آخرها أقيم في 9 أبريل برعاية زاهي حواس.. والدخول في غير مواعيد العمل الرسمية السياح يخلعون ملابسهم وينامون في «تابوت الملك».. والرسوم 5 أضعاف «الزيارات العادية» أستاذ ب«آثار القاهرة»: عروض بالملايين لتصوير «مقاطع جنسية» في «المناطق الأثرية» قبل يومين أعلنت ممثلة «بورنو» أمريكية تدعى كارمن دى لوز، عن تسجيلها فيلمًا جنسيًا في منطقة «الهرم»، حيث نشرت صورًا التقطتها في المنطقة على حسابها الشخصى عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر». «كارمن» وصلت القاهرة يوم 22 إبريل الماضى، على متن الخطوط الجوية المصرية «مصر للطيران»، وبدأت صبيحة اليوم التالى أعمال تصوير فيلمها الذي سيطرح باسم «كليوباترا»، ضمن أعمال إحدى الشركات الأجنبية. هذه الواقعة التي سبقها تصوير فيلم «إباحى» آخر داخل منطقة «أهرامات الجيزة»، تفتح الباب أمام كشف تورط وزارة الآثار في تسهيل إقامة «حفلات مشبوهة» بغرفة الملك «خوفو» بالهرم الأكبر بالمخالفة لقوانين الآثار المصرية. المعلومات التي بين أيدينا تشير إلى أن آخر حفل أقيم في التاسع من إبريل الماضى داخل الهرم الأكبر، حيث سمحت «الآثار» لبعض الأفواج السياحية بإقامة «حفلات ماسونية» و«جلسات للعلاج الروحى» داخل الهرم. ويقول أحد مفتشى الآثار بمنطقة الأهرامات، فضل عدم ذكر اسمه ل«البوابة»: إن هذه الحفلات تقام في غير مواعيد العمل الرسمية، برسوم خاصة، وموافقة مسبقة من الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مشيرًا إلى أن تكلفتها تبلغ 5 أضعاف الزيارات العادية. ويكشف المفتش أن أغلب هذه الحفلات والزيارات تجرى برعاية الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، وأن الوزارة نبهت على آخر ضيوف هذه الحفلات الأسبوع قبل الماضى بعدم التصوير في الموقع، والاكتفاء بالحصول على الصور من المصور المرافق ل«حواس»، وكذلك عدم نشر أي صور على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك». مجلة «المونيتور» الأمريكية كانت حاضرة في المشهد أيضًا، حيث أشارت إلى «رصد عدد من الوقائع المتتالية، كان آخرها في مارس الماضى، عندما تم اكتشاف حفلات ماسونية تقام في غرفة الملك خوفو بالهرم الأكبر في غير مواعيد العمل الرسمية بالمخالفة لقوانين الآثار». هذه الممارسات تجرى في ظل تعطل «شاشات المراقبة»، علمًا بأن القوانين المصرية تمنع إقامة أي طقوس دينية في المواقع الأثرية. في الحفل التي أشارت إليه «المونيتور» شملت الطقوس إشعال الشموع بالمخالفة لشروط الدخول، وخلع الملابس، والنوم في «التابوت»، إذ يعتقد أتباع «الماسونية» أن الرقود داخله يمنح نوعًا من الطاقة لممارسة عبادتهم، كما يعطى فرصة الاتصال بالروح في العالم الآخر. رأت المجلة الأمريكية أن تبريرات وزارة الآثار لا تنتهى، في ظل عدم رغبتها في الاعتراف بفشل توفير وسائل التأمين اللازمة، مما يتطلب تحركًا من الحكومة لإنهاء الأزمة، حتى لا تقع هذه المناطق المهمة «فريسة سهلة» لمثل هذه المخالفات، مؤكدة وجود خلل أمنى خطير يهدد منطقة أهرامات الجيزة. نعود مرة أخرى إلى الدكتور زاهى حواس، حيث نشر موقع «مسارات سياحية» للوزير الأسبق يدعو فيها لمثل هذه «الحفلات الماسونية»: «إنى أدعوكم لتنضموا لى، للقيام بجولة في مصر ورؤية عجائب الفراعنة، فلأول مرة يمكنكم أن تكونوا معى داخل معبد الأقصر ليلا، وسندخل بين اثنين من مخالب أبو الهول وحدنا، وسيمكننا