قال شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، إننا نمر بمرحلة غاية في الخطورة والتعقيد، حيث ظهرت جماعة هي أشد إرهابا من الجماعات السابقة وتصدرت المشاهد وأصبح الإرهاب يهدد دولا كثيرة بالمنطقة، مضيفا إن المستهدف ليس دولة بعينها وإنما دول العالم لإسلامي بأثرها، خاصة مصر، وانه لن يقطع سرطان الإرهاب في عالمنا العربي إلا قوة عربية تتعامل مع الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى إنه من الخطأ الشديد أن ننتظر من عدو تاريخي أن يمد يد العون للقضاء على الجماعات الإرهابية. وتابع في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه وكيل الأزهر د. عباس شومان، في المؤتمر الدولي الرابع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، اليوم السبت، تحت عنوان "عظمة الإسلام واخطاء بعض المنتسبين إليه.. طريق التصحيح"، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه اصبح واجبا علينا أن نجتمع سويا وننبذ الخلاف وننزل لأرض الواقع لمواجهة الجماعات الإرهابية. وأضاف: "الأزهر بدأ بنفسه وقام بتصحيح مفاهيم الخلافة والجهاد في بحوث ظهر الجزء الأول منها منذ ثلاث أسابيع، وشيخ الأزهر طلب من قادة الأزهر الشريف وضع خطط عمل تنطلق على أرض الوقاع لمواجهة المفاهيم الخاطئة التي ينشرها الفكر المتطرف، أولها بالتنسيق مع وزارة الشباب لإطلاق قوافل من علماء الأزهر للتحاور مع الشباب من الجنسين باعتبارهم المستهدف من الجماعات المتطرفة وعملت تلك القوافل في أكثر من 4 آلاف مركز للشباب، إضافة إلى الجاماعت والمدارس". ولفت إلى أن الإمام الأكبر طلب من وعاظ الأزهر الذهاب للناس حتى في المقاهي للحديث معهم عن خطورة جماعات التطرف، مشيرا إلى أن الجماعات المتطرفة تمتلك من الوسائل والدعم الإلكتروني ما لا تملكه دول، مطالبا مؤسسات الدولة المتخصصة بمساعدة الأزهر لمواجهة رسائل الجماعات الإرهابية عبر مواقع الإنترنت". وأوضح شومان أن شيخ الأزهر اجتمع مع عديد من الوزراء لتبني خطط موحدة لمواجهة الجماعات الإرهابية، لأنها بلاء مستحكم ما لم ننتبه اليه فسيشري في جسد الأمة كلها". وقال: "إذا كان المؤتمر المنعقد اليوم لمعالجة الأخطاء التي يرتكبها بعض المنتسبين للإسلام فإننا نؤكد أن الأخطاء لا يقع فيها أفراد فحسب، بل هناك اخطاء يروج لها من الآخرين أولها ما يروج له البعض أن هذه الجماعات تنطلق من منطلقات دينية خاصة من الإسلام، مع أن افعال تلك الجماعات لا صلة لها بالإسلام، والجماعات المتطرفة ذات المصالح الداخلية تعاونت مع قوى استعمارية للنيل من بلادنا، مشيرا إلى أن من الأخطاء هو ما يقوم به البعض من نزع نصوص دينية ويؤكدون أنها الخلفية التي تنطلق منها هذه الجماعات وهو افتراء على تراثنا الإسلامي وتحميله ما لا يحتمله، فليس في ديننا الإسلامي به ما يدلل على جواز حرق الابرياء أو ذبحهم على يد هؤلاء المجرمين المنتمين لجماعات التطرف". وشدد "الطيب"، أن القوات المسلحة والقوات العربية التي نأمل أن تنضم لقواتنا المسلحة لإجتزاز شأفة تلك الجماعات الإرهابية المسلحة، مشيرا إلى أن من أخطاء المؤسسات العمل بفردية والانعزال عن بعضها البعض، وانه لابد من تكامل الخطاب الإعلامي والدعوي لسد ذريعة الجماعات المتطرفة. ولفت إلى أن دولا عربية وإسلامية تدعم جماعات التطرف سرا وعلنا وتمده بما يحتاجون إليه ويجب على تلك الدول أن ترفع صلتها بهذه الجماعات وتوقف قنوات الفتنة التي تحرض على الابرياء والنيل من الجيوش. وأكمل:" يجب أن تقوم الدول التي فتحت ارضها وسماءها للجماعات الإرهابية أن تنبذ تلك الجماعات، وإلا اصبحت دول معادية، مؤكدا أن داعش هي ليست جماعات محلية، بما تملكه من امكانيات، ولن يقطع سرطان الإرهاب في عالمنا العربي إلا قوة عربية، وإنه من الخطأ الشديد أن ننتظر من عدو تاريخي أن يمد يد العون للقضاء على الجماعات الإرهابية".