تحيي الكنائس المصرية، اليوم الخميس، ذكرى "خميس العهد"، وهو الفصح والعشاء الأخير بين المسيح وتلاميذه، قبيل صلبه بيد اليهود - بحسب العقيدة المسيحية -. إحياء الذكرى من جانبه، قال الأب رفيق جريش - المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية - إن خميس العهد هو "خميس الأسرار"، الذي تأسس خلاله الأفخاريستيا التناول، وهو طقس كنسي. وأضاف "جريش"، أن الصلوت بكنيسة القديس كيرلس بمصر الجديدة ستكون مساء اليوم، وبعدها يحتفل الأقباط بالقداس الإلهي، ويقوم الرعاة بغسل الأرجل أسوة بالتلاميذ، وأداء صلوات خدمة الآلام وقراءة الأناجيل. وعلى الجانب الآخر، يعد "خميس العهد" أحد أهم المناسبات التي يحييها الأقباط؛ حيث يعرف أيضًا ب "الخميس المقدس" و"خميس الأسرار"، ويتحدث الإنجيل الكنسي عنه واصفا أنه: "يوم الذي غسل فيه يسوع أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض، كما أحبهم هو وترك لهم وصيته"، وهو الأمر الذي يتم اتباعه حتى يومنا هذا؛ حيث يقوم الكاهن في كثير من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية بغسل أرجل المصلين ورشهم بالزيت. غسل أرجل التلاميذ ووفقا للإنجيل، فإن المسيح عليه السلام توجه بعد ظهر يوم الخميس المقدس، إلى المكان الذي أعده تلاميذه للاحتفال بعيد الفصح، وهو منزل المعلم مرقس الإنجيلي؛ حيث سيكون الاحتفال بالفصح بذبح خروف وشيه صحيحًا، دون أن يُكسر منه عظم، ورش دمائه على قائمتيّ الباب وعتبته وأكله مع الفطير على ألا يبقى منه شيء في الصباح. وبحسب الإنجيل، فإن العشاء الأخير، قدّم المسيح الخبز على أنه جسده، وكأس النبيذ على أنها دمه، وطلب استذكار هذا الحدث، كما تنبأ أن يهوذا سيخونه، وأن بطرس سينكره ثلاث مرات قبل صياح الديك، حيث قدّم خطبته الأخيرة للتلاميذ، داعيا إياهم إلى حب بعضهم البعض. خيانة يهوذا أما يهوذا التلميذ الخائن للمسيح، فقد أكل لقمة الشيطان، وقام في الحال ومضى إلى اليهود يسلِّم لهم سيده مقابل ثلاثين من الفضة، التي كانت هي قيمة العبد. وبعد العشاء، غادر المسيح ومعه التلاميذ إلى خارج المدينة نحو جبل الزيتون؛ حيث كان يمضي أغلب وقته، ثم انفرد بنفسه لكي يصلي؛ حيث ظهر له ملاك من السماء، يشدد من أزره، وعندما فرغ من صلاته عاد إلى التلاميذ، فوجدهم نيامًا. صلب المسيح وفي أعقاب ذلك، حضر يهوذا برفقة حرس الهيكل وجند رومان وعدد من الشيوخ؛ حيث تم إلقاء القبض على المسيح وتسليمه لليهود ومحاكمته، لتتم المحاكمة والصلب في فجر اليوم التالي، وهو يوم الجمعة العظيم. وتحيي الكنائس حاليا ذكرى خميس العهد بعدد من الطقوس منها "اللقان"، وهو تذكار غسل أرجل التلاميذ بما يشير إلى أهمية التوبة، بالإضافة إلى إقامة قداس خميس العهد الذي يعد أصغر قداس في السنة كلها.