ولد فينسنت فيليم فان جوخ، في جروت زندرت بهولندا في 30 مارس عام 1853، عقب سنة واحدة من اليوم الذي ولدت فيه أمه طفلًا ميتًا، وكان أبوه قس كنيسة، أدخله مدرسة داخلية في زيفينبيرجين لسنتين، وبعد ذلك استمر بمدرسة الملك ويليم الثاني الثانوية في تيلبيرج لسنتين أخرتين؛ في ذلك الوقت ترك فينسنت دراسته في سن الخامسة عشرة ولم يعد إليها. عام 1869 انضم فينسنت فان جوخ إلى مؤسسة لتجار الفن في لاهاي، وكان ناجحًا جدًا فانتقل إلى فرع الشركة في لندن، وأعجب سريعًا بالمناخ الثقافي الإنجليزي؛ وبقى لسنتين زار خلالهما العديد من المعارض الفنية والمتاحف، وأصبح مُعجبًا كثيرًا بالكُتّاب البريطانيين مثل جورج إليوت وتشارلز ديكينز جاول جوخ أن يكون رجل دين، وبدأ بالحديث عند اجتماعات الصلاة في أبرشية تيرنهام جرين كوسيلة لتهيئته لخطبته الأولى يوم الأحد، والتي جاءت باهتة وغير حيوية، فعاد إلى أمستردام لدخول الجامعة ودراسة علم اللاهوت، وتلقى دروس اللغة اليونانية واللاتينية والرياضيات هناك، ولكن قلة براعته أرغمته على ترك الدراسة بعد 15 شهر، ليعود بعدها إلى عالم الفن. بدايته كفنان كانت في خريف 1880، فرسم عمال مناجم الفحم في بوريناج، ثم امرأة كانت تعيش معه تدعى "سين"، وفي عام 1883 بدأ بدراسة الرسم الزيتي، ورسم لوحات عديدة للغزّالين والحياك والفلاحين وغيرهم، وبعد العمل الشاق وتطوير الأساليب باستمرار استطاع إنتاج لوحته العظيمة الأولى وهي "أكلة البطاطة"، والتي تُعرف بأنها أول قطعة حقيقية نادرة له، ثم تأثر بالفن الياباني، فأضاف الطبعات الخشبية والألوان اليابانية إلى لوحاته، واستطاع إنتاج ثلاث لوحات يابانية، وعاد ليُقدم عدة لوحات منها "منظر طبيعي لطريق وأشجار مشذبة"، و"الطريق عبر حقل الصفصاف"، وكذلك "عائلة رولن" إحدى أفضل أعماله الفنية. قيل أن جوخ أصيب بنوبة جنون، فقام بقطع الجزء الأسفل من أذنه اليسرى بواسطة شفرة حلاقة، لكنه تعافى تماما، وخرج بأعمال رائعة منها "لابيرسوز" و"عباد الشمس"، ثم دخل مستشفى للعلاج من الصرع، وأصيب بنوبة جنونية أخرى حاول فيها ابتلاع لوحاته الخاصة. توفيَّ جوخ في 29 يوليو عام، وقيل أنه قام بإطلاق الرصاص على صدره، وتوفى بعدها بيومين في "أوفر سور أوايز" بفرنسا، ولكن دراسة حديثة أشارت إلى أنه قتل بالخطأ عندما كان يعبث صبيان بسلاح ناري وانطلقت منه رصاصة بالخطأ.