ساعات قليلة تفصلنا عن النتيجة النهائية لجائزة البوكر العربية، التي ينافس عليها ست روايات من السودان والمغرب ولبنان وفلسطين وسوريا وتونس والتي أُعلنت يوم الجمعة الموافق 13 فبراير الماضي، والروايات هي "شوق الدرويش" للسوداني حمور زيادة و"ممر الصفصاف" للمغربي أحمد المديني و"طابق 99" للبنانية جنى فواز الحسن و"حياة معلقة" للفلسطيني عاطف أبو سيف و"ألماس ونساء" للسورية لينا هويان الحسن، و"الطلياني" للتونسي شكري المبخوت. ونقلًا عن موقع "الجائزة" ننشر حوارًا مع الكاتب المغربي أحمد المدينى المرشح في القائمة القصيرة: - أين كنت عند الإعلان عن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية؟ وماذا كان رد فعلك؟ كنت يوم إعلان القائمة القصيرة للجائزة في مدينة الرباط، عاصمة المملكة المغربية. استيقظت باكرا صباح يومه، ركبت قطار الساعة التاسعة من محطة أكدال، المتجه إلى مدينة الدار البيضاء، محطة البيضاء الميناء. هنا لم تبق لي إلا مسافة قصيرة جدا لأبلغ فندق روايال مونسو، حيث سينتظم حفل الجائزة. أذكر أني وصلت متأخرا بعض الشيء، إذ تناولت في الطريق قهوة، وحين وصلت إلى بهو الفندق وجدته مقفرا فقلقت، ثم وجدت من أرشدني إلى الطابق الأول، حيث القاعة التي تحتضن الحفل. كانت قاعة كبيرة، غاصّةً بالحاضرين، مدعوين وأدباء وصحفيين، وفي عمقها منصة طويلة خلفها من افترضت أنهم أعضاء لجنة التحكيم، فأخذت لي مقعدا أذكر في الصف الثالث قبل الأخير، ومن حسن الحظ لم يفتني شيء، إذ انطلق المجلس مباشرة بخطاب لوزير الثقافة المغربي، ثم تتالت التدخلات، لتصل إلى لحظة الذروة، أي ليعلن رئيس لجنة التحكيم، الذي سنعرف للتو أنه الشاعر الأستاذ مريد البرغوثي، أسماء، بالأحرى، كما ارتأى ومعه أعضاء اللجنة، عناوين الروايات الفائزة مقرونة بالترتيب الأبجدي لأسماء مؤلفيها. يا لها من لحظة تلك، لا بد أن يدخل المرء في جلد شخصية ليصفها، وإحساس الشخصية وانفعالها بها وإبّانها. إنما عموما وبما أننا في هذا المقام الذي لا يحتمل هذه المناورة الفنية، أقول إنني ابتهجت كثيرا بإعلان بلوغ روايتي إلى القائمة القصيرة، واعتبرت هذا تقويما وتثمينا إيجابيين جدا لها، للجهد المبذول فيها، رؤيةً ومعنىً وفنا، وبموازاة هذا شعرت بامتنان كبير للجنة التحكيم التي يرجع إليها فضل الوصول إلى مكامن العمل، وتقدير جدارته الفنية. نعم، هي لحظة قوية في حياتي الأدبية، خاصة وأنها تتم في مدينة الدار البيضاء التي شهدت صباي ويفاعتي وقسما من عنفوان شبابي، قد ابتهج لهذا الفوز الحاضرون جميعا، وكان طقسا احتفاليا حقا. - لماذا تكتب؟ هذا سؤال لا أعرف حقا الإجابة عليه، ولو كنت موقنا بأقل نسبة من الوضوح تجاهه لما أظنني سطرت كلمة واحدة منذ هذياني الأول، وليس لي عليه من جواب للوهلة الأولى إلا ما قاله جرير وقد سمع رائية عمر ابن ربيعة الشهيرة:" ما زال هذا الفتي [أو القرشي] يهذي حتى قال شعرا". وللتذكير فمطلع الرائية هو:" أمِن أل نُعْمٍ أنتَ غادٍ فمُبكِرُ/ غَداةَ غَدٍ أم رائحٌ فمُهَجِّرُ". أحيانا يراودني وهْمُ أو زعمُ انني أكتب أو أتصدى لخلل، أو أكمل نقصا في الوجود، فضلا عن تلك العبارات والمستنسخات التي يرددها الأدباء في مثل هذه المناسبات من أنهم يعبرون عن شعورهم، أو واقع شعوبهم، أو الدفاع عن قضايا(كذا) مما هو معقول وممكن، بل ومطلوب، خاصة منا نحن، معشر المنتمين إلى الشعوب المقهورة. أحسب دائما أن هناك مشاعر ملتبسة في النفس، وخلفيات ثاوية في الذهن، في العقل، تضطرم وتتفاعل، وتقود الكاتب إلى القول، وتنساق في مسار يتبلور ويتحدد تدريجيا بنَسَق فني، وهمّ إنساني ومجتمعي في آن. أمِيل كثيرا للحسم في هذا السؤال إلى ما قاله الشاعر الألماني ريلكه (أنظر ترجمتنا ل"رسائل إلى شاعر شاب"، دار أزمنة، عمّان، 2005) وهو يرد على سؤال الجندي كابوس، يسأله النصح والرأي حول شعر أرسله إليه، ويريد معرفة هل من الضرورة أن يستمر؛ جاء رد صاحب مرثاة دوينو مفحِما بما معناه أن عليك أن تساءل نفسك أولا:" هل أنا حقا مضطر إلى الكتابة؟ هل هي مسألة حياة أو موت؟ فإن نعم فواصل، أو فدع". أظن أن هذا السؤال هو ما انفك ريلكه يوجهه إلى نفسه في مساره الشعري الغني والمضطرم، والباحث عن عزلة شبه مطلقة، وانتظارت لا تنتهي، فيا له إذن من سؤال حارق ومستحيل! هل لي أن أضيف بأن كل كاتب أصيل، أي غير عابر سبيل، يرجئ الإجابة على هذا السؤال ليؤجل ميقات موته، ويتحايل بذا على الزمن، ذلك أنه إن أجاب بوضوح سيكون عندئذ قد عرف، وإن عرف ظهر المعنى لديه واكتمل، وكل كمال هو نهاية، نعم البحث عن الكمال في الجمال مسعى مضطرد لدى الفنان، وهو يؤرقه دائما، ولكنه يعي ويتعذب في أن فيه أيضا فناءه، فليبق في منطقة الالتباس والبحث الدائم، لخَيرٌ من الزوال، من الفناء. - لمن تكتب؟ ربما كان هذا السؤال من قبيل سابقه نوعا ما، وإن اقتضى ويستوجب وضوحا أكثر. عليّ أن أقول إنه لا يرِد في مستهل تجربة الكاتب، وإنما حين يحس شيئا فشيئا أنه اجتاز مراحل المخاض الأولىة، وأن الكتابة بدأت تُسلس قيادها له، وهي جزءٌ من حياته، إن لم تصبح هي الحياة. بعبارة أخرى يأتي السؤال بالانتقال إلى وعي ونضج متلازمين مع المشروع الشخصي، وفيه تلتقي عوامل وعديد حوافز وجاذبيات، لا مجال لشرحها هنا. على العموم، لا مناص لأي كاتب جدي، محترف، من مواجهة هذا السؤال، لأنه يقوده في خط ومنهج ومادة وأفق عمله، ولأنه لا يمكن أن يكتب لجميع من في الأرض مطلقا. إننا نحن كتاب البلدان التي ما زالت تتفشى فيها الأمية وأمراض التخلف والقهر بأشكاله، نعيش ونكتب في متاهة وتناقضات لا تنتهي حقا تنعكس على