فجرت الأعمال التخريبية التي قام بها تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الإرهابى، صراعًا فقهيًا حول شرعية هدم التماثيل، زاعمًا أن التنظيم استند إلى أحاديث نبوية وآثار عن الصحابة رضى الله عنهم، تؤكد إباحة ما فعلوه، رغم أن «داعش» يتاجر في الآثار ويجيز بيعها وشراءها، حتى إن المعلومات تؤكد أن عناصر التنظيم الإرهابى، قاموا بهدم تماثيل متحف الموصل، لأنهم لم يستطيعوا حملها لبيعها، بينما أخفوا قطع الآثار التي يمكن حملها ونقلها من مكان لآخر، حتى يتمكنوا من بيعها. واستدل تنظيم «داعش» الإرهابى بفتوى منشورة على موقع «إسلام ويب» بعنوان «وجوب إزالة الأصنام»، والتي أكد فيها أن هدم الأوثان والأصنام واجب شرعى سواءً كانت تعبد من دون الله أو لم يوجد من يعبدها، إلا أن عددًا من أنصار التنظيم، أكدوا أن هذا الأمر يأتى في إطار جر دول الغرب لحرب ومواجهة برية مع تنظيم الدولة، مؤكدًا أن الصحابة لم يصلوا إليها عند فتحهم مصر والبلاد العربية. وردًا على جريمة «داعش»، تداول نشطاء سلفيون على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» مقطع فيديو للداعية السلفى محمد حسان، قال فيه: «لا أجد دليلًا واحدًا من أقوال الصحابة الذين دخلوا مصر يأمرون فيه بتحطيم الآثار أو تكلموا عنها، ولا يوجد على وجه الأرض من هو أغير من هؤلاء الصحابة على دين الله وتنفيذ شرعه»، مؤكدًا أن الفتح الإسلامى لمصر بقيادة عمرو بن العاص أبقى على هذه الآثار الموجودة في مصر على وضعها الحالى». وأشار حسان إلى أنه للحاكم أو الدولة أن تقيد بعض المباح تحت المصلحة، فهم يرون أن الآثار لا تندرج تحت الركاز، باعتبارها عملًا إنسانيًا تاريخيًا ليست ملكًا لفرد أو لمصر بل ملك للبشرية، فهو إرث حضارى بشرى تمتلكه الإنسانية كلها، فلا يجوز التجارة بها. واحتج التنظيم الإرهابى على ترك الصحابة رضى الله عنهم للأصنام في البلاد المفتوحة كمصر، زاعمين أن المحتمل أنهم لم يروا هذه الأصنام لأنها كانت مغمورة بالرمال، أو لأنها لم تكن قد تم اكتشافها بعد. من النسخة الورقية