تفتتح مساء اليوم، الأربعاء، وقائع الدورة الثامنة والستين من مهرجان «كان» السينمائى الدولى، بالفيلم الفرنسى «منتصب القامة» إخراج إيمانويل بيركو، وتمثيل النجمة كاترين دينيف وسارة فورستير ورود بارادو وبينوا ماجيميل. الفيلم هو ثانى عمل يفتتح المهرجان تقوم بإخراجه امرأة، وأول فيلم فرنسى يفتتح به المهرجان منذ عشر سنوات. حسب الأخبار الأولىة، فإن فيلم الافتتاح يدور حول شاب مراهق منحرف، تقوم اثنتان من الإخصائيات بمحاولة إنقاذه من التطرف. الفيلم، كما أشار مدير المهرجان، تيرى فيرمو، يعتبر اختيارًا غريبًا للافتتاح الذي جرت العادة على أن يكون فيلمًا ضخم الإنتاج مرصعًا بالنجوم. حسب الأخبار أيضا اختارت إدارة المهرجان الفيلم الوثائقى «الثلج والسماء» للمخرج لوك جاكو كفيلم الختام، وهو يتناول التغيرات المناخية الحادة التي تسببت فيها الممارسات الضارة بالبيئة من قبل معظم الدول والناس. من الواضح أن مناخًا من الجدية والتشاؤم يغلب على المهرجان، ربما يكون نتاجًا لحادث صحيفة «شارلى إبدو» وما تلاه من توترات سياسية وأزمات اقتصادية تضرب فرنسا وكثيرًا من دول أوربا. يكرم المهرجان كالعادة عددًا من عمالقة الفن السينمائى الراحلين والأحياء، أبرزهم المخرجة الفرنسية آنييس فاردا، صاحبة ال87 عامًا، والعديد من الأفلام التي تعد علامات في السينما الفرنسية والعالمية مثل «كليو من 5 إلى 7»، «الصعلوك»، «جاكو من مدينة نانت» وأخيرًا «شواطئ أنييس» الذي قدمته عام 2008 بمناسبة بلوغها الثمانين. فاردا ستمنح سعفة ذهبية شرفية، وهى جائزة ابتدعها المهرجان منذ عدة سنوات لتكريم بعض الأسماء الكبيرة في السينما العالمية التي لم تحصل على السعفة الذهبية، وقد حصل عليها من قبل أسماء بحجم وودى آلان، بيرناردو بيرتولتشى وكلينت إيستوود. يكرم المهرجان أيضًا اسم المخرج والمؤلف والممثل الراحل أورسون ويلز، بمناسبة مرور قرن على ميلاده، كما يكرم أسماء كلًا من السويدى انجمار بيرجمان والسنغالى عثمان سيمبين والفرنسى مارسيل بانول والبرتغالى مانويل دى أوليفييرا، الذي رحل عن عمر مائة وسبعة أعوام منذ عدة أشهر، وهو أكبر معمر في تاريخ السينما. كذلك يكرم المهرجان الأمريكيين المخرج سيدنى لوميت والنجم ستيف ماكوين. يحتفى المهرجان أيضًا باسمى اثنين من أكبر المخرجين في تاريخ السينما، وهما البريطانى ألفريد هيتشكوك والفرنسى فرانسوا تروفو. ومن المعروف أن تروفو أجرى حوارات مطولة مع هيتشكوك ضمها في كتاب يعد واحدًا من أهم الكتب السينمائية، وبمناسبة تكريم الإثنين يعرض المهرجان فيلمًا وثائقيًا عن العلاقة بينهما. بجانب التكريمات يستضيف المهرجان المخرج والمؤلف الأمريكى اللامع والمتميز، وودى آلان، ويعرض آخر أفلامه «رجل غير عقلاني» خارج المسابقة، والذي يعرف عنه أنه يرفض المشاركة في المسابقات، وفى تصريح لمدير المهرجان، تيرى فيرمو، حول مشاركة وودى آلان قال إنه بمجرد أن لمح لإمكانية ضم الفيلم إلى مسابقة المهرجان استغرق آلان في ضحك هيستيرى فلم يجرؤ على الكلام في الموضوع مجددا. رجل وامرأتان من العالم العربى في لجان تحكيم «كان» حسب معلوماتى ومتابعاتى، فإن المهرجانات الدولية الكبرى تبذل جهدًا كبيرًا من أجل الحصول على أفلام تمثل كل القارات والبلاد والشعوب، حتى لو ضحت أحيانا بمعيار التميز الفنى من أجل تطعيم مسابقات المهرجان بفيلم من بلد نام أو صغير على الساحة السينمائية. وفى ظل الغياب الغريب والمريب للسينما العربية من مغربها إلى مشرقها في الدورة الحالية من مهرجان «كان»، يبدو أن إدارة المهرجان حاولت تعويض هذا الغياب من خلال اختيار بعض العرب في لجان التحكيم المختلفة. أول عربى وقع عليه الاختيار كان المخرج الموريتانى عبدالرحمن سيساكو، الذي اختير لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة الطلبة «سينفونداسيون» والأفلام القصيرة. سيساكو مخرج كبير سبق له الحصول على جائزة مسابقة «نظرة ما» في مهرجان «كان» عن فيلمه «في انتظار السعادة» عام 2002، كما شارك في مسابقة المهرجان العام الماضى بفيلم «تمبكتو» الذي كان مرشحًا بقوة للحصول على جائزة، والذي رشح لأوسكار أفضل فيلم أجنبى لعام 2014، لينضم إلى فيلمى «الجنة الآن» و«عمر» للمخرج الفلسطينى هانى أبوأسعد، وهى الأفلام العربية الوحيدة التي وصلت فعلًا إلى الترشيحات النهائية للأوسكار، يضاف إليها فيلم «الميدان» للمخرجة جيهان نجيم، الذي مثل مصر في أوسكار أفضل فيلم وثائقى. المسابقة الأخرى في مهرجان «كان» التي تضم محكمين عربًا هي قسم «نظرة ما» والتي تضم كلًا من المخرجتين اللبنانية نادين لبكى والسعودية هيفاء المنصور. نادين لبكى، كما هو معروف ممثلة ومخرجة «كليبات» وأفلام، منها فيلم «سكر بنات» الذي شارك في مهرجان «كان» منذ عدة سنوات، أما هيفاء المنصور التي تقيم خارج السعودية حاليًا فقد قامت بإخراج عدد من الأفلام القصيرة قبل أن تقدم منذ عامين فيلمها الروائى الأول «وجدة» الذي حصل على عدد من الجوائز الدولية، وكاد يصل إلى الترشيحات النهائية لأوسكار أفضل فيلم أجنبى. مسابقة «نظرة ما» تضم أيضا الممثل الفرنسى، الجزائرى الأصل، طاهر رحيم، الذي لعب بطولة فيلم «نبي» منذ عدة سنوات. ويترأس اللجنة الممثلة والعارضة الشهيرة إيزابيلا روسيللينى. النسخة الورقية