محمد أنور السادات هو ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية خلال الفترة من عام 1970 حتى عام 1981، وهو واحد من أهم الزعماء المصريين والعرب في التاريخ المعاصر، وذلك بعد أن كان أحد ضباط الجيش المصري وأحد المساهمين في ثورة يوليو952، كما قاد حركة 15 مايو 1971م ومصر والعرب نحو تحقيق نصر أكتوبر 1973 وقد أعاد الأحزاب السياسية لمصر بعد أن ألغيت بعد قيام الثورة المصرية إلى أن انتهى حكمه باغتياله أثناء الاحتفال بذكرى نصر 6 أكتوبر في عام 1981م. ولد محمد أنور السادات أو أنور السادات، كما عرف في 25 ديسمبر 1918، في قرية ميت أبو الكوم، مركز تلا، محافظة المنوفية، لأسرة مكونه من 13 أخ وأخت والتحق بكتاب القرية ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ وحصل منها على الشهادة الابتدائية. وفي عام 1925، انتقل محمد أنور السادات إلى القاهرة بعد عودة أبيه من السودان، على اثر مقتل السير لي ستاك، قائد الجيش الانجليزي في السودان، حيث كان من تداعيات هذا الحادث أن فرضت بريطانيا على مصر عودة الجيش المصري من السودان، فقد كان والد السادات يعمل كاتبا بالمستشفى العسكري بالسودان. وقد التحق السادات بالعديد من مدارس القاهرة، مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، ثم مدرسة السلطان حسين بمصر الجديدة، فمدرسة فؤاد الأول الثانوية، ثم مدرسة رقى المعارف بشبرا، وحصل من الأخيرة على الثانوية العامة. وفي عام 1936 أبرم مصطفى النحاس باشا، رئيس وزراء مصر، معاهدة 1936 مع بريطانيا، والتي سمحت باتساع الجيش المصري ودخل على أثرها أنور السادات وجمال عبد الناصر ومجموعة كبيرة من رموز ثورة يوليو إلى الكلية الحربية. إلى أن تخرج السادات من الكلية الحربية والتحق بسلاح المشاة بالإسكندرية في عام 1938وفى العام نفسه (1938) نقل إلى منقباد وهناك التقى لأول مرة بالرئيس جمال عبد الناصر، وانتقل في أول أكتوبر عام 1939 لسلاح الإشارة، وبسبب اتصالاته بالألمان قبض عليه وصدر في عام 1942 النطق الملكي السامي بالاستغناء عن خدمات اليوزباشي محمد أنور السادات. بعدها اقتيد السادات، بعد خلع الرتبة العسكرية عنه، إلى سجن الأجانب ومن سجن الأجانب إلى معتقل ماقوسة، ثم معتقل الزيتون قرب القاهرة، وهرب من المعتقل عام 1944 وظل مختبئا حتى عام 1945، حيث سقطت الأحكام العرفية وبذلك انتهى اعتقاله حسب القانون. وفي أثناء فتره هروبه عمل السادات تباعا على عربة لوري، كما عمل تباعا ينقل الأحجار من المراكب النيلية لاستخدامها في الرصف، ثم انتقل إلى بلدة أبو كبير في الشرقية عام 1945 حيث اشترك في شق ترعة الصاوي. وفي العام التالي 1946 اتهم السادات في قضيه مقتل أمين عثمان، الذي كان يعد صديقا للانجليز ومساندا قويا لبقائهم في مصر، وبعد قضاء 31 شهرا بالسجن حكم عليه بالبراءة ثم التحق بعد ذلك بالعمل الصحفي، حيث عمل بجريدة المصور، واخذ في كتابة سلسلة مقالات دوريه بعنوان 30 شهرا في السجن بقلم اليوزباشي أنور السادات، كما مارس بعض الأعمال الحرة. ثم عاد إلى القوات المسلحة (بمساعدة زميله القديم يوسف رشاد طبيب الملك الخاص) وفي عام 1950 عاد إلى القوات المسلحة) برتبه يوزباشي، ورغم أن زملاءه في الرتبة كانوا قد سبقوه برتبة الصاغ والبكباشي إلى أن رقى إلى رتبه الصاغ عام 1950 ثم إلى رتبه البكباشي عام 1951، وفى العام نفسه اختاره عبد الناصر عضوا بالهيئة التأسيسية لحركه الضباط الأحرار. شارك السادات في ثورة يوليو 1952 والقي بيانها، وكانت مهمته يوم الثورة الاستيلاء على الإذاعة، كما حمل مع محمد نجيب إلى الإسكندرية الإنذار الذي وجهه الجيش إلى الملك للتنازل عن العرش. وخلال الفترة 1953 – 1970 تولى أنور السادات العديد من المناصب منها أنه في عام 1954 عين سكرتيرا عاما ورئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي.(محكمة الشعب 1957 ثم تقلد منصب الأمين العام للاتحاد القومي، وبعدها حزب الحكومة، وظل بذلك الموقع حتى حل محله الاتحاد الاشتراكي العربي في عام 1962. بعدها تولى السادات منصب رئيس تحرير جريدة الجمهورية. وفي عام 1957-1960 تولى السادات منصب نائب رئيس مجلس الشعب ثم رئيس مجلس الشعب في عام 1960. ثم تولى السادات منصب رئيس مجلس التضامن الافرو أسيوى وبعد تكوين الجمهورية العربية المتحدة أصبح السادات رئيسًا لمجلس الأمة الموحد. وفي عام 1962 انضم للجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي العربي، وصار عضوًا في المجلس الرئاسي (27 من سبتمبر 1962- 27 من مارس 1964) وفي عام 1962 عمل السادات كرئيس مشارك للجمعية التأسيسية المكونة من (200) عضوًا التي تقدمت بميثاق العمل الوطني على أثر انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة، إلى أن عين نائبا لرئيس الجمهورية وبعدها رئيسا لمصر عام 1970 خلفا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وقد شهدت فترة توليه الحكم في مصر كثير من الإنجازات المهمة من ضمنها أنه قاد حركة التصحيح لمسار ثورة 23 من يوليو ثم تولى رئاسة الوزارة وكذلك في أعوام وفي عام 1973 قاد مصر والعرب نحو تحقيق نصر حرب أكتوبر التي أدت إلى استرداد مصر كامل أراضيها المحتلة.وبعدها اتخذ السادات قرار الانفتاح الاقتصادي، الذي أعاد النظام الرأسمالي للاقتصاد المصري وقام بعدها بافتتاح قناة السويس بعد تطهيرها من أثار العدوان وفي عام 1977 قام السادات بمبادرة شجاعة من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط، وأعلن في مجلس الشعب المصري أنه على استعداد للسفر إلى إسرائيل وإلقاء خطاب في الكنيست الإسرائيلي، فكانت زيارة القدس في العشرين من نوفمبر 1977. وفي عام 1978 وقع الرئيس السادات على إطار السلام لاتفاقيه كامب ديفيد بحضور الرئيس الأمريكي جيمى كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناخيم بيجين. إلى أن انتهى حكم السادات باغتياله أثناء الاحتفال بذكرى حرب 6 أكتوبر عام 1981، إذ قام خالد الاسلامبولي وآخرون بإطلاق النار عليه أثناء الاستعراض العسكري.