أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن قلقها إزاء الهجمات ضد الأجانب في جنوب أفريقيا، والتي تهدد 65 ألف لاجىء، و295 ألفا من طالبي اللجوء السياسي فيها.وفي تقرير نشرته على موقعها الرسمي، اليوم الجمعة، قالت المفوضية إنها مع ترحيبها بجهود الحكومة ل "احتواء فوبيا الخوف من الآخر" في جنوب أفريقيا، إلا أنها "قلقة للغاية إزاء الهجمات التي وقعت في الماضي، خلال الثلاث أسابيع الماضية، والتي أسفرت عن مقتل 6 أشخاص ونزوح أكثر من 5 آلاف أجنبي". ومنذ أسبوع، تداهم حشود ممن تصفهم السلطات المحلية ب"الغوغاء" منازل ومتاجر للمهاجرين الأجانب في ديربان (أكبر مدن مقاطعة كوازولو ناتال)، بدعوى أنهم يقومون ب"سرقة فرص العمل، وارتكاب الجرائم ووضع أعباء على الخدمات الاجتماعية".وقاموا بنهب المتاجر والمنازل، وطردوا عددا من المهاجرين من مساكنهم، فيما يجري حاليا استضافة العديد منهم في مخيمات مؤقتة للاجئين.وحتى الوقت الراهن، قتل 6 أشخاص في أعمال العنف المستمرة، بينهم إثيوبي قذف متجره بالقنابل الحارقة. أدريان إدوارد، المتحدث باسم المنظمة، في جينيف، قال إن "المفوضية، قلقة للغاية"، قبل أن يضيف: "نحن رحبنا باستجابة الحكومة في محاولة احتواء الموقف وتقديم المساعدة".وذكرت المنظمة أنها "قامت بإرسال فريق أممي تابع لها، للمدينة الساحلية دربان لتقييم الموقف والتعرف على كيف يمكن للمنظمة أن تدعم الحكومة وشركاء المجتمع المدني في استجابتهم".وبحسب المفوضية، فإن "جنوب أفريقيا تستضيف حالياً 65 ألف لاجئ و295 ألف من طالبي اللجوء السياسي". وأمس، أدان رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، أعمال العنف المستمرة ضد الأجانب في بلاده، ودعا إلى التزام الهدوء ووقف الأعمال العدائية، فيما انتقد زعماء معارضون في البرلمان ما اعتبروه "تأخر استجابته" في إدانة العنف.وفي كلمة أمام الجمعية الوطنية (البرلمان)، قال زوما: "اللاجئين، وطالبي اللجوء السياسي سوف يحصلون على الدعم بما يتماشى مع القانون الدولي والبروتوكول، بدعم مع المفوضية العليا للاجئين التابعين للأمم المتحدة " ويعيش مئات الآلاف من المهاجرين الأفرقة في جنوب أفريقيا، ويشارك الغالبية العظمى منهم في قطاع الأعمال غير الرسمي، والفئة الأخيرة كانت هي الأكثر تضررا من أعمال العنف الأخيرة، في ظل نهب السكان المحليين متاجرهم ومنازلهم كلما اندلعت احتجاجات على تقديم الخدمات.وقبل 7 سنوات، فقد أكثر من 50 مهاجرا أفريقيا أرواحهم، عندما هاجمتهم حشود من الغاضبين في جميع أنحاء البلاد، فيما يقول خبراء إن الدافع وراء تلك الهجمات هو "كراهية الأجانب".