أثبتت الدراسات الحديثة أن الشفة الأرنبية تعتبر من تشوهات الوجه الشائعة جدًا وتنحصر أسبابها بين عوامل وراثية وبيئية مترابطة في بعض الأحيان، لذلك يقول الدكتور وسام وهدان، استشارى جراحة التجميل بقصر العينى، إن الشفة الأرنبية عبارة عن انشقاق أو تشوه خلقى يحدث في الشفة، وعادة ما يكون مصاحبًا بشق الحنك أو اللهاة، وهو ناتج عن عدم التحام الأجزاء المكونة للأعضاء المكونة لسقف الفم (الحنك) والشفة العليا، أثناء مراحل نموها، فعادة ما تتكون أجزاء الشفة العليا والحنك اليمنى واليسرى بشكل منفصل في الثلاثة الشهور الأولى من فترة الحمل، ومن ثم تلتحم بعد ذلك مكونة سقف الفم والشفة العليا. وإذا كان هناك أي خلل وراثى في الجينات المسئولة عن عملية الالتحام أو خلل ناتج عن عامل بيئى فإن النتيجة المتوقعة هي عدم الالتحام وولادة طفل يعانى من الشفة الأرنبية. وأوضح الدكتور أسامة أن أهم الأعراض المصاحبة للانشقاق، قصور الفك العلوى وتشوهات الأسنان ومشاكل في الوظائف الفمية من مضغ وبلع. كما أن هناك مشاكل في النطق والسمع والتغذية. وأكد أن السبب الرئيسى لهذا التشوه الخلقى غير معروف، وما زال الباحثون يجتهدون لمعرفة الأسباب، كما أن هناك مجموعة ومن العوامل البيئية التي إذا حدثت خلال الشهور الثلاثة الأولى من فترة الحمل فإنها قد تتسبب في عدم التحام أجزاء الشفة العليا، وأضاف أن أهم العوامل التي تحدث ذلك تدخين الأم الحامل أو شربها للكحول خلال المرحلة الأولى من الحمل وأيضا تناول بعض الأدوية خلال تلك الفترة، ومن بينها أدوية علاج حب الشباب، أدوية الصرع وبعض أدوية القلب ومنها أيضا الكورتيزون والإسبرين وتناول فيتامين «إيه» بكميات كبيرة، إضافة إلى أن أي نقص في التغذية أثناء فترة الحمل لكثير من العناصر المهمة كالفيتامينات والأملاح الضرورية مثل حامض الفوليك قد يكون من أهم الأسباب. وأضاف أن أنواع انشقاق الشفة متعددة وأكثرها يحدث عادة في الشفة العليا، وقد يكون بسيطًا بحيث يحدث في أحد جانبى الشفة، أو مزدوجًا بحيث يكون كل شق مقابل فتحة من فتحات الأنف، ويوضح الدكتور أسامة أننا نستطيع علاج هذه المشكلة جراحيًا عن طريق قفل الشفة الأرنبية بتوصيل أجزاء العضلة المحيطة بالفم بعضها ببعض، كما يتم تعديل فتحة الأنف في بعض الأحيان ويجب التنبيه إلى تأثير هذه الجراحة على نمو الطفل في المراحل القادمة، فيجب أن تكون العملية تجميلية بحتة من دون ندبة واضحة، وبخياطة تجميلية دقيقة لا تؤثر على النمو الطبيعى للشفة ومن ثم من عمر الثلاثة شهور إلى السنة تقريبا يتم التركيز على وظيفة النطق، ولذلك يجب إصلاح «الحنك» الرخو، ومن ثم «الحنك» الصلب، ويتم ذلك جراحيًا حيث يتم استخدام رقعة من اللثة المحيطة من دون استخدام رقعة عظمية. من النسخة الورقية