تعد صناعة الكليم والجوبلان من أقدم الصناعات وأعرقها والتي عمل بها آلاف من سكان مدينة فوه وأجوارها، حيث كانت المورد الأساسي لهم منذ عشرات السنين ويعاني صناع الكليم والجوبلان في مدينة فوه بكفر الشيخ من انهيار الصناعة بشك يهددها بالاندثار بشكل كبير لأسباب منها عدم اهتمام المسئولين بإنقاذ الصناعة وعدم تطويرها حتى تناسب احتياجات العصر. يقول إبراهيم حجاب رئيس مجلس إدارة جمعية صناعة الكليم بفوه، إن سبب كساد المهنة يرجع لعدة أسباب منها التجار وليس الصناع، حيث قام التجار من اصحاب البازرات والمحال السياحية بالمغالاة الشديدة في سعر بيع اكليم والجوبلان، فعلي سبيل المثال القطعة التي يكون ثمنها 100 جنيه يقومون بعرضها ب700 جنيه، مما جعل البعض لا يقبل على شرائها بسبب غلاء الأسعار واقتصر البيع على الاثرياء فقط وهؤلاء عددهم محدود مقارنة بياقي الزبائن. وأيضا من ضمن أسباب كساد المهنة كم يؤكد حجاب هو دخول منافسين جدد مثل الصينين والأتراك وغيرهم والذين يعرضون منتجات تشبه الكليم بسع متدني بالرغم من أن كليم فوه كليم صحي ومعمر يصل عمر القطعة ل40 سنة بنفس الحالة والجودة شريطة الحفاظ عليها من الأتربة والسوائل الملونة.. فضلا عن أنه غزل يدوي من الصوف الطبيعي وليس الصناعي كم يوجد في البلاد السابق ذكرها. ويقول السيد محمود أحد صناع الكليم، اننا نتحسر الآن على مهنة التاريخ التي اصبحت لا تجد مكانا لها في المستقبل، بعد أن كانت ملء السمع والبصر وبعد انتشار آلاف الورش أصبحت بضعة عشرات فقط وبعد أن كانت سويسرا وروسيا والمانيا وبعض الدول العربية أصبحنا ندلل على منتجاتنا في بضعة محافظات سياحية وكان الأقبال في الدول الأوروبية على كليم فوه، لأننا كنا نصنع دوبل سميك يحمي من الصقيع والبرد الشديد والجليد. ويشير محمد داود من ابناء فوه، واحد المهتمين بمشاكلها إلى أن بداية انهيار المهنة في متصف التسعينات حيث خرجت أنواع جديدة من السجاد والحصير والموكيت بدأت تغزو الأسواق والمنازل والفنادق والمساجد، وبدأ الكليم والجوبلان ينحصرا ن أمامهم بشكل كبير نظرا لرخص أثمناهم وارتفاع أسعار المواد الخام للكليم من صوف وخيوط. ويقول فؤاد البدوي من صناع المهنة أن ضعف التسويق الداخلي والخارجي وعدم الاشتراك في المعارض ورفع الدولة يدها عن الصناعة جعلها تساهم في موتها، وطالب صناع الكليم الدولة بالتدخل العاجل؛ لإنقاذ مهنة عريقة قبل أن تتعرض للاندثار والانقراض مثل مهنة الطرابيش.