تعتبر مدينة فوة بمحافظة كفر الشيخ معقل صناعة الكليم والسجاد اليدوى والجوبلان على مستوى الجمهورية. وبدأت هذه الصناعة فى عصر محمد على، مع إنشاء مصنعى غزل القطن والكتان عام 1820، بطاقة خمسة وسبعين نولا ومشط للإنتاج فى ذلك الوقت، لم يبق منهما الآن سوى البوابة الرئيسية. هذان المصنعان كانا يصدران جزءا من إنتاجهما إلي أوروبا وقاعة بالرميلي بالقرب من مسجد الدوبي والتي تعود إلى القرن 19شاهدا علي ازدهار تلك الصناعة في كفر الشيخ. وأغلب أهالي فوة يخصصون الطابق الأول من منازلهم لأنوال نسيج الكليم اليدوي والجوبلان حيث لا يخلو أى منزل من هذه الأنوال ويعمل بهذه الصناعة 65% من ابناء المدينة على الأقل، حيث يوجد حوالى 8 آلاف نول يدوى و112 مصنعا بل ويتم صناعة ماكيناتها يدويا كالفتاحة والغزالة ودولاب المفتل . وقد ازدهرت هذه الصناعة وأصبحت تدر ربحا مجزيا خلال فترة الستينيات مما أغري المستثمرين من كبار رجال الأعمال بإقامة مشاريع استثمارية في مجال الكليم وإنتاج تصميمات حديثة، وإضافة أصناف جديدة من الإنتاج مثل الدوبل المطور وكليم التوبس)، مما أوجد حالة من المنافسة غير المتكافئة بين هؤلاء المستثمرين الكبار وصغار المنتجين التقليديين ومن هنا بدأت تظهر مشكلة التسويق. المشكلة الحقيقية الآن، أن هذه الصناعة التاريخية في فوة معرضة حاليا للانقراض للعديد من الأسباب وعلى رأسها مشاكل التسويق وانتشار البدائل الرخيصة من الموكيت والسجاد الصناعى، خاصة في ظل ضعف الإمكانيات وضعف التسويق. يقول على محمود أحد صناع الكليم والسجاد اليدوى والجوبلان بمدينة فوة، إنه على الرغم من إشهار الجمعية التعاونية لإنتاج الكليم بفوة منذ عام 1992 ونجاحها فى البداية فى النهوض بهذه المهنة، فإنها لم تحل مشاكل الصنايعية حيث تم غلق العديد من ورش الكليم وتحول العمال المهرة إلي مهن أخري، بسبب الديون الخاصة بالتأمينات الاجتماعية والقروض، حيث يحاسب صنايعي النول في التأمينات علي أنه صاحب عمل مثله مثل مصانع السجاد الضخمة الموجودة في مصر. وتقول هالة أبو السعد رئيسة جمعية سيدات أعمال المستقبل وعضوة المجلس القومى للمرأة: لدينا في فوة أكثر من خمسة آلاف أسرة تعمل في الكليم ونحاول عمل حصر دقيق لعدد هؤلاء الحرفيين المهرة الذين لا يتقاضون الا الفتات والسبب عدم قدرتهم علي تسويق المنتج فالتاجر اعتاد أن يشتري منه المنتج بسعر قليل جدا مستغلا حاجته للمال ثم يقوم بتسويق هذه المنتجات في الجاليريهات والمناطق السياحية بأسعار خرافية ومن هنا جاءت الفكرة لمساعدتهم علي حل مشكلتهم علميا بتعريفهم بطرق تطوير وتسويق صناعتهم التاريخية عن طريق الجمعية ويقول ابراهيم محمد أحد الصناع المنضمين إلى المؤسسة بفوة: كانت عندنا مشكلة في التسويق الخارجي بسبب عيوب الصناعة نفسها ايضا فالمنتج يدوي وبالتالي يفتقد إلي الدقة أحيانا وهذا كان بسبب عيوب الأنوال وعالجنا تلك النقطة عن طريق هيئة تحديث الصناعة التابعة لوزارة الصناعة حيث صمموا لنا نموذجا للنول الجديد ثم واجهتنا مشكلة التصميمات حيث كانت التصميمات الموجودة قديمة فتم بالتعاون مع المحافظه خلال الفترة الماضية إحضار خبير فرنسى عن طريق هيئة تحديث الصناعة وعلي الرغم من كل هذه الخطوات المهمة والعلمية فإن المشكلة لا تزال قائمة حيث يقول خالد عنتر أحد الصناع: نتمني أن يتم تبني المشروع من قبل وزير الصناعة، فهناك عيوب في الصباغة مثلا والألوان تبهت بعد فترة، ولا نستطيع التغلب عليها لاحتياجها إلي إمكانات أكبر من إمكاناتنا البسيطة، ولن يساعدنا في ذلك إلا الوزارة ببناء مصبغة نموذجية. كما نحتاج لإقامة منفذ دائم للبيع والعرض داخل مدينة فوة، وكل ذلك يحتاج إلي الدعم المالى الذي لا نملكه حاليا. من جانبه أكد الحاج خميس عضو مجلس أمناء المؤسسة أن الدولة تقدم دعما بنسبة 10% لبعض المنتجات التي يتم تصديرها للخارج، كما تقدم العديد من الإعفاءات الجمركية والضريبية وتخفيضات علي استهلاك الكهرباء والماء للمصانع الكبيرة دعما للاستثمار والصناعة ومحاولة لتوفير فرص العمل للشباب ونحن نطالب علي الأقل بمعاملتنا بالمثل . وهو ما يؤكده الحاج سعيد الخلال عضو مجلس أمناء الجمعية الذي يقول: هناك من يلومنا علي تصدير الصوف وبيعه خارجيا بما يعني عودته إلينا مرة أخري مصنعا وهو ما لا نتمناه ولكن ذلك بسبب الصعوبات الكثيرة التي نواجهها مع مصانع الصوف لأسباب تشبه كثيرا الأسباب التي تعطل صناعة الكليم اليدوي وهي عدم توفير أي دعم لنا أو تخفيضات ضرائبية وخلافه من مشاكل الصناعة. من جانبه قرر المحافظ فتح عدة منافذ لتسويق منتجات مدينة فوة الشهيرة من السجاد اليدوى والكليم والجبلان بمدينة كفرالشيخ عاصمة المحافظة ومصيف بلطيم وكذلك في شرم الشيخ والغردقة والعديد من المدن السياحية الأخرى لتنشيط عمليات التسويق والتصدير الخارجى لهذه المنتجات المتميزة بفوة.