مواضيعنا ومضامينها ورؤاها، وتتلبس في الأجناس والصور التي نحاول أن نظهر فيها هذه المواضيع، فضلا عن اللغة والأساليب. وأنا أعلم أيّ حّرَج فيه منذ أصبح الأدب مهنتي الروحية، وحتى الحياتية، وإن كان لا يطعمني بعد، بين أن أرصُد الجمال في الكون لأبرزه في أجلى وأبهى صوره، مخلصا لوجه الفن، متعاليا به إلى ذُراه، وبذا متوجها إلى قارئ مفترض ومتوهم في آن، وبين أن أنغمس في تربة ووحل بلادي، حيث الناس البسطاء والذين في حاجة إلى من يسندهم، ويصل إلى قول حزنهم، وفرحهم أيضا بيُسر، وعليّ بين هذين أن أصل إلى قارئ جديد. - هل لديك طقوس للكتابة؟ نعم، ولا. أي لستُ متطلِّبا جدا، اللهم في أمور لا مجال فيها للتنازل. أولها أن أكون مرتاحا جسديا، فالجسم المتعب لا يمنح ذهنا صافيا، وقد يحمل نصا متعبا بدوره. ثانيا، أني لا أجلس إلى الكتابة إلا وقد أكملت نظافتي الصباحية، وارتديت ثيابي كاملة، كأني ذاهب إلى مكتب أو دوام عمل خارج البيت، فأنا أحب أن أكتب في بيتي. ثالثا، وهو مهم جدا، أن لا يكون قريبا مني أحد، خاصة من أهلي ومعارفي، فهذا يفسد عليّ جوي ويزعجني، أما أي ضجيج أو أصوات نشاز فتعطلني. رابعا، حبذا لو جلست أمام نافذة مفتوحة على السماء، لتكن أي سماء، وفي مكتبي الآن نافذة تطل على حديقة تقع وسط عمارتنا السكنية، وأمامها شجرة كرز يابانية، صارت بيننا صداقة عبر الفصول، ونحن نتحاور باستمرار حول نمونا وذبولنا وشجوننا بين تقلب الفصول. وبعد هذا لا أحتاج إلا إلى حاسوب يطاوعني، وقطعة شوكولا سوداء أتلذذ بها، هنيهة، هنيهة، فإن ضجرتُ أغادر دقائق لأشرب قهوة خارج البيت، لا داخله، أنعش خلالها أفكاري أو صوري، أو خلاصا من مأزق ما، مع شخصية، مثلا، في الرواية، أبحث له عن حل، وقد يأتي من حيث لا أحتسب.. طبعا، ثمة دائما أشياء تبقى خاصة بالكاتب، مثل سر المهنة، تثوي في ما يسمى بحديقته الخلفية، احزروا! - لمن تقرأ؟ ومن هم الكتاب الذين أثروا فيك كروائي؟ قرأت كثيرا منذ صباي. تصعلكت بعض وقت في الطفولة، أكثر من كل الأطفال، ثم انقلب الأمر، لأصبح قارئا نهما، لا وقت لي إلا للدراسة، ولأن أبي نفاني خارج العائلة بسبب شقاوتي إلى مدينة فاس، هي عنده مركز العلم والثقافة، حيث درس نفسه، فأصبح الكتاب عائلتي وصديقي، ولذلك لم ألعب إلا قليلا، وأصبحت القصة، والأدب عموما مضمار لعبي. من هنا قرأت الروايات والكتب الدراسية العربية، أولا، ومعها الفرنسية، بحكم دراستي في كلية الآداب، ولاحقا الاستحقاقات الجامعية من شهادات وغيرها، وهي ملزمة للتخصص والتدريس أيضا. لذا فقائمات قراءاتي طويلة، تبدأ من الشعر الجاهلي وصعدا في كتب في تراثنا شعرا ونثرا، المقرر منها والمغفل، فإلى الأدب الحديث، والفكر المعاصر، صرت أميل فيه إلى السردي أكثر، فلم يبق قاص أو روائي لم أصل إلى