إعداد: أحمد صوان إشراف: سامح قاسم يحتفل العالم بالأم في مثل هذا اليوم من كل عام.. الجميع يُسهب في الحديث عن التضحيات والجهود والتربية.. إلى آخر كل الحديث الذي يُقدّر قيمة الأم، فهي - مُنذ هبط آدم وحواء على الأرض- نُقطة البداية التي نشرت الإنسان في الأرض. وردت الأم في اللغة بقول ابن منظور في لسان العرب، من أنّ الأم والأمة بمعنى "الوالدة"، ولكن الأم ليست فقط من ولدت، بل الأم الحقيقية هي من ربّت أبناءها وصنعت أسطورتها الخاصة التي تُحكى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. الأسطورة "أنا أم الطبيعة كلها، وسيدة جميع العناصر، ومنشأ الزمن وأصله، والربة العليا، أحكم ذرا السماء ونسمات البحر الخيرة وسكون الجحيم المقفر".. كانت "إيزيس" أولى أساطير الأم في التاريخ، فكانت لدى المصريين القدماء ربة القمر والأمومة، وملكة العرش، وكان يُرمز لها بامرأة على حاجب جبين قرص القمر، فهي حبيبة أوزوريس وزوجته التي استعادت جثته بعد أن قتله ست، وأعادت إليه الحياة بعد رحيله إلى العالم الآخر، وقامت بتربية ابنهما حورس في مستنقعات الدلتا. وكان خيال الشعب مُغرمًا بتأمل صورة الأم التي أخفت نفسها وقامت بتربية طفلها حتى إذا ما شب واشتد ساعده صار قادرًا على الانتقام من قاتل أبيه، فصارت إيزيس أشهر الربات المصريات، وكانت مثال الزوجة الوفية، حتى بعد وفاة زوجها، والأم المخلصة لولدها. بجّل المصريون القدماء إيزيس، واعتبروها الربة الحامية في كل أنحاء مصر القديمة، وظهرت صورها في مصر القديمة الأم الحنون التي تحمل طفلها على حجرها وترضعه وتهتم به، ويرى بعض المؤرخين أن تماثيل إيزيس وهى ترضع حورس استوحاها الفنانون المسيحيون لتصوير السيدة مريم العذراء وابنها المسيح. وكانت أفروديت هي الإلهة الأم في الأساطير اليونانية، وهي قريبة من عشتار ربّة الإخصاب والنماء، والتي يمكن أن نعُدّها الأم الكبرى التي ولّدت منها أفروديت، وهي آلهة الجمال والجنس والحب، وتُقابلها في الأساطير الرومانية الإلهة فينوس، والتي طغت في الانتشار حتى أصبح ما يتداول هو فينوس بدلًا من أفروديت. تقول الأسطورة عن ميلادها أن كرونوس قام بقطع الأعضاء الجنسية لأبيه أورانوس، وهو إله السماء، وقام بإلقائها في البحر، فتشكلت من تلك الأعضاء فينوس، والتي خلبت لُبّ الجميع بميلادها وفتنتها ما استهوى الكثير من الفنانين العِظام، وخلدوها في لوحات تنطق بالسحر والجمال والروعة منهم رفائيل، وليم بوجيرو، أليكسندر كابينال، وغيرهم، إلا أن أكثر تلك اللوحات شهرة هي لوحة الفنان الإيطالي ساندرو بوتشيلي.