دافعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، اليوم الاثنين، عن تعاون جهاز الاستخبارات الألماني مع الولاياتالمتحدة، وسط مزاعم تفيد بأن جواسيس ألمان ساعدوا وكالة الأمن القومي الأمريكي في جمع معلومات عن حلفاء. ونقلت وكالة أنباء "بلومبرج" الأمريكية عن ميركل قولها "ستفعل الحكومة كل شيء لضمان كفاءة أجهزة الاستخبارات، وبالنظر إلى التهديدات الإرهابية، لا يمكن لتلك الكفاءة أن تحدث إلا بالتعاون مع الوكالات الأخرى. ويشمل ذلك الكثير مثل وكالة الأمن القومي وغيرها". وأشارت إلى أن محاولة ميركل تبرئة ساحتها هو الإجراء الأحدث في محاولاتها المستمرة منذ سنتين للتعامل مع التسريبات بشأن عمليات مراقبة وكالة الأمن القومي الأمريكي، بما في ذلك التنصت المزعوم على هاتفها المحمول، الذي سبب غضبا في ألمانيا، وتسبب في رحيل ضباط المخابرات الأمريكية عن برلين في يوليو الماضي. ووسط مطالبة أحزاب المعارضة وافتتاحيات الصحف بأجوبة عن تلك المزاعم، أشارت ميركل إلى عقد لجنة تحقيق برلمانية بشأن مراقبة وكالة الأمن القومي الأمريكي على مستوى العالم. وقال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم ميركل، إنها سوف تدلي بشهادة أمام اللجنة إذا طُلب منها ذلك. ويذكر أن مجلة "دويتش فيرتشافتس ناخرتيتشين" الألمانية كشت في وقت سابق من الشهر الماضي عن أنه من المرجح أن تكون ميركل قد تم إبلاغها في عام 2008 بشأن تجسس جهاز الاستخبارات الفيدرالي الألماني على ألمانيا لصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكن الحكومة الفيدرالية لم تتخذ أي تدابير في مقابل تلك الفعلة. وقالت المجلة الألمانية إنه مع ذلك لم تفعل إدارة ميركل شيئاً لإيقاف تلك النشاطات على الرغم من معرفتها بمحاولات واشنطن للتجسس على ألمانيا في عام 2008. مضيفة أن جهاز الاستخبارات الفيدرالي الألماني "بي إن دي" قام بالتنصت على اتصالات لشركات أوروبية وسياسيين لصالح وكالة الأمن القومي الأمريكي. ووفقاً للمعلومات المتوفرة بهذا الشأن، تبين أن وكالة الأمن القومي الأمريكي "إن إس ايه" كانت تحاول الحصول على معلومات عن شركات الأسلحة متعددة الجنسيات، شركة الفضاء والدفاع الجوي الأوروبية "ايدس" وشركة "يوروكوبتر". وذلك يتعارض مع مصالح ألمانيا، ورفض جهاز الاستخبارات الفيدرالي الألماني تلك الطلبات آنذاك. ومع ذلك، اتضح الآن أن جهاز الاستخبارات الفيدرالي الألماني ساعد وكالة الأمن القومي الأمريكي في التجسس على أهداف أوروبية على مدار السنوات القليلة الماضية. وأفادت تقارير إعلامية أخرى بأن جهاز الاستخبارات الألماني لم يُجر تدقيقا دوريا على قائمة المعلومات القادمة من وكالة الأمن القومي الأمريكي، وأنه ثبت بعد فضيحة قيام الوكالة الأمريكية بالتجسس على الكثير من دول العالم في عام 2013، أن نحو 2000 من الكلمات المرسلة إلى الاستخبارات الألمانية كانت تعارض بشكل واضح مصالح ألمانيا وأوروبا.