نتاجه، وبموازاة هذا أقرأ الأب الغربي في تعبيره الروائي بالدرجة الأولى، أحببت كثيرا في البداية فلوبير وموبسان، ودستويفسكسي، ومن هؤلاء وجدتني أمتحن نفسي في شعاب بروست وكافكا،ايتالو زفيفو، ونظرائهم من المحدثين بعد ذلك/ مثل ألان روب غرييه، نتالي ساروت، فرجينيا وولف، وجدت لديهم بعض ما ينسجم مع ميلي للتمرد على التقليدي والنسقي في السرد التخييلي، ويفتح لي حرية أكبر لأكتب طليقا، توّاقا إلى نص مفرد يصنع تجنيسه من ضرب الأجناس ببعضها، بالاختراق والانزياح، بالصوت الشعري، والاستعارات المجنحة، تحملها لغة كنت أحس أنها تتدفق من شراييني وما تزال؛ ولَأحسِبني اليوم صرت أهدأ وأنضج. - ماذا يعني لك ترشيح روايتك في القائمة القصيرة للجائزة؟ أظن أني أجبت عن هذا السؤال سابقا، ولا بأس أن أضيف بأنه يضع هذه الرواية وهي في الشوط الأخير من مسار الجائزة أمام رهان مهم، بالنسبة لما هو مبثوث في نصها، وبالإهاب الفني الذي ظهرت به والمعمار الذي شادها، وجعل منها صرحا حظي بانتباه لجنة مؤهلة، موقرة، وبالنسبة لي أنا كاتبها، وضعت فيها ما أعتبره ثمرة تجربة في التخييل السردي، تحقق فيها المعادل الموضوعي، بالمصطلح الإليوتي المعلوم، بين غاية البناء الفني في تجنيس روائي راسخ ومتطور، وانصهار ذات مع الشاغل المجتمعي والإنساني، لغاية الحق في الوجود والكرامة، ودائما باللغة والوسائط التي ترقى بها إلى سُدّة الأدب. وبالطبع، سيكون تبجيلا كبيرا لهذا العمل أن يبلغ سدرة المنتهى، ولصاحبه، أن ينال هذا الشرف، الذي سيقوَى عندئذ تكليفا أكبر، ليحفزه على مزيد عطاء وتجديد، لا يخيّب الجائزة. - تتدخل أثناء أحداث الرواية لتأخذ رأي الشخصيات الرئيسية في أن تعطي البطولة للكلب جاك؛ لماذا قررت أن تدخل في الرواية وتحاور الشخصيات؟ من يقرأ " ممر الصفصاف" سيلفت نظره من مطلعها أن الكاتب يتحدث عن شخص اسمه أحمد المديني، الذي هو اسم المؤلف، وسيلتقي بهذا الاسم لاحقا، في مواقف محددة، وهو شخصية أو سارد، أي غير المؤلف طبعا. وهذه لعبة فنية استخدمتها في روايات سابقة لي، حيث ينتج المؤلف خطابا وضع له النقد مصطلح:" ميتا سرد". لكني هنا أذهب أبعد في هذه اللعبة الحيلة، وأتدخل كلسان إضافي لشخصية هي من محاور العمل، وتمثل مركزا من بطولاته، لكني أتحدث من موقع شخصية، تحاور كلبا وتلفت النظر لكينونته، وحقه للوجود، في تنبيه مضمر، ذي طابع تمثيلي، من أجل أنسنته في النهاية، وما يترتب عنها من تبعات، وأتمنى أن أكون قد أفلحت في الوصول إلى تمثيل هذا الوضع وإقناع القارئ به. ولي في هذا التدخل مآرب أخرى. - الحيوانات التي تتحدث في الأدب موجودة أكثر في الأساطير وأدب الأطفال. هل جاءت فكرة الكلب الذي ينطق تأثرا بهذه الأنواع من الأدب؟ من سوء حظ هذا الكلب، سوء ثانٍ، وأي كلب أنه لا ينطق، وفي الآن له نطقه الخاص، ويريد أن ينال حقه ككل المخلوقات. نعرف أن هناك تراثا أدبيا ومحكيات في هذا المعنى (كليلة ودمنة، مثلا)، ولم يكن مرادي تقليد هذا التقليد، ولا استخدامه تقيّةً للتعبير عن ممنوعات أو مكبوتات، وإنما لغرض مختلف أحب أن يصل إليه القارئ بنفسه، ويجسد أحد مرتكزات هذا العمل السردي، لا ينبغي لكاتبه أن يتدخل لتفسيره أو تأويله وإلا حجّمه وقلّص قيمته وأبعاده، وقلل من ذكاء وخيال متلقيه. وبالتأكيد فإن وجود التعبير(الحيواني) في آداب سابقة حافز مشجع، إنما المعايشة واستلهام النموذج من الحياة هو الأهم، والكلب جاك كائن حي، حقيقي وليس استعارة، فيما عمليةُ أنسنته روائيًا هي ما ينقله إلى صعيد التخييل حيث يؤدي وظيفة محددة، في شبكة الشخصيات وعلائق وخطابات النص. - قال أحد النقاد:" إن المديني في هذه الرواية أراد أن يصنع رواية مدينة، هي حي الرياض في الرباط، بل وأن يربط ميلاد الرواية وتشكلها ذاته بميلاد هذا المكان وتشكله هو أيضا." هل تتفق مع هذا القول؟ أحتاج إلى التذكير والتبيين مجددا أن المهم والجوهري كأمنان في العمل، في النص، لا في ما يلتحق به. والحق أن هذا القول مصدره ما سبق أن أجبت به عن أسئلة طُرحت عليّ بخصوص أصل القصة، ومن أين استوحيتها، ومثله، ومنها إجمالا ما يبني عالم الرواية ويؤسس رؤيتها العامة. أجل، يوافقني هذا التوصيف، على سبيل التعميم، وما زلت ممسكا به، شريطة أن يأخذ القول معناه في سياقه. فإنك إن قرأت العمل أفقيا ستجد فعلا أنه يقوم بتصوير ووصف لبناء الحي المذكور في مدينة الرباط، ولكن الرواية توجد في مكان آخر، رغم أن هذا الحي بالذات، وليس كله، جزء وبؤرة فيه، تقام فيها جغرافيا وخريطة الورشة الروائية هي فعلا ورشة وانطلاقا منه يبدأ التشخيص واللعب والبناء أساسا. إنهما في الواقع بناءًن: كل واحد يستمد مواده وأدواته وطرق صنعته، صناعته، من الثاني، أو الأول، بلا ترتيب، لأنهما في تفاعل وتراوح مستمر، بناء الفن الروائي: الرواية، وبناء المعمار: العمارات وما حولها، وبشرها والمجال الذي سيستوعبها جميعا. ومقابل الأفعال المختلفة المجسدة لظهور الحي الجديد، وما ينجم عنه وفي محيطه من صراع وإزاحة لبشر وقدوم لآخرين بمصالح ومطامع ونزوات ومظالم تقع على غيرهم، في صورة كلية لعواقب العمران الحديث،الخ.. مقابل هذا هناك كتابة وإقامة عمران الرواية بهندسة توازي وبمعمار مقابل، حديث بدوره، يزحزح عُمُد سابق، ويفكك صنعة قديمة بأدوات وإرهافات كتابة مغايرة. في هذا المستوى يمكن ظهور فاعلية قراءة العمل قراءة عمودية، وتنتج تأويلاتها. من نحو آخر، فإن تفكير هذا العمل، دعك من معناه ودلالاته، هو أن الرواية جنس أدبي مديني، حضري، في مناخه وشروطه وبمقتضياته المختلفة نشأ، وتحدد، وواصل تطوره وخلق عناصر وأشكال تجدده وتعب.