رؤية ابتسامة أبى الهول، لا يمكنكم فعل شيء من هذا القبيل، إلا من خلال انضمامكم لى، علاوة على ذلك، يمكنكم الدخول بشكل خاص للهرم الأكبر (خوفو) بنظام مجموعات، والدخول إلى مقبرة بناة الأهرام في الجيزة التي تعتبر من أكبر اكتشافاتى، وأيضًا زيارة خاصة ودخول خاص إلى معبد الأقصر ليلا لعدد ساعات مفتوح». يبدو من دعوة «حواس» أن لديه القدرة على الدخول إلى «غرفة الدفن» بالهرم، وإلى المناطق المحظور على السياح العاديين أو المصريين دخولها، وهو الأمر الذي يفك «لغز» دخول مجموعات إلى «هرم خوفو»، وإقامة شعائرهم. هذه الدعوة تؤكد ما ذهب إليه مفتش الآثار الذي تحدث لنا، ويبين برنامج الموقع (مسارات سياحية) أن آخر تلك الزيارات كان في الفترة من 15 إلى 28 مارس الماضى، وهى الفترة التي أقيم فيها آخر تلك الطقوس ب«هرم خوفو». كما أعلن عن مواعيد لرحلات أخرى من 4 إلى 17 أكتوبر المقبل، ومن 1 إلى 14 نوفمبر المقبل، ومن 1 إلى 14 فبراير 2016. ويتساءل بسام الشماع، الباحث في علم المصريات: «ما صفة زاهى حواس لتوجيه مثل هذه الدعوة فهو الآن خارج الحكومة ولا يمثل مصر؟»، مشيرًا إلى أنه «لا أحد يمكنه دخول الهرم الأكبر في غير مواعيد العمل الرسمية إلا بتصريح من وزير الآثار». ويقول «الشماع»: «كنت مرشدًا سياحيًا وقت أن كان زاهى حواس مسئولًا عن الهرم، وكانت تأتى إلى مصر مجموعات سياحية تحجز مع شركات سياحية خاصة، وخلال الرحلة كانوا يمارسون بعض الطقوس في أماكن مختلفة، مثل سرداب السرابيوم بسقارة». ويوضح: «كانوا يشكلون دائرة، ويمسكون بأيدى بعضهم البعض، ويمارسون طقسا عبارة عن نطق كلمة من ثلاث حروف هي كلمة (أوم)، وكانوا يمدون في نطق الكلمة، وكأن لها صدى صوت، وقالت لى إحدى أفراد المجموعة إنهم بذلك يستدعون (روح العجل المقدس)، والقوة والخصوبة الخاصة بالعجل لتحضر على الشخص أثناء ممارسته للطقس». ويواصل: «كانت تدخل بعض الأفواج إلى غرفة الدفن في هرم الملك خوفو تحت جنح الظلام، وتحديدًا في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وكانوا يدخلون تباعًا، مقسمين على مجموعات، وكل مجموعة تمكث فترة محددة وتخرج لتدخل غيرها، وينامون داخل تابوت الملك، وقال لى أحدهم إن روحه صعدت من جسده ونظرت إليه وهو داخل التابوت». ويقول الدكتور مختار الكسبانى، أستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة: إن الشعوب الأوربية لديها ولع بالحضارة المصرية القديمة، وهو ما يعرف ب«فرعونيك فوبيا»، أو الجنون بالحضارة الفرعونية، مضيفًا: «الغرب من أكثر الناس ولعًا وتأثرًا بالحضارة الفرعونية، وعندما يحضرون إلى مصر يرغبون في إقامة بعض الطقوس التي ترتبط في الأصل بالحضارة الفرعونية، وتمثل بالنسبة لهم روحانيات معينة، مثل لحظات غروب الشمس، وأداء صلوات بالمعابد، وهذه الطقوس لا تمثل أي ضرر على الآثار، ويدفعون في مقابل ذلك مبالغ مالية ضخمة». ويرى «الكسبانى» أن السياح الغربيين الذين يتم الهجوم عليهم لممارستهم بعض الطقوس داخل المعابد هم من أكثر المدافعين عن الحضارة الفرعونية، ويعارضون بشدة فكرة أن اليهود هم بناة الحضارة المصرية، مؤكدًا أنهم يتعاملون مع الآثار بمنتهى الحرص والاحترام، كما أن هذه الطقوس لا تمثل ضررًا على القيم أو الأخلاق، ولا على الآثار نفسها، غير أنه كشف عن تلقى وزارة الآثار عروضًا بالملايين لتصوير «أفلام إباحية» في المناطق الأثرية. من النسخة الورقية