دار موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد جنوبسيناء، حول الدروس والعبر من رحلة الإسراء والمعراج. وفي مسجد الرحمن بمنطقة الهضبة في مدينة شرم الشيخ، ألقى خطبة الجمعة الشيخ جلال شريف وكيل مديرية أوقاف جنوبسيناء ومدير الدعوة. استعرض شريف الدروس والعبر المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج، ومنها الاطلاع على قدرة الله تعالى، موضحا أن القدرة الإلهية التي خلقت هذا الكون الكبير، لن تعجز عن حمل بشر إلى عالم السماء، وإعادته إلى الأرض، في رحلة ربانية معجزة لا يدري كيفيتها بشر؛ فالإسراء: آية من آيات الله تعالى التي لا تُعَدُّ ولا تحصى، وهو انتقال عجيب بالقياس إلى مألوف البشر؛ ولهذا فقد أثار كفار قريش حوله جدلًا طويلًا، وتساؤلات كثيرة. ولا يخفى على كل ذي بصيرة أن الله تعالى واضع نظام هذا الكون وقوانينه، وأن من وضع قوانين التنفس والجاذبية والحركة والانتقال والسرعة وغير ذلك، قادر على استبدالها بغيرها عندما يريد ذلك. كما أكد شريف أن الإسراء والمعراج معجزة عظيمة من معجزات النبي، مشيرا أن الله أكرم نبيه محمدًا برحلة لم يسبق لبشر أن قام بها، فقد شاهد من آيات ربه ما لا يمكن لبشر أن يراه إلا عن طريق العون الإلهي، ووصل إلى مستوى يسمع فيه كلام الله تعالى الأزلي الأبدي الذي لا يشبه كلام البشر، فقد منحه الله في هذه الرحلة عطاءً روحيًّا عظيمًا؛ تثبيتًا لفؤاده، ليتمكن من إتمام مسيرته في دعوة الناس إلى طريق الحق والهداية وهذا كله تأكيدا على فضل ومكانة سيدنا محمد. وأشار شريف إلى أن الظروف التي تمر بها الأمة الإسلامية حاليا مشابهة للظروف التي عاصرها الرسول عليه الصلاة والسلام قبل رحلة الإسراء والمعراج والتي جاءت تفريجا للكروب والشدائد، مؤكدة على ضرورة الاستفادة من دروس الإسراء والمعراج بالتمسك بوحدة الأمة لمواجهة المتغيرات الراهنة.