الدعوة السلفية وعدت «عبدالغفور» بحكم الحزب 10 سنوات بلا منازع وبرهامي نقض العهد «أبو إدريس» رفض الاعتراف بالحزب في البداية.. ووجه أعضاء الدعوة لاختراقه بعد جمع توكيلات التأسيس اختص محمود عباس، القيادى البارز المنشق عن حزب «النور» السلفي، جريدة «البوابة» بنشر حلقات كتابه «مذكرات سلفى من حزب النور»، والذي يعرض في بدايته الخلافات «السلفية- السلفية» على حكم الحزب، بين فريق الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس المجلس الرئاسي، وفريق الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية. ويؤكد «عباس» في مذكراته، أن عبدالغفور هو صاحب فكرة تأسيس حزب النور، وكان يهدف إلى تغيير صورة السلفيين في ذهن المصريين لينضموا إلى الحياة السياسية بدلا من الدعوة فقط، وفى بدايات تأسيس الحزب نصح قياداته بتغيير الزى التقليدى المكون من جلباب قصير إلى «بدلة»، وقد اعترض بعض أعضاء الحزب في البداية على تغيير الزي، إلا أنهم رضخوا جميعا لذلك. ويروى عباس أنه تلقى دعوى رسمية من عبدالغفور (رئيس حزب الوطن الحالي) لحضور اجتماع مهم مع عدد من الشخصيات السلفية، للعمل على تأسيس حزب ذى مرجعية إسلامية، وقد اتفق الحضور على الفكرة، وبدءوا تدشين الحزب بالنزول في شوارع الإسكندرية للهجوم على نظام مبارك الذي سقط وقتها، والدعوة إلى الانضمام للحزب السلفى الجديد. الحزب والدعوة السلفية ويذكر أنه خلال الاجتماع أبدى بعض قيادات الدعوة السلفية اعتراضهم على فكرة تأسيس الحزب، على اعتبار أن الأحزاب السياسية غير شرعية، بجانب بعض الأصوات التي كانت تنادى بأن يتأخر السلفيون في إطلاق حزبهم السياسي ولو ل4 سنوات حتى تستقر الأوضاع في مصر بعد الثورة، وبعد طول مناقشات اتفق الطرفان على تأسيس الحزب، وكان من ضمن الاتفاق أن يستمر عماد عبدالغفور، على رأسه لمدة 10 سنوات دون منازع، وهذا ما لم يتم. ويحكى محمود عباس في الفصل الثالث من كتابه، أن الاجتماع التأسيسى الأول للحزب بحضور نادر بكار، وبسام الزرقا، ومصطفى المغني، ويسرى حماد، وطلعت مرزوق، شهد مناقشة اسم الحزب الجديد، إذ كان عبدالغفور يرغب في اسم «قوى السلام الوطنى» (قسم)، إلا أن الاسم لم يكن سهلا، فاقترح مؤلف الكتاب اسم «النور» ووافقت عليه الأغلبية. ومن المشاهد المهمة التي تناولها الكاتب في مذكراته، موقف الدعوة السلفية من الحزب في البداية، إذ رفض أبوإدريس «رئيس الدعوة السلفية» الاعتراف بانتماء الحزب إلى الدعوة السلفية، فيما وصف الشيخ أحمد حطيبة، القيادى بالدعوة العمل السياسي بوجه عام ب«النتانة» الأمر الذي أثر سلبًا في جمع توكيلات تأسيس الحزب، وكانت رسومها 220 جنيها في البداية، للعمل على تشكيل مكاتب الحزب بالمحافظات، وهذا لم يكف فطالب عبدالغفور بأن يكون رسم نظر أوراق المرشحين في الانتخابات البرلمانية عن الحزب 2000 جنيه، وجمعت بعض الأموال، إلا أن الدعوة السلفية أمرت بردها إلى أصحابها. خلافات برهامى وعبدالغفور يتناول الكاتب المنحنى الأهم في خلافات حزب النور في هذا الفصل، وهو الانتخابات البرلمانية التي شهدت اعتراف الدعوة السلفية بحزب «النور»، إذ توغلت قيادات الدعوة في الحزب، وعملوا على تهميش مؤسسيه الأوائل، واتضح ذلك في عمل لجان تصفية المرشحين التي كان أغلب أعضائها من رجال الدعوة، التي دفعت بمرشحين عنها على رءوس القوائم. كما شهدت الانتخابات خلافات كبرى بين عبدالغفور رئيس الحزب، والدكتور ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، وصاحب «سلفية سيدى بشر»، بدأت باعتراض الدعوة على رئيس لجنة الدعاية الانتخابية العميد يحيى حسين، وإصرارها على تغييره رغم نجاحاته، لتعين بدلا منه محمد شريف، وأحمد عبدالحميد وغريب أبو الحسن، المعروفون ب«البرهاميون»، والذين شاركوا أيضا في عضوية لجنة التصفية، ويؤكد الكاتب أن جهل هذا الثلاثى بالدعاية الانتخابية تسبب في إفساد عمل اللجنة التي سبقتهم وأقيلت في ظروف غامضة. أما الخلاف الثانى بين برهامى وعبدالغفور، فكان في أثناء اللقاء الأول الشهرى بأعضاء وقيادات الحزب، لشرح بعض دروس الفقه السياسي، إذ عرض على برهامى أزمة لجنة الدعاية الانتخابية، ونصح صاحب المشكلة بطرحها على الشيخ أبوإدريس رئيس الدعوة السلفية، متجاهلا رئيس الحزب، وبعد تلك الواقعة استمر تدخل الدعوة السلفية في شئون الحزب السلفي، وبدأ غربلة القيادات التي اختارها وانتخبها عماد عبدالغفور في الحزب، وتعيين آخرين بدلا منهم تابعين للدعوة السلفية وياسر برهامى من الدعاة والشيوخ، وهذا ما حدث أيضا في المؤتمر النسائى الأول لحزب «النور»، والذي طالب برهامى مدير مكتب عماد عبدالغفور بإقناعه بعدم حضور هذا المؤتمر، الأمر الذي قوبل بالرفض وحضر عبدالغفور المؤتمر بعد تنسيقه السابق للمؤتمر الحاشد للشيخ محمد حسان، الذي أعلن فيه دعمه لحزب «النور» في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ويقول محمود عباس في فصله ال11، إن الاعتراف الأول بحزب «النور» من الدعوة السلفية كان في أحد معسكرات الحزب بالساحل الشمالي، من خلال الشيخ أبوإدريس رئيس الدعوة، الذي أعلن رسميا أن الحزب هو الذراع السياسية للدعوة، رغم نفيه ذلك في الصحف وقت جمع توكيلات تأسيس الحزب، وشدد في المعسكر على أن الدعوة مضطرة للتدخل في عمل الحزب الذي قال إن هناك من يحاول سرقته من الدعوة، في إشارة إلى رئيسه عماد عبدالغفور. وفى هذه المحاضرة انسحب محمود عباس في ذهول، كونه أحد أبرز مؤيدى عماد عبدالغفور في الحزب. من النسخة الورقية