عدد من الظواهر غير الطبيعية تثير حيرتنا، ولكن في الوقت ذاته لم نعد نكترث لحقيقتها، فالأهم أن نسمع عنها ما يثير شغفنا بالمغامرة أو ولعنا بكل ما هو غريب، ولكن هناك البعض يطرح عددًا من الأسئلة حول ظواهر بعينها مثل «مصاصى الدماء» أو «المستذئبين»، وغيرهم فهل هم ظواهر حقيقية؟ هل هم أشخاص مسحورون؟ هل كما تقول بعض الأساطير أنهم أرواح شريرة عادت لأجسامها لكى تنتقم؟.. أم هي ظواهر مرضية تم استلهام تلك الأساطير منها. «الفامبير» بين الرعب والمرض رواية «دراكولا» التي تم نشرها للمرة الأولى في عام 1897، للمؤلف الأيرلندى «برام ستوكر» حققت نجاحًا كبير، ولا زالت مصدر إلهام كبار المؤلفين في كتابة أفلام الرعب العالمية، حيث تطرقت إلى أسطورة مصاص الدماء الحديثة، في حين يرى البعض أن لانتشار مرض «البورفيريا» في القرن التاسع عشر، دورا مهما في إلهام المؤلف لكتابة هذه الرواية، فهناك تشابه كبير بين أعراض المرض وبين الصورة التي ظهر عليها «دراكولا». «البورفيريا» أو نقص مادة «الهيم» المكونة لهيموجلوبين الدم، والذي يعتمد علاجه على مد جسم المريض بمواد تحتوى على نفس مكونات كرات الدم الحمراء، وأحيانًا يصل الأمر إلى نقل دماء بشرية بشكل دوري، الأمر الذي جعل عالم الكيمياء الحيوية «ديفيد دولفن» في عام 1985، يفترض نظرية أن أسطورة مصاصى الدماء والمستذئبين، هم بالفعل مرضى «البورفيريا»، حيث استند في نظرياته على تشابه أعراض المرض بالصورة التي انتشرت في أفلام «الفامبير»، والتي تتلخص في الحساسية الشديدة للتعرض للشمس، لدرجة أن التعرض لأشعتها ولو لفترة وجيزة قد يسبب ندبات مستديمة في جلد الوجه وحرقه تمامًا، إضافة إلى أن المرض يسبب سقوط أنف المريض، وتآكل أصابعه، كما أن الشفاه واللثة تصبح مشدودة وبالتالى تبرز الأسنان وبالذات الأنياب فيصبح المريض شكل «دراكولا»، إضافة إلى تحول جلده إلى لون شديد الشحوب بطريقة مخيفة. رغم أن المرض يعالج حاليا بحقن المريض بمواد تحتوى على مشتقات الدم، لأن العلم أصبح قادرا على تصنيعها، فإن الحكايات القديمة تقول إن المريض كان لا يستطيع نقل الدم إليه، فكان يستعمل أنيابه البارزة في امتصاص دماء الأغنام، لتعويض ما يحتاجه جسمه من الدم، ومنها تطورت أسطورة مصاصى الدماء، خاصةً أن توتر المرضى نتيجة نقص الأكسجين في أدمغتهم، كان يدفعهم لعضِّ الناس حتى تسيل الدماء من مواضع العض فتطور هذا الشكل الذي تخيله العلماء، هو نفس شكل دراكولا الذي لذا تم ربط بعض مرضى «البورفيريا» بشكل مصاص الدماء، خاصة وأن بعض المرضى بهذا المرض قد يصابون أيضا بالتشنجات والصرع. حتى أسطورة خوف «الفامبيرز» من الثوم، ترتبط ب«البورفيريا» حيث نصح الدكتور «دولفين» الناس باستخدام الثوم للحماية من مصاصى الدماء، وهو إجراء منطقى تمامًا، لأن الثوم يحتوى على مادة مشابهة كثيرا لمادة مضادة لأعراض البورفيريا نتيجة إعاقتها لتكوين الهيم أو المكون الأساسى للهيموجلوبين. «أليس» ومتلازمة الأقزام تحبس «أليس» في غرفة جميع أبوابها تسمح فقط بمرور كائنات في حجم الأرانب والفئران، فتنظر حولها يائسة حتى تجد مشروبا سحريا يحولها إلى حجم فأر كبير، مشهد من فيلم «أليس في بلاد العجائب» المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للمؤلف لويس كارول عام 1865، ولكن بعد ما يقرب من مائة عام اكتشف الطبيب جون تود، أن المشهد مستوحى من مرض يصيب الأطفال باضطرابات البصرية نتيجة مشاكل في مراكز الفهم والاستقبال في الدماغ، وخاصة تشوه في حجم الأشياء حيث يرى المصاب، الأشخاص أو الحيوانات أو أي جسم قريب منه في غاية الصغر أو الكبر، وأطلق عليها «تود» عند اكتشاف المرض متلازمة «أليس في بلاد العجائب» أو «هلوسة القزم»، وأثار اكتشاف المرض الذي يصيب طفلًا من بين عشرة آلاف طفل، جدل طبى واسع حول ما إذا كان الكاتب «لويس كارول»، يعانى من هذا المرض أم لا. الإخوان «ويزلي» وتعويذة «البروجيريا» تطلب «سميحة» من «عم حزمبل» أن يجعل عمرها «20» لكى تعجب «شاب يكون 35»، وبالفعل يوافق «الساحر» على القيام بذلك، ولم يعرف أحد كيف نفذ طلبها العم «حزمبل» خلال أوبريت «صغيرة على الحب» لسندريلا الشاشة «سعاد حسنى»، وهى حالة مشابهة للتعويذة التي أصابت الأخوين «ويزلي» في سلسلة الروايات الشهيرة «هارى بوتر» حين حاولا اختراق حاجز السن المحيط بكأس النار فتحولا من سن المراهقة إلى الشيخوخة، ولكن لكل «حدوتة» سبب، حيث إن المشاهد السابقة ربما تكون مستوحاة من ال«بروجيريا»، أو متلازمة «الشيخوخة» والتي أكدت الأبحاث أنها تصيب طفلا ما بين 8 ملايين آخرين. و يبدو المصابون بالمرض وكأنهم من كبار السن رغم أنهم في الواقع أطفال، ويؤثر المرض على أشكالهم، والمرض وراثى يولد به الطفل ويعيش مراحل الطفولة والشباب وصولًا إلى الشيخوخة فيما لا يتجاوز ال20 عامًا. من النسخة الورقية