أكد الشيخ نشأت زارع إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، إننا في أشد الحاجة اليوم للاستفادة من الذكريات الإسلامية في واقعنا اليوم حيث تأتي الذكرى في هذه الأيام والمسلمون غارقون في الاختلاف والتشرذم والعنف والفرقة التي نهي الله عنها، كما قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا)، كما نهي صاحب الذكري النبى صلى الله عليه وسلم عن التشرذم والتفرق والتنازع الذي يؤدي إلى اضعاف الأمة وهوانها بين الأمم. جاء ذلك خلال خطبة الجمعة اليوم بعنوان ((دروس من الإسراء والمعراج)).. مشيرا إلى أن الإسراء والمعراج يقدم لنا نموذجا جيدا لوحدة الأنبياء جميعا فصلاة النبي بالأنبياء جميعا هي وحدة لهم في دعوتهم فالكل جاء بالتوحيد الخالص من عند الله عز وجل، الأنبياء إخوة ودينهم واحد يقول تعالي: (وما أرسلنا قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) فصلاة النبي بالأنبياء إماما إعلانا لعالمية الإسلام. وأضاف، أن الإسراء والمعراج معجزة إلهية جاءت لتأكيد عالمية الإسلام وإمامة الرسول للأنبياء والرسل وتحقيق وحدة الإنسانية، فالرسول صلى بالأنبياء إماما وهذا له دلالة أن البشرية بأكملها بينها وحدة ومقاصد مشتركة (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) وقول النبى ص (كلكم لادم وادم من تراب)، وهذا أيضا يرسخ فينا ثقافة التعايش والتكامل والتعارف وتبادل المنافع التي عبر عنها القرن (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ). وأوضح أن أول درس من دروس الاسراء أن اختلاف العقائد ليس للعداء ولا للكراهية ولا للتباغض والقتال والمعارك، وإنما للتعارف والتعايش والتكامل وتبادل المعلومات والمنافع من دروس الإسراء أيضا وجوب وفرضية إصلاح الأمة وجمع شملها التي فرقتها السياسة والطائفية والمذهبية، وانتشر فيها العنف والحروب والكراهية وسفك الدماء والتشدد والتطرف وبالتالى تدنى مستوى المعيشة والفقر والجوع والطبقية والعنصرية وهذه أمراض قل أن تنتشر في امة الا ودمرتها وجعلتها إثرا بعد عين وماظلمهم الله، ولكن كانوا انفسهم يظلمون وليوقن الجميع (أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم). وأكد أنه من دروس الإسراء، أن الحياة ليست مفروشة بالحرير ولكن الرسول تعرض للسنن والأسباب والايذاء من السفهاء وموت الزوجة والعم السندان له ومع ذلك تحمل وواجه الحياء بكل شدائدها بقوة الايمان والأخذ بالأسباب حتى كانت المنحة بعد المحنة والتكريم بعد الايذاء والفرج بعد الشدة، وهذا درس لنا أيضا في واقعنا أن الحياة تحتاج إلى التحمل والعمل والارادة واحترام سنن الارض وقوانين الدنيا حتى نستطيع أن نسير في هذه الحياة بأمان وسلام. وأشار إلى أن الإسراء والمعراج تذكرنا بان العبودية لا تكون الا لله تعالي، ولذلك جاءت الأية (سبحان الذي اسرى بعبده) بلفظ بعبده في الآية، ولم يقل بنبيه حتى يبين للأمة فضل وشرف العبودية لله تعالي فأنت عبد لله وليس لأفكار أحد وليس عبدا لقائدك أو رئيس جماعتك اعطاك الله العقل وميزك به، وقال (واياى فاعبدون) فلاتكن اسيرا لأفكار مغلوطة وتدين سطحى مغشوش وتترك نفسك وعقلك لغيرك يفكر لك وانت تابع له بل فكر انت وأعمل عقلك. وأضاف، أن آخر دروس الاسراء، هو أهمية الأماكن المقدسة، فالمسجد الأقصى كالمسجد الحرام والقدس كمكة والرحلة كانت من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى هناك رباط بينهما والتفريط في المسجد الأقصى كمن فرط في المسجد الحرام، وهو الترمومتر والمؤشر لقياس قوة الامة أو ضعفها فاذا كان المسجد الأقصى مع المسلمين فالأمة قوية والعكس صحيح إذا كان مع غيرها فالامة ضعيفة متفرقة متشرذمة ولكى نستعيده علينا أن نجمع شملنا أولا ونتوحد وننتج غذائنا ودوائنا وسلاحنا ولانكون عالة على أحد. وطالب زارع بأن نأخذ العبرة من إسرائيل واعود بكم إلى القرن ال19، وبالتحديد عام 1897 وفى مؤتمر بال بسويسرا، حينما قرر الصهاينة انشاء وطن قومى لليهود كان اختيارهم من بين 5 دول: موزمبيق --الكونغوا -جنوب أفريقيا -سيناء -فلسطين، وتجول حاخاماتهم على هذه الدول، فاستقروا على فلسطين وقالوا: العروسة جميلة أي فلسطين؛ ولكنها متزوجة أي متزوجة شعبها، ومن القرار إلى التنفيذ لم يستغرق 51 عاما أي في عام 1948 أنشأوا دولة وكانت تسمى ونحن صغار إسرائيل المزعومة إلى دولة الآن خامس دولة تصدر سلاح في العالم، وتساقطت الدول العربية دولة بعد أخرى بسبب الصراع السياسي وانتشار أمراض الطائفية والمذهبية دون أن تتكلف إسرائيل دولارا واحدا أو نقطة دم، فهنيئا لك يا إسرائيل انتشار الطائفية والمذهبية والقبلية والصراعات السياسية بين جيرانك العرب؛ لتعيشي انت في سلام وأمان ويعيشون هم في حروب أهلية وعنف وكراهية وتراجع حضارى واقتصادى.