثة أشخاص ..واستهدف مهاجمان آخران المركز الاجتماعي اليهودي في المدينة ..لكن لم يصب أحد لان المركز كان مغلقا آنذاك . ثم هجوم آخر تعرض له مطعم إيطالي وآخر قرب القنصلية البلجيمية التي تبعد بضعة أمتار عن المطعم ، مما أدى إلى مقتل رجلى شرطة مغربيين . وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل إثني عشر من المهاجمين " منفذو الهجمات " ..فيما أسفر عنها مقتل 31 مدنيا معظمهم مغاربة وبينهم 8 أوروبيين - بينهم 3 إسبان ..وأصيب في العمليات أكثر من مائة شخص . وقد أدان الهجومات زعماء العالم ..و لازالت ذكرى هذه الأحداث الأليمة تلقي بظلالها .