أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، في مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية،أن الأزهر يقدر دور المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذي يعقد المؤتمر السنوي، لمناقشة القضايا المهمة، بجانب المطبوعات والمنشورات التي تهم الإسلام والمسلمين، وهذا المؤتمر يأتي في مرحلة غاية في الخطورة والتعقيد، فقد تغير المشهد وظهرت جماعات أشد إجراما، وأصبح الإرهاب يتهدد دول كثيرة في المنطقة، والمستهدف ليست دولة بل دول العالم الإسلامي والمستهدف في البداية مصر قلب العروبة. وأضاف أن هذه الجماعات التي خرجت عن كل ما تقتضيه الأعراف وعن كل مألوف، وأصبح هناك ضرورة لأن ننزل إلي أرض الواقع، وقد شارك الإمام الأكبر في مؤتمرات كثيرة، آخرها مؤتمر مواجهة الإرهاب في مكة، وذلك حرصا علي كشف زيف هذه الجماعات، وقد جاءوا الوقت بأن ننتقل من الكلام النظري للواقع لنحول التوصيات إلي خطط عمل قابلة للتطبيق، وقد بدأ الأزهر بنفسه، وفور انتهاء مؤتمر الأزهر لمكافحة الإرهاب، جمع الإمام الأكبر بعد انتهاء المؤتمر جمع قيادات الأزهر، وطالبهم بتحويل التوصيات لخطط عمل تنطلق علي أرض الواقع، وقد انطلق الأزهر مع عدد من الوزارات منها الشباب والتعليم لتنفذ ذلك علي أرض الواقع، ومنها مبادرة الإمام الأكبر التي تستهدف تجمعات الشباب للتحول من الخطاب الدعوي للخطاب الحواري مع الشباب في المدارس والجامعات، وقد اجتمع الإمام الأكبر مع العديد من الوزراء منهم الأوقاف التعليم العالي والشباب التربية والتعليم، لإعداد خطط موحدة للتصدي للجماعات الإرهابية . وأضاف أن أخطاء بغض المنتسبين للإسلام لا تنحصر في المسلمين المنتمين لهذه الجماعات فقط، لكنها توجد في غيرهم، منها ما يروج له البعض عن أن هذه الجماعات تنطلق من منطلقات دينية وهذا باطل، وجميع الديانات من أفعال هذا الجماعات براء، الخطر لم يصبح في جماعات محلية بل تلاقت مع مطامع خارجية وعدو تاريخي يساعد هذه الجماعات المتطرفة، وأن من ضمن الأخطاء ما يقوم به البعض بذكر بعض النصوص للتدليل علي أفعال هذه الجماعات أو النقاط بعض العبارات من التراث يدللون بها علي أنها الخلفية التي تنطلق منها هذه الجماعات وهذا باطل وليس موجودا في الإسلام، هؤلاء ضالون مضلون، وديننا وتراثنا منهم براء،وستردعهم القوات المسلحة، ولابد من العمل الجماعي لمواجهة هذه الجماعات . مشيرا إلي أن هناك دولا عربية وإسلامية تدعم هذه الجماعات سرًا وعلنًا ويجب عليها أن تقطع صلتها بهم وأن توقف قنوات الفتنة التي تحرض علي قتل الأبرياء، ولابد أن تتوقف هذه الدول عن مساندة الإرهاب وإلا أصلحت دول معادية، والمراقب لداعش وما تظهره من تقنيات، يري أن هناك من يقف خلفها بكل قوة، فهذه الدول لابد أن تقطع صلتها بالجماعات الإرهابية، ولن يجتث هذا السرطان إلا بأيد عربية ، ولابد من تشكيل قوة ردع عربية.