إبراهيم ل«أون.تى.في»: مازلت أتلقى العزاء في والدى إبراهيم عيسى رجل يعشق الأزمات.. يحب ألا يمر يوم إلا ويكون على رأس الأخبار، ينشر كلامًا يعترض عليه «الأزهر»، ثم يجد العلاقة المصرية السعودية في حالة هدوء، فيقول، خلال برنامجه على «أون.تي.في»: «السعودية منبع الإرهاب والتطرف». ورغم هدوء العلاقة.. كلمة واحدة قد تتحول إلى لغم بمجرد أن تدوس عليه تنفجر العلاقة بين البلدين. بالصدفة.. توفى والد إبراهيم عيسى بعد ما قاله بيوم واحد، فكان عنده مبرر لعدم الظهور، أبلغ إدارة قناة «أون.تي.في» أنه «مازال يتلقى العزاء»، وهذا هو السبب لعدم ظهوره على شاشة التليفزيون خلال الفترة الماضية. إلا أن القناة كان لها رأى آخر، حفاظًا على علاقتها بالسعودية، فصدّرت أن «عيسى» أصبح خارج الخدمة، ونشرت أخبارًا عن سوء علاقته بنجيب ساويرس، مالك القناة، وقرب منعه من الظهور على شاشتها.. إلا أن موقف «ساويرس» يظلّ غامضًا. دخلت «إم بى سي» على الخط.. قناة سعودية لا يمكن أن تعرض برنامج إبراهيم عيسى بعدما قاله، فتعمّدت إهانة الصحفى المقرّب للسلطة في مصر.. كانت صيغة البيان أقرب ل«طرد عيسى» من «استبعاده لأسباب إنتاجية أو فنية». ويقول: «بقرار من قناة «MBC مصر»، تم إيقاف عرض برنامج ال «Boss» للإعلامي إبراهيم عيسى، بتاريخ 2 فبراير 2015، أي بعد 3 أسابيع فقط من بداية عرضه، وذلك لاعتبار القناة أن البرنامج المذكور هو دون المستوى من الناحية الإنتاجية، ولا يليق محتواه بشاشة العرض ولا بمشاهديها.. ولا يشرفنا أن يكون بين فريق العمل». وفى نقلة أخرى لأبعاد المشكلة.. رد الكاتب السعودي، صالح الشيحي، على إبراهيم عيسى، في مقال بجريدة «الوطن» السعودية بعنوان «مافيش فلوس».. قال فيه: «إبراهيم عيسى وعلى بلاطة يريد فلوس والأغنية تقول مافيش فلوس يا حبيبى مافيش فلوس، وتساءل: هل تراه فات عليه أننا الصوت الأعلى والأقوى ولسنا من رواد سوق النخاسة الإعلامية؟». القناة رفضت ظهور "حمزاوي".. فقال "يوسف": مش هقدم الحلقة مصادر قالت لمجموعة وسائل إعلامية خلال الفترة الماضية إن يوسف الحسينى «موقوف عن الظهور» على شاشة «أون. تي. في»، ومن بين ما أكدته المصادر أن «الوَقْف بسبب انتقاد يوسف الحسينى للمملكة العربية السعودية في إحدى حلقاته». كان «الحسيني» وصف الإعلاميين السعوديين ب«عبيد الملك»، وقال إن عاصفة الحزم «زعابيب». أكدت مصادر أخرى لصحف أخرى أن برنامج «السادة المحترمون»، مستمر في عمله، وسيعود للظهور اعتبارا من السبت المقبل، حسبما قال محمد مرعي، رئيس تحرير البرنامج، وهو ما أكده «الحسيني» على موقع «تويتر»، حيث قال: «أعتذر عن عدم تقديم حلقة اليوم من برنامجي، بسبب مرضى الشديد». وأضاف: «يوم السبت نعطيكم ونزيد»، في إشارة إلى عودة برنامجه. ما يعنى أن هناك أسبابًا حقيقية لمنع عرض حلقة جديدة من برنامج «السادة المحترمون»، وإذاعة