يحتفل الأقباط، اليوم الخميس، تحت مسمى «خميس العهد» أو «ليلة العشاء الأخير»، بخامس أيام «أسبوع الآلام»، والتي تعتبر من أهم المناسبات القبطية، وسبق أن عبر عنها الفنان الإيطالى الشهير ليوناردو دافنشى عام 1498 في لوحته الشهيرة، وصاغ عنها الشاعر الكبير أمل دنقل رائعته التي تحمل نفس الاسم. وتحمل تلك المناسبة أهمية كبيرة للأقباط، بعد أن أسس «المسيح» في تذكار هذا اليوم لما عُرف فيما بعد باسم «سر التناول» أو «القداس الإلهى»، ففيه قدم «المسيح» الخبز رمزًا لجسده، وكأس النبيذ على أنه دمه، وطلب استذكار هذا الحدث سنويًا، والذي يسبقه ما يسمى ب «عيد الفصح اليهودى»، كدلالة على تقديم «المسيح» نفسه ليكون هو «ذبيحة الفصح». ووفقًا للروايات القبطية، فإن «المسيح» غسل في مثل هذا اليوم أرجل تلاميذه، ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض، كما أحبهم هو وترك لهم وصيته، مؤسسًا لمبدأ: «من أراد منكم أن يكون الأول فليكن آخر الكل وخادمًا للكل»، ولتذكر هذه الواقعة يغسل الآباء الكهنة في الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية أرجل المصلين ورشهم بالزيت. واعتاد اليهود في تلك المناسبة على أكل «الخراف» في مجموعات لا تقل عن 10 أشخاص ولا تتجاوز 16 شخصًا، وكانوا يرشون من دم الخروف على قائمتي الباب والعتبة العليا، وعلى أعشاب مرة ولا يكسرون عظامه، ولا يبقون منه شيئا للصباح، وجميعها كانت إشارات على صلب السيد المسيح الذي يمثل ذبيحة المصالحة بين السماء والأرض وكفارة للعالم عن خطاياهم. كما ذهب «المسيح» في يوم «خميس العهد» إلى «جبل الزيتون» الذي يدعى «جثيمان»، وصلى هناك لعلمه أنه مقبل على تجربة الصلب، وقال للتلاميذ: «نفسى حزينة جدًا حتى الموت امكثوا هنا واسهروا». وأخيرًا تم القبض على يسوع ليلًا بعد خيانة «يهوذا» له وتسليمه لليهود ومحاكمته لتتم المحاكمة والصلب في فجر اليوم التالى وهو يوم الجمعة العظيمة. من النسخة الورقية