يبدو أن القلب يخطئ أحيانًا في اختيار محبيه، ويبدو أيضًا أنه كما يقال في المثل الشهير: «مراية الحب عمياء»، لا ترى العيوب أو بالأحرى تراها وكأنها مميزات، لكن العيوب التي تظهر بمرور العشرة والوقت تبدو أصعب، وخسارتها فادحة، فرغم عشرة ال«6» سنوات صداقة، والتي تطورت إلى علاقة حب، انتهت بعدها لاتفاق على الزواج، اكتشفت «ياسمين.م» الفتاة العشرينية التي لم تتخط 28 عامًا، أن شريك حياتها لم يكن زوجها سوى لأربعة أشهر فقط، وذهب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولم يعد حتى الآن، وفضل «الجنسية الأمريكية» على حبها وعشرتها. وعلى أعتاب قاعة المداولة بمحكمة الجيزة لشئون الأسرة، انتظرت «ياسمين» بصحبة اثنتين من أصدقائها ومحاميها، وكان أسلوب حديثهن لافتا للنظر، نظرًا لصغر سنهن وانتمائهن لجيل الشباب، فطريقة حديثهن وملابسهن كما يطلق عليهن الشباب «كاجوال»، ينتمين أيضَا لطبقة اجتماعية أرستقراطية، مما يثير الدهشة لوجودهن في محكمة الأسرة، فاتجهت «البوابة» إليهن وسألتهن عن أسباب انتظارهن للقاضى، فبادرت إحداهن بضحكة ساخرة، وقالت: «رافعة قضية طلاق ونفقة على زوجى»، وبدأت في سرد حكايتها، حيث قالت: «اسمى ياسمين وعندى 28 سنة، خريجة كلية الآداب قسم فرنساوى، وأعمل مدرسة في إحدى المدارس الدولية، وتعرفت على زوجى، وأنا في سن صغيرة في النادي، الذي كنت أذهب إليه دائمًا بصحبة عائلتى وأصدقائى في كل يوم إجازة، وكان شابًا بريء وهادئ وحنون، كان عمرى في هذه الأوقات لا يتخطى 16 عامًا، وبقينا أصدقاء لمدة 6 سنوات، كنت أراه في السنة ثلاثة أشهر، حيث كان يعيش مع والده في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكنه لم يكن يحمل الجنسية الأمريكية، وعندما تخطينا سن العشرين أخبرنى أننى حبه الوحيد، ولست صديقته فقط، وطلب منى الارتباط فوافقت على الفور وتزوجنا بعد ارتباطنا بعام. وتصمت الفتاة العشرينية قليلًا، ثم تقول: «اتفقت معه على تصفية مشاريعه في أمريكا بعد الزواج، ليستقر معى في مصر، وبالفعل تزوجنا في القاهرة واشترينا منزلا صغيرا بجوار منزل عائلتى، وكنت أسعد إنسانة في الحياة في يوم زفافى»، وتتابع حديثها: «كنت أتمنى أن تستقر حياتى كأى بنت في سنى، وأنجب من الزوج الذي اخترته من بين رجال آخرين سعوا إلى امتلاك قلبى، ولكن بعد الزواج كنت أشعر أننى أعيش مع شبح، فبعد شهر واحد من الزواج، أي عقب عودتنا من شهر العسل، كان يختفى من أول النهار إلى آخره، تارة مع أصدقائه، وتارة مع أهله، وتارة أخرى في البحث عن وسيلة لإقامة مشاريع جديدة في مصر بدلًا من التي قام بتصفيتها بأمريكا، ومرت الأيام هكذا شهر تلو آخر، وبعد مرور أربعة شهور سافر فجأة إلى أمريكا، وقال لى: «إنه سيعود خلال فترة قريبة، وسوف ينهى إجراءات سفرى معه، ولكنه حتى الآن لم يعد، وحاولت التواصل معه كثيرًا، ولكن كانت مهمة صعبة للغاية، حيث كان يتنصل من وعوده لى، ورغم ذلك انتظرته عاما كاملا، ولكن المفاجأة بالنسبة لى أننى علمت أنه سافر، وتزوج بعد سفره مباشرة بفتاة أمريكية حتى يستطيع الحصول على الجنسية الأمريكية، وأنه لن يعود مصر مرة أخرى سوى في الإجازات». وتستطرد: «طلبت منه الانفصال وديًا، لكنه رفض، وقال لى: هسيبك متعلقة كده، فقمت برفع دعوى طلاق ونفقة حتى أستطيع الحصول على حكم قضائى كى أتخلص من هذا الرجل الأنانى، الذي باع الحب وعشرة السنين من أجل مصلحته فقط، وما زالت الدعوى قيد التحقيق أمام هيئة المحكمة»، وأشارت إلى الفتاتين اللتين بصحبتها وقالت: «دول أصحابى وشهود معايا في القضية». من النسخة الورقية