حلقة «مسجّلة قديمة»، وليست «سبّ السعودية»، كما يقال. كان من المقرر استضافة عمرو حمزاوي، رئيس حزب مصر الحرية، في الحلقة «الممنوعة»، وأرسل فريق إعداد البرنامج بريدًا إلكترونيًا لإبلاغ إدارة القناة بضيف الحلقة الذي تم الاتفاق معه.. إلا أنه قبل ساعتين من بداية الحلقة، اتصلت إدارة «أون. تي. في» ب«الحسيني» لإبلاغه ب«منع ظهور حمزاوى على شاشة القناة»، وطلبت منه «استبدال الضيف». رفض «الحسيني»، وقال في اتصال تليفونى بألبرت شفيق: «مش هاقدّم الحلقة». لكن.. تمّت تسوية الأمور بشكل «ودي»، ويعود «الحسيني» إلى شاشة القناة لتقديم «السادة المحترمون» السبت المقبل، ما يؤكد أن السعودية ليست طرفًا في الأزمة. عمرو حمزاوى ممنوع من الظهور في «أون.تي.في» منذ فترة طويلة، حتى إن يسرى فودة اصطدم بإدارة القناة في واقعة شهيرة، حين طلب استضافته، وقوبل طلبه بالرفض. نجيب.. "تويتر مان" اعتذر للمغرب ورفض الاعتذار ل"سلمان" يثبت نجيب ساويرس موقفه على «تويتر» فقط، لا يدخل أرض المعركة، يقف كما الجميع ليراقب تطور أزمة «أون.تي.في - السعودية» من وراء الستار دون أن يتدخل. تعليق «ساويرس» الوحيد على حلقة إبراهيم عيسى كان ردًا على مواطن سعودى عن رأيه، فرد: «لم أطلع على الحلقة وطلبت نسخة وأوعدك بالتعليق بعد رؤيتها، وأنا لا أوافق على أي تجاوز في حق المملكة لأنكم أهلنا». الثابت الوحيد الآن.. أن نجيب ساويرس بعيد عما يجري، لا يهتم به، لا يبدى موقفًا واضحًا، يترك النار تأكل كل ما حولها دون أن يتدخل، لكنه يروج بعلاقاته ونوافذه الإعلامية الواسعة والكثيرة أن البرنامجين «موقوفان»، لكن الحقيقة مختلفة، فلا إبراهيم عيسى ولا يوسف الحسينى ممنوعين من الظهور على شاشة «أون.تي.في». أحدهما سينتهى من عزاء والده ليعود إلى برنامج «25/30»، والآخر ينتظر إلى مساء السبت المقبل ليقدم «السادة المحترمون». في تفسير لما يجري.. قال نشطاء «تويتر» إن «ساويرس» يأخذ رأى إبراهيم عيسى مبررًا لمراوغة النظام في مصر، فالنظام علاقته قريبة بالسعودية الآن، وما هو معروف عن رجل الأعمال أنه يحاول أن يحقق مكتسبات سياسية. ما يثبت صحة وجهة النظر هذه، أنه حين أهانت أمانى الخياط المغرب، وقالت على شاشة «أون.تي. في» إن اقتصاد «مراكش» قائم على «الدعارة» وهى دولة معروفة بارتفاع نسبة المصابين فيها بالإيدز، كان رد فعل القناة سريعًا.. اعتذرت «أماني»، وأوقف برنامجها، وطردها من القناة سريعًا. كان الجميع ينتظر من «ساويرس» أن يتخذ إجراء سريعًا ضد إبراهيم عيسى ويوسف الحسينى إلا أنه لم يفعل.. كل ذلك، لأن عائلة «ساويرس» تملك استثمارات واسعة في المغرب، من بينها فرع لشركة «أوراسكوم»، وشركة «ميدى تيلكوم» للاتصالات، كانت مُهدَّدة بالضرب، والفشل، والطرد.. فما كان منه إلا الاعتذار «الرسمي» لملك المغرب محمد السادس، والشعب المغربي. من النسخة الورقية