في ظل حالة الحراك السياسي التي تجتاح عالمنا منذ اندلاع أحداث ثورات الربيع العربي تأتي الرسومات الكاريكاتيرية لتكون بمثابة الطلقة المدوية للسلطات الحاكمة، فهناك العديد من رسامي الكاريكاتير العرب الذين لعبت رسوماتهم دورا كبيرا في التصدي لحكم الطغاة من أبرزهم رسام الكاريكاتير السوري على فرزات الذي اخترق الحدود والحواجز الزمانية والمكانية ورسم السلطة الحاكمة رغم وجود القوانين التي تمنع ذلك في سوريا، ما جعل الرئيس السوري بشار الأسد يسلط عليه مجموعة من الشبيحة " ينهالون بالضرب على يديه حتى كاد يصاب بالعجر، لكن العناية الإلهية أنقذته، وهو الآن يمارس عمله في جريدته الخاصة "الدومتري" والمتخصصة في الرسومات الكاريكاتيرية، أيضًا الفنان الراحل مصطفى حسين الذي لعب دورا بارز في كشف حقيقة بعض المسئولين ونقدهم، كذلك رسامي الكاريكاتير الراحل أحمد طوغان، فقد كان رساما بدرجة مناضل. واستطاع هؤلاء برسوماتهم التصدي للكثير من المشاكل الموجودة في المجتمع ومعالجتها بشكل مبسط يفهمه الفقير قبل الغني، والجاهل قبل المثقف، فضلا عن بعض الرسومات التي لعبت دورا في تفجير بركان ثورات الربيع العربي، التي لعب فيها الكاريكاتير دورا بارزا، لذلك جاء الملتقى الثاني للكاريكاتير الذي يقام تحت رعاية وزير الثقافة د. عبد الواحد النبوي، حيث يشارك فيه ما يقرب من 260 رسام كاريكاتير من 60 دولة، وتعتبر إيطاليا ضيف شرف الملتقي هذا العام والذي جاء فيه تكريم الفنان" جرج بهجوري." وأكد الفنان طه حسين، رئيس مجلس إدارة مجلة "المعكوكة" أن الأحداث الكثيرة والمتلاحقة تعتبر أرض خصبة لرسام الكاريكاتير، لذلك لابد عليه أن يكون متابعا جيدا للأحداث، وعلى درجة عالية من الفكر والثقافة والوعي؛ لأنه يقوم بتحويل أحداث كثيرة يختزلها في رسمة أو اثنتين، لافتا إلى أن الرسم الكاريكاتيرى هو فن نقدي ساخر يقوم بالأساس على السخرية، ولذلك لابد أن يكون لدى رسام الكاريكاتير حس فني ناقد ورؤية استشرافية للمستقبل، فالموهبة وحدها ليست كافية، مشيرا إلى أن رسام الكاريكاتير المصري مظلوم مقارنة بنظيره في الدول الأخرى، خصوصا الغرب الذي يمكن أن تكفي الفنان هناك رسمة واحدة تكفيه للعيش لمدة عام؛ لكن في مصر نظل نرسم طوال العام والعائد المادي ضعيف.